أظهرت آخر استطلاعات للرأي أمس أن الرئيس الأميركي جورج بوش ما زال يتقدم على منافسيه الديموقراطيين، فيما واصل المرشح الديموقراطي هوارد دين تفوقه على خصومه داخل الحزب بفارق كبير قبل نحو ستة أسابيع من انطلاق الانتخابات الأولية. وكشف الاستطلاع الذي أجرته "جامعة كوينيبياك" هذا الأسبوع أن على رغم نجاح هوارد دين في التقدم في شكل متزايد على بقية المرشحين الديموقراطيين، ما زال بوش يتفوق بسهولة على كل المرشحين الديموقراطيين الساعين إلى ترشيح حزبهم لخوض الانتخابات الرئاسية. ومن بين الديموقراطيين، حصل دين، وهو كان حاكم ولاية فيرمونت، على تأييد 22 بالمئة من الناخبين الديموقراطيين، يليه عضو مجلس الشيوخ جو ليبرمان بنسبة 13 بالمئة، ثم القائد السابق لقوات حلف الأطلسي الجنرال ويسلي كلارك 12 بالمئة، فيما حصل كل من عضو مجلس الشيوخ جون كيري وآل شاربتون، على دعم 8 في المئة من الناخبين المحتملين. ولم يتمكن أي من بقية المرشحين تجاوز حاجز ال5 في المئة، علماً أن نسبة الناخبين الذين لم يحددوا خيارهم بعد وصل إلى 18 في المئة. وكان استطلاع أجري في تشرين الأول أكتوبر الماضي أظهر أن 17 في المئة من الناخبين الديموقراطيين يؤيدون ترشيح كلارك فيما لم يتجاوز التأييد لكل من دين وكلارك 13 في المئة في حينه، مقارنة مع 12 في المئة للمرشح ديك غيبهارت و10 في المئة للمرشح كيري. وقال مدير الاستطلاع موريس كارول إن دين كان يواصل تقدمه حتى قبل حصوله على دعم آل غور، المرشح الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية عام 2000 ونائب الرئيس السابق بيل كلينتون. وأضاف أن باستثناء عضو مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون، والتي قررت عدم خوض الانتخابات، فإن دين يعتبر المرشح الأقوى لترشيح الحزب. وعلى المستوى الوطني، حصل بوش على تأييد 51 في المئة في مقابل 40 في المئة لدين، وعلى 51 في المئة في مقابل 40 في المئة للمرشح ليبرمان، و51 في المئة في مقابل 39 في المئة للمرشح كيري، و53 في المئة في مقابل 38 في المئة لغيبهارت، و50 في المئة في مقابل 41 في المئة للمرشح كلارك. ولم تتجاوز نسبة التأييد لأداء بوش في الاستطلاع 51 في المئة، والتي تعتبر أدنى نسبة تأييد يحصل عليها منذ انتخابه. "ارتياح" البيت الأبيض ومن جهة أخرى، أفادت تقارير أن تقدم دين أثار ارتياحاً في البيت الأبيض لأن إدارة الرئيس جورج بوش واثقة من قدرتها على هزيمته من خلال تصويره كشخصية ليبيرالية وغير وطنية بسبب معارضته الحرب على العراق. وكان بعض المحللين اعتبروا أن دعم غور لدين يهدف إلى تقديم مرشح ديموقراطي خاسر لفتح الطريق أمام غور أو هيلاري كلينتون لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2008. الى ذلك، وافق مجلس الشيوخ الاميركي على تعيين مارغريت توتوايلر الناطقة باسم الخارجية في عهد الرئيس السابق جورج بوش الأب، في منصب رئيس برامج تحسين صورة الولاياتالمتحدة في الخارج. وأقر المجلس تعيينها "وكيلة لوزارة الخارجية للشؤون العامة وديبلوماسية الرأي العام"، وسط ضغوط متنامية في الكونغرس لاجراء عملية اصلاح شاملة لجهود العلاقات العامة الاميركية وخصوصاً في الدول الاسلامية. واضافة الى توليها منصب الناطقة باسم الخارجية في عهد بوش الاب، عملت توتوايلر سفيرة للولايات المتحدة لدى المغرب. وأمضت بضعة اسابيع في العراق هذا العام كانت خلالها مسؤولة عن الاتصالات هناك، عندما وجهت انتقادات حادة لاداء السلطة الموقتة الاميركية. واصدرت لجنة عينتها ادارة بوش اخيراً، تقريراً يدعو الى اجراء تغييرات واسعة في برامج الاذاعة والتبادل الثقافي والبرامج الاخرى، لمحاولة وضع حد للعداء المتزايد نحو أميركا في الدول الاسلامية. وتشير استطلاعات الرأي الى انه على رغم مئات ملايين الدولارات التي تنفق في حملات الدعاية فان سمعة الولاياتالمتحدة تراجعت العام الماضي، بسبب قرار ادارة بوش غزو العراق وسياستها في الشرق الاوسط ومعاملتها لدول اوروبية حليفة.