شيع عشرات الآلاف من اللبنانيين والسوريين من طائفة المسلمين الموحدين الدروز رئيس الهيئة الروحية في الطائفة عميد الدوحة التوحيدية الشيخ ابو حسن عارف حلاوي 104 سنوات في مأتم رسمي وشعبي مهيب اقيم في الباروك مسقط رأسه. وغاب عنه ممثلون من الطائفة في فلسطينالمحتلة بعدما رفض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط "مجيء غير العروبيين الوحدويين". قبل موعد مراسم الدفن بساعات قليلة وصل الى الباروك الرئيس اللبناني اميل لحود لتقديم التعازي واستقبله عضو الهيئة الروحية الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين وحشد من مشايخ الطائفة. وأعرب لحود عن ألمه لغياب الفقيد معتبراً "انها خسارة كبيرة ليس فقط للعائلة بل للبنان الذي يفقد بوفاته ركناً روحياً ووطنياً عمل بحكمة وحنكة من اجل وحدة لبنان وشعبه وكان مثالاً في التقوى والزهد. وحضر الى الباروك معزياً ايضاً رئيس الحكومة رفيق الحريري. وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري نعى الفقيد في بيان. وشارك في مراسم التشييع التي اقيمت بعد ظهر امس ممثل لحود نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس وممثل الرئيس السوري بشار الأسد الوزير غسان اللحام وممثل بري الوزير علي حسن خليل وممثل الحريري الوزير فؤاد السنيورة. كما حضر رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان العميد الركن رستم غزالة ومسؤول منطقة جبل لبنان في القوات السورية العميد الركن سعيد رباح، كما حضر التشييع الرئيس عمر كرامي والوزير طلال ارسلان وممثلون عن البطريرك الماروني نصر الله صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان وعدد كبير من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والعسكرية والقضائية والاجتماعية ووفود تمثل مختلف الأحزاب والتكتلات السياسية، وآلاف المشايخ الدروز من لبنان وسورية باستثناء الجولان. وحضر الى الباروك معزياً الرئيس امين الجميل والرئيس سليم الحص ووفد من تيار "القوات اللبنانية" برئاسة ستريدا سمير جعجع التي قدمت التعازي باسم زوجها. وأعلن في الجبل والشوف وحاصبيا وراشيا الحداد الرسمي. وكان جنبلاط بادر فور تبلغه وفاة الفقيد الى الاتصال بالرؤساء لحود وبري والحريري والجميل والياس الهراوي والرؤساء الروحيين للطوائف الإسلامية والمسيحية كافة وبأعضاء "لقاء قرنة شهوان" ورئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب نسيب لحود ورئيس "المنبر الديموقراطي" حبيب صادق. وأعلن جنبلاط "ان الحزب التقدمي الاشتراكي سيتولى ترتيب زيارة تعزية للدروز الوطنيين المعروفيين العرب في فلسطينالمحتلة الذين رفضوا التجنيد الإجباري والعمل في الجيش الإسرائيلي والتعامل مع قوات الاحتلال". ولفت جنبلاط الذي انهمرت دموعه اثناء مراسم الدفن "ان الفقيد كان من رموز التقوى والتصوف والحكمة ومن رموز الصمود اثناء حرب الجبل ومن رموز تثبيت وتأكيد العلاقة مع سورية وما أن انتهت الحرب حتى كان من اول الناس الذين عملنا معهم من اجل عودة الألفة والتعايش وعودة المسيحيين الى الجبل". وأوضح حول مسألة تقديم التعزية من جانب دروز فلسطين: "لاحقاً وبالتعاون مع الوطنيين في فلسطين سنشكل وفداً كي يأتي الى لبنان، ولن نقبل بأي كان ان يأتي من فلسطين تحت شعار التعزية، فهذا الاجتماع هو عربي توحيدي ووطني وإسلامي ولن نقبل بأناس خرجوا عن الطاعة العربية والإسلامية". وأشار الى "ان التنسيق سيتم مع المعروفيين الأحرار ومع عزمي بشارة لتشكيل الوفد".