أكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس ان الولاياتالمتحدة ستواصل حربها على الارهاب العالمي وجهودها لاحلال الاستقرار في العراق على رغم الهجوم على المروحية الذي اسفر عن مقتل 15 جندياً واصابة 21. وقال رامسفيلد في حديث الى شبكة تلفزيون "ان بي سي" ان: "الشيء الوحيد الذي ينبغي القيام به هو تحويل حرب الارهاب الى الارهابيين"، مناشداً مستمعيه: "قلوبكم مع عائلاتهم، لأن ما يفعلونه مهم، انهم ينقلون الحرب الى ساحة الارهابيين"، مضيفاً: "لا يمكن ان نختبىء ونأمل في ان لا يهاجموننا مرة اخرى". واشار الى ان هذا الهجوم الجديد لن يثبط عزيمة ادارة الرئيس جورج بوش في مواصلة الحرب على الارهاب قائلاً ان: "الرئيس ذكر انه سيبقى في العراق طالما يتطلب الأمر ولن يبقى يوماً واحداً اضافياً"، موضحاً ان المسؤولين الاميركيين لا يتوهمون ويدركون ان القضاء على الارهاب في العراق لن يكون بالأمر السهل. وفي مقابلة اخرى مع شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية قال رامسفيلد: "من الواضح ان هذا يوم حزين للاميركيين، وستكون هناك ايام مأسوية في حرب طويلة وصعبة". ورجح ان تكون المروحية وهي من طراز "شينوك" قد اصيبت بصاروخ ارض - جو بينما كانت تنقل عسكريين اميركيين الى مطار بغداد الدولي. واضاف: "نعلم ان الصواريخ المحمولة ارض - جو منتشرة في العالم وقادرة على اسقاط طائرات او مروحيات. ومن حين لآخر هذا ما يحصل هنا او هناك". الى ذلك قلل رامسفيلد من اهمية تقرير صحافي أشار الى ان بعض العراقيين احتفلوا باسقاط الهليكوبتر. وقال: "نعرف ان الغالبية العظمى من العراقيين تؤيد وجود قوات التحالف في بلادهم". واضاف: "ونعرف أيضا ان قطاعاً صغيراً من السكان يفضل صدام"، لأنهم استفادوا مما وصفه وزير الدفاع بأنه "نظام وحشي". على صعيد آخر ذكر رامسفيلد ان الولاياتالمتحدة بدأت تستدعي عناصر سابقين من القوات المسلحة في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين لضمهم الى الجيش العراقي الجديد الذي يشكل حالياً. ورداً على سؤال حول معلومات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" مفادها ان وحدات كاملة قد يتم استدعاء عناصرها مجدداً وبسرعة، اكد رامسفيلد ان هذه الفكرة ليست جديدة، موضحاً انه "لطالما كانت هذه الفكرة قيد الدرس ... لدينا اشخاص يعملون منذ اشهر، لا بل قبل نهاية الحرب على خطط لتشكيل جيش عراقي جديد". واضاف: "هذا على اي حال ما يحدث. لقد شكلنا وحدة وستليها وحدات اخرى". واشار الى ان العملية شهدت تباطؤاً بسبب ضرورة عدم ضم انصار للرئيس السابق صدام حسين، مشيراً الى ان: "عملية الفرز ليست سهلة. يجب ان نميز بين الاشرار والطيبين. لكن موظفينا يقومون بعمل جيد مع اننا غير قادرين على تجنب الخطأ على الدوام". وفي لندن اعتبر الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير في العراق جيريمي غرينستوك امس ان العمليات ضد الاميركيين في هذا البلد هي من فعل "خليط قذر" مؤلف من "انصار سابقين لصدام حسين يعتقدون ان بامكانهم العودة الى الساحة، وهو ما ليس ممكناً على الاطلاق، ومن ارهابيين شبان مستوردين من كل العالم العربي يريدون مهاجمة الاميركيين خصوصاً ومن مئات الاف المجرمين الذين افرج عنهم صدام قبل بدء النزاع". ورداً على سؤال لشبكة "بي بي سي" التلفزيونية حول تسريع عملية نقل السلطة الى العراقيين كما وعد الحاكم المدني الاميركي على العراق بول بريمر اول من امس لفت غرينستوك الى انه لا يمكن بالتأكيد تنظيم انتخابات قبل النصف الثاني من العام المقبل. وقال: "يلزم الكثير من الوقت لتنظيم انتخابات في بلد لم يعرف على الاطلاق نظاماً انتخابياً ديموقراطياً حقيقياً، وبالتالي فانه سيلزمنا بضعة اشهر من العام المقبل لوضع النظام الانتخابي ودستور". وأقر المسؤول البريطاني بأن تكثيف الهجمات ضد القوات الاميركية خلق "اجواء موبوءة" في البلاد. وقال: "لكن القسم الاكبر من العراق بدأ في وضع حركة اقتصادية تعمل، في استعادة الحياة، وينبغي بالتالي وضع الامور في اطارها. هناك جو موبوء للعمل، لكن هناك اموراً كثيرة تسير". وعلى الصعيد الداخلي الاميركي أشار استطلاع للرأي اجرته صحيفة "واشنطن بوست" بالاشتراك مع شبكة تلفزيون "إيه بي سي" الى ان الاميركيين منقسمون ازاء سياسة الرئيس بوش في العراق. وبيّن الاستطلاع أن تزايد القلق من الحرب على العراق ونتائجها ومن الأزمة الاقتصادية، على رغم الأنباء عن التحسن الطفيف الحاصل فيها، أصبح يتحكم بتطور الحالة السياسية في الولاياتالمتحدة، وأعاد الانقسام الساحة الى ما كانت عليه غداة الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل ثلاث سنوات. فقد اعتبر نصف ممن اشتملهم الاستطلاع بوش زعيماً قوياً وحازماً وذا شخصية وأخلاق رفيعة، فيما اعتبرالنصف الآخر المؤيد للحزب الديموقراطي أن الرئيس الأميركي يقود البلاد في الاتجاه الخطأ. وقالت الصحيفة ان هذا الانقسام يبدو واضحاً في كل الولايات بما فيها تلك المحسوبة تاريخياً على الحزب الجمهوري، وأبرز مثال على ذلك ولاية فلوريدا التي يتمتع الجمهوريون عادة فيها بالأغلبية، على رغم حصول بوش في الانتخابات الماضية على نسبة ضئيلة أمام منافسه الديموقراطي آل غور.