أسئلة كثيرة طرحت نفسها علي جدول أعمال قمة المعلومات التي عقدت في جنيف نهاية العام الماضي، هل هي ثورة معلومات حقيقية يشهدها العالم الثالث لتقليص الفجوة الرقمية بينه وبين دول العالم الصناعية المتقدة تقنياً، خاصة بعد ان قام النساء في قرية صغيرة بالهند بالتجمع حول جهاز كومبيوتر كل صباح من أجل معرفة أسعار منتجاتهم الزراعية قبل التوجه إلى السوق. ام انها ما زالت في اتساع خاصة بعد ان احتجز رئيس التحرير في إحدى الصحف الافريقية، جهاز الكومبيوتر الوحيد في المكتب ولا يسمح لأحد باستخدامه. و أظهر مسح أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي أن الولاياتالمتحدة تستخدم تكنولوجيا المعلومات لزيادة النمو الاقتصادي اكثر من اي دولة اخرى في العالم. وجاءت سنغافورة في المركز الثاني، بينما جاءت 11 دولة من الاتحاد الاوروبي مثل فنلندا والسويد بين اول 20 دولة. ومن هنا حث المنتدى الاقتصادي العالمي الحكومات على الاستمرار في الاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات اذا ارادت ازدهار اقتصاداتها. واضاف ان ذلك قد يكون ايضا من افضل السبل للدول النامية لتقليل الفجوة بين الاغنياء والفقراء، بالإضافة إلى أن تحسين البنية التحتية للاتصالات والدخول إلى الإنترنت ومهارات الكمبيوتر يمكن ان تكون اداة قوية جدا في مكافحة الفقر. وضعت القمة العالمية لمجتمع المعلومات لنفسها أهدافا طموحة، وسيكون التحدي هو تحقيق تلك الأهداف، ومن أجل ذلك يجب التركيز على أهمية إعطاء شركات القطاع الخاص المجال لتلعب دورها بشكل كامل، خاصة ان الدول الفقيرة تعتقد أن الدول الغنية ستزودها بكل ما تحتاجه حتى تنهض تكنولوجيا ومعلوماتيا. وتنوي الولاياتالمتحدة الاستمرار في معارضة المطالب الافريقية الرامية إلى بعث صندوق دولي لتمويل الهوة الرقمية، وتصر ومعها عدد من الدول الغربية، على إبقاء الرقابة على الإنترنت بين يدي القطاع الخاص، في الوقت الذي تقترح فيه الصين والبرازيل إسناد تلك المهمة إلى منظمة أممية