زار مستشارون عسكريون إسرائيليون العراق أخيراً، ضمن برنامج لمساعدة القوات الأميركية على التصدي للمقاومة العراقية، ويدرب خبراء إسرائيليون فرق اغتيالات، خاصة تابعة للجيش الأميركي، مهمتها مطاردة قادة المقاومة العراقية وقتلهم. في حين اتخذت قوات أميركية خاصة مواقع لها داخل الأراضي السورية على مقربة من الحدود مع العراق، لقتل من تعتبرهم "جهاديين" تطوعوا لمساعدة المقاومة العراقية، قبل دخولهم الأراضي العراقية. ونقلت صحيفة "ذي غارديان" الانكليزية أمس عن مصادر عسكرية واستخباراتية أميركية أن الجيش الإسرائيلي بعث أخيرا بقوة متخصصة في حرب العصابات في المدن إلى قاعدة فورت براغ في ولاية نورث كارولاينا، حيث يجري عادة تدريب فرق المهمات الخاصة في الجيش الأميركي، لتدريب قوة على عمليات الاغتيال إذ يعتقد بأن اغتيال قادة المقاومة عامل أساسي في ضرب نشاطها. وأفادت الصحيفة أن الجيش الأميركي في العراق بدأ بالفعل في استعمال أساليب وتكتيكات شبيهة بالتكتيكات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي مثل العقوبات الجماعية ضد المواطنين، وتسييج المناطق التي يأتي منها المقاومون بالأسلاك الشائكة، وهدم المنازل والبنايات التي يطلق رجال المقاومة منها النار بغض النظر عمّن يسكن فيها. وتوقعت الصحيفة أن تصبح الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد المقاومة العراقية أشرس في الفترة المقبلة خصوصاً قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول نوفمبر المقبل. ونقلت عن مسؤول كبير سابق في الاستخبارات الأميركية أن المهمات الخاصة التي ستتولاها القوة التي تساعد إسرائيل في تدريبها هي ببساطة عمليات اغتيال بكل ما في الكلمة من معنى، وأعرب عن خشيته من أن يؤدي ازدياد التعاون مع الإسرائيليين إلى إلهاب الوضع الحساس أصلا في الشرق الأوسط، وقال: "إننا هنا في وضع جنوني. في العالم العربي جرى تشبيهنا بشارون، ونحن نثبت ذلك بإحضار الإسرائيليين وتشكيل فرق اغتيالات". ونقلت عن مجلة "ذي نيويوركر" الصادرة أول من أمس أن القوة العسكرية الخاصة التي تم تشكيلها بمساعدة الإسرائيليين تحمل اسم "الوحدة الخاصة رقم 121"، وتتكون من خيرة المقاتلين في الجيش الأميركي. ومن أبرز قادة هذه الوحدة الجنرال ويليام جيري بويكن، المثير للجدل، الذي قال في تشرين الأول أكتوبر الماضي عبارات مسيئة الى الإسلام، ما أثار أصواتاً كثيرة في الولاياتالمتحدة طالبت بعزله من الجيش. وأكد أكثر من مصدر أميركي ومنهم مسؤول في الاستخبارات للصحيفة مشاركة الإسرائيليين في تدريب الفرق الخاصة في قاعدة فورت براغ، لكنه قال أن الإسرائيليين الذين ذهبوا إلى العراق لا يشاركون هناك في تدريب الجنود الأميركيين، إنما يقدمون اليهم الاستشارات والنصائح. وكان نائب رئيس الأركان الأميركي الجنرال مايكل فين، المسؤول عن التخطيط العسكري في وزارة الدفاع البنتاغون تحدث في السابق عن التعاون الأميركي - الإسرائيلي في مجال محاربة "العصابات المسلحة" داخل المدن، وقال ان ضباطاً أميركيين زاروا إسرائيل للاستفادة من تجربتها مع المقاومة الفلسطينية. لكن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رفض توضيح أبعاد التعاون بين البلدين في هذا المجال ،واكتفى بالقول: "إننا دائما نشرك القوات الأميركية في الخبرات التي يكتسبها جيشنا في الضفة الغربية وقطاع غزة". ونقلت الصحيفة عن الناطق الإسرائيلي قوله: "عندما نقوم بنشاط عسكري يبدي الملحق العسكري في السفارة الأميركية في تل أبيب اهتمامه بالأمر. وأعتقد بأن الأمر ذاته ينطبق على نظيره البريطاني. فهذه هي طريقة عمل الحلفاء"، موضحا أن الجانبين الأميركي والبريطاني يطلبان تقارير من الإسرائيليين عن العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي. أما الضابط السابق في الاستخبارات الكولونيل رالف بيترز، المعروف بانتقاداته دائما لوزارة الدفاع وسياستها في العراق، فبرر التعاون مع الإسرائيليين بقوله ان لا خطأ في التعلم والاستفادة من أي كان، وأضاف: "عندما نتوجه الى شخص ما ونسأل عن وجهة نظره في قضية ما، لا يعني ذلك أننا سنقبل بوجهة نظره". وأضاف: "إننا نشاهد الآن نوعا من الواقعية الجديدة، حيث يميل الأميركيون الى كسب ود كل القلوب والعقول. لكن في العراق هناك عقولاً وقلوباً لا يمكن كسبها إطلاقا".