حضّ العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الفلسطينيين على حلّ المشكلة الأمنية التي اعتبرها "ضرورية" للشروع في تنفيذ "خريطة الطريق". وعرض على رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء أثناء محادثات أجراها معه في مدينة العقبة الساحلية أمس التوسط لدى الإدارة الأميركية، طالبا منه تجهيز "مجموعة أفكار للخروج من الواقع الراهن" في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تمهيدا لمناقشتها مع الرئيس جورج بوش أثناء الزيارة التي يقوم بها لواشنطن في كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال مسؤولون أردنيون ل"الحياة" ان الملك شدد أثناء لقائه قريع على ضرورة أن تتقدم الحكومة الفلسطينية ب"خطة واضحة لحلّ المشكلة الأمنية التي باتت بابا مفتوحا للذرائع الاسرائيلية في عدم تنفيذ الالتزامات المطلوبة من تل أبيب، خصوصا وقف بناء الجدار الفاصل الذي يشكل عقبة أمام عودة الهدوء الى الأراضي الفلسطينية وتطبيق خريطة الطريق". وأفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" أن لقاء الملك وقريع تركز على "الدور الأردني في حشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني وإنهاء دائرة العنف في المنطقة". ونقلت عن العاهل الأردني تأكيده أن "هناك خطوات مهمة يجب أن يقوم بها الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني لوقف التدهور وإنهاء حال التوتر في الأراضي الفلسطينية"، مشيرا الى أن "استمرار اسرائيل في بناء الجدار الفاصل يشكل عائقا كبيرا أمام التقدم نحو إعادة مسيرة السلام الى مسارها الطبيعي". وشدد الملك عبدالله على "أهمية تصدي الحكومة الفلسطينية لمسؤولياتها، خصوصا في الجانب الأمني، إذ أن حلّ المشكلة الأمنية ضروري للبدء في تنفيذ خريطة الطريق" فيما نوه قريع "بالدعم الأردني المتواصل للفلسطينيين"، مؤكدا أنه "سيواصل التشاور مع المسؤولين الأردنيين من أجل إدامة الجهود الهادفة الى إنهاء التوتر واستئناف عملية السلام". وذكرت "بترا" أن "قريع أطلع الملك عبدالله على الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية"، مؤكدا "التزام حكومته عملية السلام، على رغم أن استمرار اسرائيل في بناء الجدار الفاصل يشكل نهبا للأراضي وهدما لعملية السلام في المنطقة". الذكرى ال9 للمعاهدة الأردنية - الاسرائيلية وفي سياق متصل، قالت اسرائيل أمس أنها "ترى أهمية استراتيجية لعلاقتها مع الأردن". وجاء في بيان أصدرته السفارة الاسرائيلية في عمان لمناسبة الذكرى التاسعة لإبرام معاهدة السلام بين الجانبين والتي تصادف 26 من الشهر الجاري، أن "اسرائيل ترى بالأردن لبنة مهمة في إطار المحاولات للتوصل الى السلام مع جميع جاراتها في الشرق الأوسط". وأكدت "استمرار الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي بين الجانبين". من جهة اخرى أ ف ب، استقبل العاهل الأردني امس في العقبة وفداً من الكونغرس الاميركي. وافادت "بترا" ان الملك عبدالله بحث مع الوفد الاميركي برئاسة ادوارد رويس "الو ضع الراهن في فلسطين والعراق ورؤية الأردن لإيجاد حل عادل ودائم لهاتين القضيتين"، و"العلاقات الأردنية - الاميركية في المجالات الاقتصادية والسياسية". وكان الوفد الذي يضم ثمانية اعضاء في الكونغرس وصل أول من امس الى عمان وسيلتقي وفق بيان صادر عن السفارة الاميركية في عمان، العديد من كبار المسؤولين الأردنيين.