اصيب خمسة عسكريين اسرائيليين بجروح فجر أمس في انفجار عبوة ناسفة في حي القصبة داخل المدينة القديمة في نابلس شمال الضفة الغربية. وقع الانفجار الذي تبناه كل من "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح"، و"سرايا القدس" التابعة لحركة "الجهاد الاسلامي"، بعد ساعات على سقوط شهيد فلسطيني في خان يونس في قطاع غزة ليل السبت - الاحد، وغداة التظاهرة الحاشدة التي نظمها اليسار وتيار السلام الاسرائيليين مساء اول من امس في تل ابيب في ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين. وفي نابلس، اوضح مصدر عسكري اسرائيلي ان جنديا اصيب بجروح خطرة، فيما اصيب اربعة اخرون بجروح طفيفة في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آليتهم المدرعة. وينتمي الجنود الخمسة الى وحدة من المظليين كانت تقوم بدورية في القصبة. واعلنت "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" مسؤوليتها عن العملية. كما تبنت "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الاسلامي" مسؤولية هذا الهجوم في بيان تسلمه مكتب وكالة "فرانس برس" في غزة واكد ان جنديا اسرائيليا قتل في الانفجار. شهيد في قطاع غزة وفي غزة، ذكرت مصادر امنية فلسطينية ان ناشطا فلسطينيا قتل وان آخرين اصيبا بجروح مساء اول من امس برصاص جنود اسرائيليين في قطاع غزة بينما كانوا في منطقة يحظر الجيش دخولها قرب الحدود مع اسرائيل. واكتشف الجنود الرجال الثلاثة الذين ينتمون الى مجموعات مسلحة لم تعرف هويتها قرب معبر صوفا شرق خان يونس. واعلن الجريحان اللذان تمكنا من العودة الى منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني، ان رفيقهما قتل. وتقول المصادر الامنية ان الجيش الاسرائيلي منع سيارة اسعاف فلسطينية من المجيء لمساعدته. من جانبه، قال ناطق عسكري اسرائيلي ان جنودا لمحوا الرجال الثلاثة "الذين كانوا يحفرون حفرا" قرب الحاجز الحدودي. واضاف ان "الجنود اطلقوا عيارات نارية تحذيرية لحملهم على الهرب، لكن الرجال الثلاثة عادوا، عندئذ اطلق الجنود النار عليهم". ولم يؤكد وجود جثة في المكان، موضحا ان المنطقة لن تفتش الا صباحا خوفا من وجود قنابل مزروعة. تظاهرة حاشدة في ذكرى رابين وفي ساحة رابين في تل ابيب، احتشد 100 الف اسرائيلي مساء اول من امس لاحياء الذكرى الثامنة لاغتيال رابين، داعين الى الاستمرار في الطريق التي سلكها للتوصل الى السلام مع الفلسطينيين. واحتشد نحو 150 الف متظاهر، كما يقول المنظمون، واكثر من 70 الفا، كما تقول الشرطة، في الساحة التي اغتيل فيها مهندس اتفاقات اوسلو عام 1993 والحائز جائزة نوبل للسلام، في تشرين الثاني نوفمبر عام 1995 برصاص متطرف من اليمين اليهودي. ويقول المنظمون انها واحدة من اكبر التجمعات لاحياء ذكرى رابين منذ اغتياله. ورفعت لافتات كتب عليها "مبادرة جنيف، امل جديد في السلام"، في اشارة الى خطة السلام غير الرسمية التي وضعتها شخصيات فلسطينية واسرائيلية، ورفضتها الحكومة الاسرائيلية اليمينية برئاسة ارييل شارون. لكن الخطباء لم يتطرقوا الى هذه الخطة التي اطلقها في اسرائيل المسؤول العمالي السابق يوسي بيلين. وقال المتظاهر الحاخام اسرائيل دريسنر من نيو جيرسي الولاياتالمتحدة الذي يزور اسرائيل: "أنا متأكد ان رابين كان سيدعم هذه المبادرة لانها التتمة المنطقية لاتفاقات اوسلو". وكان الى جانبه متظاهرون من حزب "ميريتس" اليساري الذين رفعوا لافتات كتب عليها ان "مبادرة جنيف هي أمل جديد للسلام". ومن على المنصة، دعا رئيس حزب العمل شمعون بيريز اسرائيل الى التفاوض من دون تأخير مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء الذي وجه له تحية حارة. واضاف: "بالتأكيد، هذا وطني فلسطيني وليس وطنيا اسرائيليا، لكنه يعارض الارهاب لمصلحة شعبه. ونرى فيه شريكا فعليا". وذكر بأن رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد كان احد مهندسي اتفاقات اوسلو. واكد: "لا نستطيع التغلب على الارهاب من دون اقتلاع جذوره" السياسية، مؤكدا ضرورة التفاوض فورا على اتفاق للسلام. من جهتها، اكدت ابنة رابين، داليا رابين-فيلوسوف للصحافيين ان "هذه الجماهير الغفيرة هي مصدر امل"، داعية الى ضرورة الاستمرار في رفع "الشعلة" التي أوقدها والدها. ويأتي هذا التجمع استجابة لدعوة حزب "العمل" وحزب "ميريتس" اليساري وحركة "السلام الان" المعارضة لاحتلال الاراضي الفلسطينية.