اعلنت الحكومة السودانية ان "خيارات عملية" ستطرح خلال جولة المحادثات الجديدة مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي تعقد نهاية الشهر لمعالجة قضايا اقتسام السلطة والثروة والمناطق الثلاث المهمشة. واكدت انها لن تقدم تنازلات "تضر بعملية السلام". وقال وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق للصحافيين ان جولة المحادثات ستعقد في موعدها، وان حكومته لن تجري تغييراً في وفدها المفاوض الذي يقوده النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه. واوضح ان المفاوضات "ستبدأ فنية ثم تتحول الى سياسية". واعرب عن امله في ان تكون الجولة الجديدة حاسمة، وذكر ان جولات اخرى ستعقد بين الطرفين لمناقشة تفاصيل المسائل المتعلقة بالترتيبات الامنية والعسكرية وضمانات الاتفاق. واكد صديق ان الاتصالات مستمرة بين طرفي التفاوض على المستويات كافة تحضيراً للمحادثات. واشاد بالتصريحات المتفائلة لزعيم الحركة العقيد جون قرنق خلال زيارته واشنطن التي عبّر فيها عن امله في ان تشهد نهاية العام التوقيع على اتفاق السلام. الى ذلك، اكد زعيم حزب الامة الصادق المهدي استقرار الاوضاع وتماسكها في حزبه، نافياً ما ذكره القيادي في الحزب عبدالرسول النور عن مشكلات تنظيمية وافتقاد الحزب للرؤية والمرجعية. وكشف لدى عودته الى الخرطوم انه تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس "التجمع" المعارض محمد عثمان الميرغني ابلغه خلاله تشكيل لجنة من "التجمع" واخرى من "الحزب الاتحادي الديموقراطي" لدراسة فكرة انشاء مجلس قومي للسلام والتحول الديموقراطي التي كان المهدي اقترحها في وقت سابق. وابدى المهدي عدم ممانعته عقد لقاء يجمعه مع الميرغني وقرنق والامين العام لحزب "المؤتمر الشعبي" الدكتور حسن الترابي، وقال انه يرحب بكل ما من شأنه تحقيق التفاهم والتوجه نحو السلام، لكنه اشترط التحضير الجيد للقاء مشيراً الى اقتراح اللقاء الرباعي الذي طرحه الترابي خلال اتصال هاتفي بينهما اثناء اقامته في القاهرة. وكان حزب "الامة" و"كيان الانصار" دعيا الاعضاء والمؤيدين الى حضور صلاة عيد الفطر اليوم التي يؤم المصلين فيها المهدي ويخاطبهم برسالة سياسية ودينية. لكن نائب رئيس التجمع المعارض الفريق متقاعد عبدالرحمن سعيد اتهم جهات لم يسمها بالتدخل لإجهاض عقد اللقاء الرباعي بين الميرغني وقرنق والمهدي والترابي. وقال في تصريحات نشرت في الخرطوم امس ان "جهات تشرف على المفاوضات لم تقبل انعقاد مثل هذا اللقاء". واضاف ان الجهة ذاتها كانت وقفت ضد عقد لقاء بين الحكومة والتجمع بعد ان تعلّلت بأنه لن يكون صغيراً، مؤكداً ان اللقاء الرباعي "سيفيد القضية السودانية اذا عُقد".