يحتفي مهرجان الموسيقى العربية الذي يعقد في القاهرة بين الأول من كانون الاول ديسمبر والعاشر منه بالموسيقار والمطرب الراحل سيد مكاوي عبر تقديم مسرحية مغناة عن حياته وعن أعماله، فيما تتصدر حفل الافتتاح اعمال كبار شعراء العامية: صلاح جاهين وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم. وتشارك في اعمال الدورة الثانية عشرة للمهرجان 8 دول عربية هي مصر ولبنان وسورية وفلسطين والعراق وتونس والمغرب والكويت، وتسهم تركيا في هذه الدورة من خارج العالم العربي. وتتضمن هذه الدورة 26 حفلاً فنياً يحييها 18 مطرباً عربياً وعدد كبير من الموسيقيين العرب. وهي المرة الأولى التي يقدم فيها المهرجان أعمال ثلاثة من كبار شعراء العامية جمعتهم ابداعات سيد مكاوي الموسيقية والغنائية ضمن مسرحية من اعداد بهاء جاهين، واخراج جيهان مرسي، ويلعب علي الحجار دور سيد مكاوي. يؤدي الحجار باقة من الاغاني التي لحنها الموسيقار الراحل لهؤلاء الشعراء وغناها ومن أبرزها "الرباعيات" و"الليلة الكبيرة" لصلاح جاهين و"المسحراتي" و"الأرض بتتكلم عربي" لفؤاد حداد و"الصهبجية" لأحمد فؤاد نجم. ومن المعروف ان الشعراء الثلاثة لعبوا دوراً كبيراً في تغذية وجدان الشعب المصري وفي ترسيخ المعارضة السياسية والاجتماعية. وكان للراحلين صلاح جاهين وفؤاد حداد اسهاماً كبيراً في التنوير والدفاع عن التقدم. وتميز بذلك فؤاد حداد الذي امضى بضعة اعوام في المعتقلات خلال الستينات دفاعاً عن مواقفه السياسية المعارضة للنظام. ولا تزال قصائد الشاعر احمد فؤاد نجم، الوحيد من بينهم الذي ما زال على قيد الحياة، التي غناها الشيخ امام عيسى تعبّر عن هموم الشعب المصري. وضمن حفل تكريم لسيد مكاوي، تقوم المطربة مي فاروق باداء اغنية "يا مسهرني" لأم كلثوم. كما تؤدي اميرة احمد اغنية "انا هنا يابن الحلال" التي غنتها المطربة اللبنانية صباح في الستينات كلمات صلاح جاهين، ألحان سيّد مكاوي. وهذا العرض من تأليف بهاء جاهين واخراج جيهان مرسي. وتتوزع نشاطات المهرجان على 5 مسارح في القاهرة والاسكندرية، ومن أبرز المشاركين: علي الحجار ومحمد الحلو وانوشكا ومدحت صالح وغادة رجب ومي فاروق ووائل سامي وريهام عبد الحكيم من مصر، ولطفي بوشناق من تونس، وصفوان بهلوان من سورية، وفؤاد زبادي من المغرب. ومن أبرز الموسيقيين المشاركين في حفلات: شربل روحانا من لبنان، وعمر منير بشير، وعازف العود التركي يوردال توكجان. ويترافق المهرجان هذا العام مع مؤتمر الموسيقى العربية الذي سيناقش محورين، الاول "واقع التأثير الغربي في الموسيقى العربية"، والثاني "الأهداف الاساسية للتربية الموسيقية وعلاقتها بالمادة الموسيقية المعتمدة". كذلك يبحث المؤتمر في التنظير الموسيقي من خلال مؤلفات الموسيقيين العرب: ابن زيلة والحسن الكاتب وابن طحان واضافاتهم لاعمال الكندي والفارابي وابن سينا. ويكرم المهرجان هذا العام الموسيقار الراحل بليغ حمدي، كما يكرم كلاً من المطربة نجاة الصغيرة والموسيقار عمر خيرت وعميد معهد الموسيقى العربية رضا رجب، وهو أحد أهم عازفي الكمان المتميزين، وأستاذة الموسيقى العربية في المعهد نفسه نادية عبدالعزيز والموسيقار الكويتي أحمد باقر، وفناني الخط العربي: فارس حليم ومحمد محمود عبد العال. وخصصت مسابقة هذه الدورة للعزف على آلة العود. وقد حددت ادارة المهرجان، كما تقول رئيسته رتيبة حفني، للمتنافسين في المسابقة خمس قطع موسيقية هي "مداعبة" للموسيقار جورجي ميشيل و"العصفور الطائر" لمنير بشير و"كابريس" لجميل بشير و"سماعي نهاوند على الدوكة" لمسعود جميل و"ذكرى" لشربل روحانا.