ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" في تقرير من مراسل إسرائيلي يدعى عوزي محنيمي ان إسرائيل خططت لاغتيال الرئيس العراقي صدام حسين في كانون الأول ديسمبر الماضي، لكنها ألغت عمليتها في اللحظة الأخيرة بسبب الهجمات الجوية والصاروخية الأميركية - البريطانية على العراق. وقال محنيمي، وهو ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي قريب من مصادر الاستخبارات الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تراجع عن إصدار أمر بتنفيذ العملية بعد أن حذره "وزراء كبار" من مغبتها وبعد أن قدّرت الاستخبارات العسكرية فرص نجاحها بواحد إلى خمسة. وقالت الصحيفة إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي موساد وضع خطة اغتيال الرئيس العراقي بواسطة صواريخ موجهة عن بعد "خلال قيامه بزيارة عشيقته" في قرية في شمال غربي العراق. وأضافت ان "الرئيس العراقي كان يصل عادة إلى القرية مع حلول الظلام. وبعد أن يزور أقارب له في المنطقة يمضي الليل في منزل عشيقته. وفي الصباح يذهب إلى موقع عسكري سري قريب". وزادت ان جهاز "موساد" كان له "مصدر يدعي أنه يعرف سلفاً متى سيرى صدام المرأة، وإذا كانت الروايات عن روتين صدام صحيحة، فإنه سيكون في الدقائق ال 15-20 ما بين مغادرته منزلها ووصوله إلى أمان الموقع العسكري مكشوفاً للخطر". وقال تقرير الصحيفة البريطانية إن "موساد" ارسلت عميلاً لها إلى العراق للتأكد من نوعية الاستخبارات، وعاد إلى إسرائيل بصور مقربة للرئيس العراقي في الموقع، وبدأ وضع الخطة واقنع الجنرال اميرام ليفين الذي عين نائباً لرئيس "موساد" في الصيف الماضي نتانياهو بأن الاستخبارات "صحيحة". وبحسب الصحيفة، اتخذ قرار تنفيذ العملية نظراً لتزايد تهديدات الرئيس العراقي لإسرائيل خلال ضغط مفتشي الأسلحة الدوليين عليه وبسبب اطلاقه صواريخ على إسرائيل عام 1991 وللتغطية على الانتقادات الواسعة التي كان نتانياهو يواجهها داخلياً. وأشار التقرير إلى محاولة إسرائيلية سابقة لقتل الرئيس العراقي في 7 تشرين الثاني نوفمبر 1992 ألغيت بعد انفجار صاروخ في 5 تشرين الثاني من ذلك العام في قاعدة عسكرية إسرائيلية في صحراء النقب أثناء التدريب النهائي على العملية. وقضت الخطة الجديدة التي وافق عليها نتانياهو بارسال نحو 40 جندياً من الوحدة العسكرية الخاصة رقم 262 بطائرة "هيركوليز - 130" لتهبط في مكان بعيد عن موقع العملية بعد أن تحلق على ارتفاع منخفض لتجنب الرادارات العراقية. وبعد الهبوط تنقسم المجموعة إلى وحدتين تضم الأولى نحو 10 جنود يقتربون على مسافة 200-300 متر من الموقع الذي تقول "موساد" إن الرئيس العراقي سيكون فيه. أما المجموعة الرئيسية فتنتظر على بعد ستة أميال مجهزة بصواريخ خاصة موجهة بالتلفزيون تسمى "مدراس"، وهي من تطوير إسرائيل. وفي غضون ذلك تتابع الوحدة الصغيرة صدام على جهاز رصد بالفيديو موصول بجهاز مماثل لدى المجموعة الأكبر التي تتولى اطلاق الصواريخ في اللحظة المناسبة. وبدا ان كاتب التقرير نفسه يشكك في صدقية معلومات "موساد" عن تحركات الرئيس العراقي بقوله إنها لا تعرف إلا لدى من هم في حلقته الداخلية ومعظمهم من أفراد عائلته وان صدام يختار اماكن راحته دائماً في اللحظات الأخيرة. وختم بقوله ان خطة الاغتيال سربت لأن "محللي الاستخبارات العسكرية اعتقدوا بأن اغتيال صدام سيلحق ضرراً لا يمكن اصلاحه بعملية السلام في الشرق الأوسط ومستقبل علاقات إسرائيل بالبلدان العربية".