بعد أن تورطت الولاياتالمتحدة في أرض العراق وتجاوز أعداد قتلاها ألفي قتيل، وبسبب ضغوط القوى السياسية والمؤسسات المدنية المعارضة داخل أمريكا، بدأت تدريجيا تظهر خفايا حلقات مؤامرة صقور الحزب الجمهوري على المنطقة العربية لنهب ثرواتها وتفتيت قواها ومن ثم تطويعها قسرا لتكون الحاضنة الرخيصة للكيان الصهيوني. كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية وفضيحة السيد/سكوتر كبير مساعدي نائب الرئيس الأمريكي رجل الحرب والنفط السيد/ديك تشيني التي تتعلق بتلفيق أحداث عن سعي النظام العراقي البائد بالحصول على ويورانيوم من النيجر، ماهي إلا حلقة من تلك المؤامرة التي ستظهر حلقاتها الأخرى تباعا. العقيدة العسكرية الأمريكية في العراق والتكتيكات العملياتية والأسلحة المستخدمة تدل بقوة على الدور الإسرائيلي في هذه المؤامرة الدنيئة التي بدأت مجرياتها تردد عكسا عما أريد لها في مختلف الأصعدة. إسرائيل تمتلك قدرة عسكرية مدعومة بأسلحة طورتها بنفسها على مر تأريخها القصير، أسلحة تتميز بالوفاء بمتطلبات الحروب المستقبلية وخطط دولة إسرائيل بعيدة المدى. ليس هذا فحسب بل إن صناعة الدفاع الإسرائيلية أصبحت احد الموارد الرئيسة من مصادر الدخل حيث تفوقت على روسيا الشهيرة بتنوع منتجات ترسانتها من الأسلحة بمبيعات سنوية تجاوزت أربع مليارات دولار. ذكرت صحيفة (لجارديان) البريطانية المحافظة أن فرقاً عسكرية إسرائيلية سافرت أواخر عام 2003 إلى قاعدة (فورت-براغ) الأمريكية لتدريب الجيش الأمريكي على ما يسمى بحرب الضواحي والمدن وتجهيز فرق القناصة الأمريكية الذين ارسلو فيما بعد لتنفيذ عمليات القتل في مناطق ما يسمى بالمثلث السني العراقي. كذلك ذكرت العديد من الدوريات العسكرية المتخصصة أن الجيش الأمريكي قد طلب ألفي عربة مدرعة من شركة (بالسن) الإسرائيلية، وكانت القوات الأمريكية قد عانت من تدمير العديد من عربات (همر) المتعددة المهام جراء تكتيك المتفجرات المدفونة التي يتقنها أفراد المقاومة العراقية. وتستخدم قوات الاحتلال الأمريكية في العراق الطائرات بدون-طيار (هنتر) الإسرائيلية التي تستخدمها بكثافة في مراقبة أحياء المدن والقرى لرصد وتتبع الاهداف الصغيرة من مسافات قريبة، ثم تتلوها تحرك المقاتلات (ف-81) و(ف-61) المزودة بأنظمة التصويب والرؤية الليلية من شركة (رفائييل) الإسرائيلية إلى تلك الأهداف ومن ثم تقصفها بصواريخ (هافلايت) الذي تصنعه إسرائيل هو الآخر بمشاركة احدى الشركات الأمريكية. وهذا جزء صغير من سياسة إسرائيل في العراق التي بدأتها بنهب الآثار وتهريبها إلى إسرائيل بحثا عن تأريخها المفقود، وللحديث بقية.