اعتقلت السلطات الموريتانية الرئيس السابق محمد خونة ولد هيدالة، وهو أبرز المرشحين للرئاسة في الانتخابات التي تجرى اليوم. واقتاد ضباط ولد هيدالة الى الادارة الجهوية في نواكشوط، وسط انباء عن اعتقال عدد من مساعديه. وجاء ذلك بعد اعتقال نجليه خلال الأيام الأخيرة. ولتوضيح اسباب الاعتقالات اعلن وكيل الجمهورية بمثابة نائب عام مساءً انه تلقى معلومات وابلاغات عن ان ولد هيدالة والسادة حابه ولد محمد فال رجل اعمال وجوب مصطفى محمد يحظيه ولد بريد الليل بعثي وتفالي ولد الشين واسماعيل ولد عمر مدير حملة ولد هيدالة "وضعوا مخططاً للخروج عن الدستور وشكلوا حكومة قبل ايام من الاقتراع"، و "لذا تم فتح التحقيق". ووسط هذا التوتر وتهديد من المعارضة بمقاطعة الانتخابات، يتوجه اليوم الى صناديق الاقتراع أكثر من مليون من الناخبين الموريتانيين لانتخاب رئيس للجمهورية في أول انتخابات رئاسية تشارك فيها المعارضة منذ انتخابات العام 1992. ويتنافس ستة مرشحين بينهم امرأة، إلا أن التنافس الحقيقي يجري بين أربعة يتصدرهم الرئيس الحالي معاوية ولد سيد احمد الطايع والرئيس السابق ولد هيدالة الذي اعتقل فأبعد عن المنافسة. ويجري الاقتراع وسط مخاوف من نشوب أعمال عنف. وقال علي ولد صنيبه الناطق باسم ولد هيدالة في مؤتمر صحافي ان حكام المقاطعات أبلغوا ممثلي المرشحين في مكاتب الاقتراع انه لن يسمح لهم بالحصول على نسخ من محاضر فرز النتائج، كما لن تكون في حوزتهم نسخ من قوائم الناخبين، ولن يشاركوا في التدقيق في هويات الناخبين. والتقى مرشحو المعارضة الثلاثة في اجتماع مغلق لدرس الرد المناسب. ولم يستبعد الناطق، في تصريح الى "الحياة"، ان تقاطع المعارضة الاقتراع اذا لم تعلن وزارة الداخلية التراجع عن هذه الاجراءات. غير أن سيدي يسلم ولد عمر شين مدير الحريات العامة في وزارة الداخلية نفى ل"الحياة" ما ورد على لسان صنيبة. وقال ان قوائم الناخبين ستكون في متناول ممثلي المرشحين الذين سيحضرون أيضاً عملياً فرز النتائج وتسلم لهم نسخ موقعة من المحاضر، كما سيشاركون في التحقق من هويات الناخبين. وبخصوص الهواتف النقالة أوضح ولد عمر شين انه "ليس معقولاً أن يكون اعضاء المكاتب منشغلين بالاتصالات الهاتفية"، ما يعني انه لن يسمح بالهاتف النقال داخل مكاتب الاقتراع. وتعول المعارضة على الهاتف النقال في عمليات مركزة النتائج للنظر في ما إذا كانت متطابقة مع تلك التي تعلنها وزارة الداخلية. على صعيد آخر ذكر الناطق باسم هيدالة انه تم منع الاستاذ الجامعي لو غورمو من السفر الى فرنسا حيث يعمل في احدى الجامعات. وجاء غورمو وهو موريتاني أسود من فرنسا للمساعدة في حملة المرشح هيدالة. ولم يتأكد خبر المنع رسمياً ولا من جهات مستقلة. وتقول السلطات ان تعليمات صدرت الى الإدارة بالحياد في الانتخابات الحالية. وتقول المعارضة انها غير واثقة بحياد الادارة في غياب ضمانات بذلك. ويواجه الرئيس المرشح ولد الطايع ثلاثة مرشحين أقوياء بدرجات متفاوتة. وقرر المرشحون الثلاثة التحالف في حال حدوث جولة ثانية من الاقتراع يوم الجمعة المقبل. لكن الامور تغيرت بعد اعتقال ولد هيدالة. ويرى بعض المراقبين استحالة فوز أي من المرشحين في الجولة الأولى، غير أن آخرين يرشحون فوز ولد الطايع في الجولة الأولى بنسبة تراوح بين 51 و55 في المئة. وينطلق هؤلاء من أن الطايع استطاع الصمود في المناطق الريفية طبقاً لما يستشف من اسبوعي الحملة الانتخابية. وتمكن فريق ولد الطايع خلال الحملة الانتخابية التي اختتمت أمس من جعل الخصوم ينشغلون بالدفاع عن أنفسهم للمرة الأولى في التاريخ الموريتاني، ففي العادة تكون الحكومة في موقف المتهم الذي يدافع عن نفسه امام المعارضة. وخلال الأيام الاربعة الاخيرة من الحملة الانتخابية صعد فريق ولد الطايع هجومه على الخصوم، خصوصاً المرشح هيدالة الذي يعتقد بأنه المنافس الرئيسي للرئيس. فقد فتشت اجهزة الأمن بيته وقالت انها عثرت فيه على أسلحة واقترن التفتيش بحملة تتهم هيدالة بالعنف توجت بنشر وثيقة قال حمود ولد محمد مدير حملة ولد الطايع انها خطة وضعها هيدالة لاغتصاب السلطة في حال فوز الطايع في انتخابات يثبت للمعارضة انها مزورة. كما تم اعتقال اثنين من أبناء هيدالة بتهمة "تهديد الأمن والسكينة". وقال هيدالة انه لم يعثر إلا على بندقية احتفظ بها للذكرى من أيام حرب الصحراء الغربية في السبعينات حينما كان ضابطاً سامياً في الجيش يشارك في الحرب ضد ثوار البوليساريو.