يتهم عراقيون بعض شبكات تهريب المخدرات الإيرانية بنقل نشاطها الى داخل العراق منذ سقوط نظام صدام حسين، متخذة من السياحة الدينية غطاءً لعملها داخل المدن المقدسة في كربلاء والنجف، خصوصاً بعد سقوط الحواجز الأمنية والحدودية وتدفق الزوار من إيران بأعداد كبيرة. وندد الشيخ مثال الحسناوي، مدير مكتب السيد محمد الصدر في كربلاء، بهذه الأعمال التي يقوم بها تجار المخدرات الإيرانيون، مستغلين غياب السلطة المركزية والانفلات الأمني في الساحة العراقية. وأشار إلى أن مكتب الصدر أسس لجاناً خاصة سُميت ب "لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لتفتيش السيارات والأشخاص. وقال انه تم خلال الشهور الماضية القبض على مجموعة من الإيرانيين، من الجنسين، وبحوزتهم كميات من الكوكايين والهيروين والحشيشة، بالإضافة إلى "الترياك"، الذي يستخدمه الإيرانيون بشكل شخصي، ويبيعون الفائض منه في السوق العراقية. واضاف: "لا نستطيع إحالة هؤلاء المجرمين على مراكز الشرطة أو المحاكم، إنما نكتفي بإطلاق سراحهم وإحراق المخدرات، كوننا على علم بأنهم سيدفعون مبالغ طائلة لتلك الجهات لإطلاقهم". وشرح الحسناوي أن المشكلة تكمن في أن معظم صفقات البيع والشراء يتم في الفنادق السياحية المحيطة بالمراقد المقدسة، أو ما بين الروضتين، مما يؤدي إلى انتهاك واضح وملموس لحرمة هذه المدينة. وطالب مجلس الحكم بوضع نظام معين لدخول الإيرانيين إلى العراق، وعدم السماح بالدخول غير الشرعي للزوار وإغلاق المنافذ الحدودية التي تعد من أهم الأسباب في تردي الأوضاع الأمنية وانتشار تجارة المخدرات في المدينة، خصوصاً أن المجلس البلدي في المحافظة لا يملك صلاحيات حقيقية للحد من هذه الظاهرة. ويقرّ مدير الإعلام في مديرية شرطة كربلاء بأن دخول تجار المخدرات الإيرانيين إلى العراق أثار مشكلة جديدة داخل المحافظة، إذ سهل عملية تهريب الآثار إلى الخارج، بعد قيام عصابات الآثار بتبادل البضائع مع تجار المخدرات داخل الفنادق السياحية. وكشف ان أجهزة الشرطة شنّت بالتعاون مع المكاتب الحوزوية حملة كبيرة على باعة الكحول والمخدرات وبيوت الدعارة، فاتضح أن 75 في المئة من المتورطين هم من الوافدين إلى المحافظة لأغراض العمل. وأكد أن بيع المخدرات لاقى رواجاً واسعاً في المدينة بعد سقوط النظام، خصوصاً خلال الشهور الثلاثة الأولى التي أعقبت السقوط. وأكد الرائد نبيل حميد منصور، آمر "فوج شرطة الحسين"، في تصريح الى "الحياة" أن المخدرات التي يجلبها التجار من إيران تصرّف عن طريق بائعي الكتب الدينية، ويتنكر معظم الباعة بزي إسلامي لتضليل رجال الشرطة. وأوضح أن رجال الامن استطاعوا القبض على أكثر من عشرين عصابة تعمل في هذا المجال، وصادروا كميات كبيرة من المخدرات. وأشار الى أنه تعرض لمحاولتي اغتيال من عصابات المخدرات.