اعلن الرئيس السوداني عمر البشير امس ان السلام اصبح قاب قوسين او ادنى ولم يستبعد اندلاع القتال مجددا في الجنوب او مناطق اخرى لاحقا عبر "تمرد جديد او جون قرنق جديد"، مؤكدا ان حكومته لن تقبل بأي احتمال بتفكيك شمال السودان. وقال البشير في لقاء مع القيادات السياسية في مدينة الابيض 450 كلم غرب الخرطوم التي زارها امس ان "حجم التآمر السياسي والعسكري والاقتصادي" على بلاده "كان كافيا لمسحها من خريطة العالم، ولكنها صمدت، كما فشلت سياسة الضغط والاحتواء التي مورست عليها". وتوقع البشير "استمرار التآمر" على السودان وان "تندلع حرب كلما انتهت حرب"، وقال "بعد توقيع اتفاق وقف النار اندلعت الحرب في دارفور غربا، وبعد توقيعنا اتفاق ابشي تحركت الجبهة الشرقية". واضاف ان السلام "اصبح قاب قوسين او ادنى" وان حكومته و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" تجاوزتا القتال بتوقيع اتفاق الترتيبات الامنية في ايلول سبتمبر الماضي، موضحا ان القضايا العالقة "ستكون سهلة الحل اذا نوقشت بموضوعية ولكن حلها سيكون صعبا بالمزايدات". واعتبر البشير ان أعداء السلام كثر ومن بينهم سودانيون، وان السلام سيظل مستهدفا "وسيحاولون تفجير المواقف سواء في الجنوب بتمرد جديد او عبر قرنق جديد" في اشارة الى زعيم الحركة الشعبية. واضاف ان حكومته لن تقبل اي احتمال بتفكيك شمال السودان ونفى وجود اي اتجاه لحل ميليشيا قوات الدفاع الشعبي التي تساند الجيش في عملياته، وجدد تمسك الخرطوم بمنطقة ابيي التابعة لمنطقة كردفان ومنطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ورفضها اي مسعى لتصبح جزءا من الجنوب كما تطالب "الحركة الشعبية". واكد ان حكومته مستعدة لدفع ثمن السلام، ولا تتمسك بالوزارات في سبيل الوصول الى قسمة عادلة للسلطة، وانها ستسعى الى اقتسام الثروة بعدالة ايضا ولكنها لن تعطي الجنوب ا كثر من حقه حتى لا تظلم ولايات البلاد الاخرى. في هذا الوقت، اتهمت الحكومة السودانية، امس، "حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب البلاد بخرق اتفاق الهدنة الذي جدد نهاية الاسبوع الماضي لفترة شهر، وقال حاكم ولاية دارفور محمد يوسف كير في حديث بثته اذاعة الخرطوم ان "متمردي دارفور" خطفوا قبل يومين ثلاثة مواطنين من بينهم زعيم قبلي لم يفصح عن هويته. الى ذلك يجري مستشار البشير للشؤون الامنية الطيب ابراهيم محمد خير محادثات في نجامينا مع الرئيس التشادي ادريس ديبي لتشكيل قوة مشتركة تنشر على الحدود بهدف منع تسلل عناصر المعارضة المسلحة. ووقع الجانبان على اتفاق تشكيل القوة في الخرطوم الخميس الماضي.