انطلقت صباح أمس الاربعاء فعاليات القمة العالمية لمجتمع المعلومات بفضاء الكرم بالعاصمة التونسية بمشاركة 20 رئيس دولة وحكومة وعدد كبير من كبار المسؤولين في مؤسسات عالمية الى جانب منظمات المجتمع المدني فاق حضورهم المتوقع إذ تجاوز العدد ال 17 ألف مشارك يمثلون 170 دولة. انطلقت الأعمال بكلمة للرئيس زين العابدين بن علي الذي تم انتخابه في وقت سابق رئيساً لهذه القمة أعرب في مستهلها عن ارتياحه واعتزازه وتقديره لهذا الحضور المكثف لقمة تونس.. وعن حرص بلاده على الاسهام الفاعل في تعزيز التعاون والتضامن بين الدول والشعوب وخدمة السلم والأمن في العالم. وأكد بن علي على أن الفجوة الرقمية المراد دفنها هي فجوة تنموية قبل أن تكون فجوة تكنولوجية داعياً الى تضافر جهود المجموعة الدولية من أجل تمكين كل الشعوب وخصوصاً الأقل نمواً من الأخذ بأسباب لتقدم التكنولوجي والاستفادة من الثورة العلمية والرقمية التي يعيشها العالم اليوم. وقال بن علي إن حاجة الشعوب الأقل نمواً إلى المساعدة تأكد اليوم أكثر فأكثر لاسيما عندما نرى اليوم تزايد دور تكنولوجيات المعلومات والاتصال ويتعاظم بإطراء في القطاعات الحيوية لما للتربية والتعليم والبحث العلمي والصحة والبيئة والثقافة وغيرها من الميادين التي لها تأثير بالغ في بناء شخصية الفرد وتكوين المجتمع. ودعا زين العابدين المشاركين فى اللقاء الى ضرورة «طرح تساؤلات عن مدى مصداقية المعلومة ومصادرها واحترامها للمعايير الاخلاقية المتفق عليها سواء تلك التى تؤجج العنصرية والتمييز والكراهية وتدعو الى التطرف والارهاب او تلك التى تبث الادعاءات والافتراءات وتعتدي على حق الفرد في الحصول على المعلومة عبر الارساليات الاقتحامية والاستخدام التجارى لقواعد البيانات بطرق غير مشروعة». وطالب بن علي ب «ضرورة ضبط معايير اخلاقية كونية تكون بمثابة الحاجز الواقي لمجتمعاتنا من الاستعمالات السلبية لوسائل الاتصال الحديثة». أما الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة كوفي أنان فقد أشار في كلمته إلى أن قمة تونس تعد محطة حاسمة وستكون بمثابة الحجر الأساس لضمان انخراط فاعل للدول النامية في تجمع المعلومات وقال كوفي أنان إن قمة جنيف كانت قمة تشخيص وينتظر من قمة تونس أن تكون قمة انطلاق العمل. وضمن فعاليات القمة العالمية لمجتمع المعلومات وبحضور الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات يوشييو اوتسومي افتتح الرئيس التونسي معرض (فضاء تكنولوجيا المعلومات والاتصال للجميع) الذي يقام ضمن التظاهرات الموازية للقمة العالمية ويتواصل حتى 19 نوفمبر الجاري. واطلع الرئيس بن علي من خلال عرض مجسم بالصور الثابتة على مكونات هذا المعرض الذي يقام تحت شعار (لنبني المستقبل معا) ويمتد على مساحة 8150 مترا مربعا ويحتضن 138 جناحا. وتميز المعرض بتعدد وتنوع العارضين المشاركين فيه والذين يبلغ عددهم 338 عارضا يمثلون الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية الكبرى الرائدة في مجال تكنولوجيا الاتصال. وتضمنت الأجنحة عروضا لاحدث التقنيات التي تجسد الثورة الكبيرة المسجلة في هذا الميدان وما يمكن أن تجنيه البشرية جمعاء من هذا التطور إذا ما أحكمت توظيفه واستغلاله وإذا ما تم تامين النفاذ على أوسع نطاق إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصال. كما قام الرئيس التونسي بتدشين النصب الكبير الذي اقيم بمفترق الطرقات المودية الى قصر المعارض بالكرم مكان انعقاد القمة تخليدا لذكرى هذه القمة العالمية التاريخية في تونس. وفي اطار التظاهرات الموازية للقمة اشرفت حرم الرئيس التونسي ليلى بن علي على افتتاح المنتدى العالمي الثاني حول (الاعاقة ومجتمع المعلومات) الذي تنظمه جمعية (بسمة) التونسية للنهوض بتشغيل المعوقين بالتعاون مع مجمع (دايزي) الياباني لتيسير نفاذ المكفوفين لتكنولوجيا المعلومات. كما اشرف رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي على حفل استقبال كبير اقيم في مكان انعقاد القمة العالمية ترحيبا بالضيوف المشاركين في القمة التي انطلقت الاربعاء. وبدأ روساء الدول والحكومات المشاركين بالقمة في الوصول الى تونس حيث وصل كل من رؤساء الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة ولبنان اميل لحود وموريتانيا العقيد على ولد محمد فال والسودان عمر حسن البشير ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. كما وصل روساء وفود العديد من الدول الاخرى المشاركة في القمة ومن بينهم رئيس وفد دولة الكويت الى القمة وزير المواصلات ووزير الصحة الشيخ احمد العبدالله الصباح للمشاركة في القمة0 وكان الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات يوشيو اوتسومي قد اعلن في وقت سابق حصول 1040 صحفياً على شارات التسجيل والدخول لتغطية اعمال القمة.