احتشد مائة الف اسرائيلي مساء اول أمس في ساحة رابين في تل ابيب لاحياء الذكرى الثامنة لاغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين، داعين الى الاستمرار في الطريق التي سلكها للتوصل الى السلام مع الفلسطينيين. فقد احتشد حوالى 150 الف متظاهر كما يقول المنظمون ونحو 70 الفا كما تقول الشرطة في الساحة التي اغتيل فيها مهندس اتفاقات اوسلو في 1993 والحائز على جائزة نوبل للسلام، في الرابع من نوفمبر 1995 برصاص متطرف من اليمين اليهودي. ويقول المنظمون انها واحدة من اكبر التجمعات لاحياء ذكرى رابين منذ اغتياله. ورفعت لافتات كتب عليها مبادرة جنيف، امل جديد في السلام في اشارة الى خطة السلام غير الرسمية التي وضعتها شخصيات فلسطينية واسرائيلية، ورفضتها الحكومة الاسرائيلية اليمينية برئاسة ارييل شارون. لكن الخطباء لم يتطرقوا الى هذه الخطة التي اطلقها في اسرائيل المسؤول العمالي السابق يوسي بيلين. ودعا رئيس حزب العمل شيمون بيريز اسرائيل الى التفاوض من دون تأخير مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) الذي وجه له تحية حارة. واضاف بيريز بالتأكيد، هذا وطني فلسطيني وليس وطنيا اسرائيليا، لكنه يعارض الارهاب لمصلحة شعبه. ونرى فيه شريكا فعليا. وذكر أن رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد كان احد مهندسي اتفاقات اوسلو. واكد بيريز لا نستطيع التغلب على الارهاب من دون اقتلاع جذوره السياسية، مؤكدا على ضرورة التفاوض فورا على اتفاق للسلام. من جهتها، اكدت ابنة رابين، داليا رابين-فيلوسوف للصحافيين ان هذه الجماهير الغفيرة هي مصدر امل، داعية الى ضرورة الاستمرار في رفع الشعلة التي اوقدها والدها. ويأتي هذا التجمع استجابة لدعوة حزب العمل وحزب ميريتس اليساري وحركة السلام الان المعارضة لاحتلال الاراضي الفلسطينية. وقد اتخذ الاحتفال طابعا خاصا بعد تعدي عناصر من اليمين المتطرف ليل الخميس الجمعة على النصب المقام في الساحة تخليدا لذكرى رابين حيث رشوا عليه دهانا ابيض. واثار هذا الاعتداء على نصب رابين استنكار الكثيرين ومن بينهم رئيس الوزراء اليميني ارييل شارون. ونشر حوالى 1500 رجل شرطة حول المنطقة لحفظ الامن يساعدهم العديد من المتطوعين استنادا الى مصدر في الشرطة. وكتدبير امني، تحدث الخطباء من وراء درع واق من الرصاص.