مع وصول رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى نيويورك امس ليرأس غداً الثلثاء اجتماعات مجلس الأمن الدولي، حيث سيلقي كلمة تتناول التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، أكد وزير المال اللبناني محمد الصفدي أن ليس في مصلحة لبنان أن «يكون الرئة المالية» لسورية وأن المصارف اللبنانية اتخذت التدابير للاصطفاف في الإطار «الدولي» الذي رسمته العقوبات على سورية، موضحاً أن لقاءاته مع الجانب الأميركي والدولي على هامش اجتماعات صندوق النقد كانت «جيدة جداً». وأكد الصفدي أن اجتماعاته مع رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ومساعد وزير الخزانة الأميركية تشارلز كولينز كانت «جيدة جداً»، كما أشار إلى أنه التقى جهات مالية عربية بينها وزير المال السعودي إبراهيم عساف الذي اجتمع به مطولاً أمس قبل مغادرته العاصمة الأميركية. وقال الصفدي إن «الزيارة ككل تم فيها التوضيح ولجميع الجهات أن ما ينعتون به «حكومة حزب الله» هو غير صحيح، ونحن لسنا ولن نكون حكومة حزب الله.» وأضاف في ايجاز صحافي حضرته "الحياة" : «ما يهمنا أن يحافظ لبنان على جميع التزاماته وعلاقاته وصداقاته في الشرق والغرب وألا يكون هناك أي تحول في سياسة لبنان الإجمالية». وعن اجتماعه بكولينز، قال الصفدي ل «الحياة»: «لم يكن هناك موضوع سلبي للأميركيين لبحثه حول لبنان» إنما «كان هناك استيضاحات للوضع في سورية وعلاقة لبنان المالية في سورية» وتحديداً موقف لبنان من العقوبات الدولية المفروضة على دمشق. ورأى أن «اعتبار لبنان رئة لسورية يضر بلبنان، وعندما يريد المجتمع الدولي وضع عقوبات على سورية، لا يجب على لبنان دفع الثمن... نحن نرفض هذا الطرح». وأضاف: «في نهاية المطاف، المصارف اللبنانية أخذت التدابير لعدم القيام بشيء يتعارض مع المجتمع الدولي ويضعها في وضع محرج». وتحدث الصفدي عن أجواء من «الثقة» في صندوق النقد بالاقتصاد اللبناني وعن»اندفاع من الصندوق العربي»، كما لفت إلى ترحيب بإقرار قانون الكهرباء وتطلع لإقرار الموازنة السنوية للعام 2012 ولأول مرة منذ 2005. وعن موقف الدول الخليجية وخصوصاً السعودية من الحكومة اللبنانية الحالية، قال الصفدي إن «موقف الرياض هو موقف الترقب... وما إذا كان هذا التغيير سلبياً أو إيجابياً». وأعاد تمسك الحكومة بجميع الالتزامات الدولية وبينها تمويل المحكمة الخاصة بلبنان على رغم أنه «لم أتلق حتى الآن مطالبة رسمية بتمويل المحكمة ...إنما لبنان ملتزم كل تعهداته الدولية ومن مصلحة جميع اللبنانيين تنفيذ ذلك....لأن سمعة لبنان المالية تتضرر في حال تعارضها مع الالتزامات الدولية.» وقال الصفدي ل «الحياة» أن آلية تمويل المحكمة بقناة منحصرة بميقاتي والرئيس ميشال سليمان ووزارة المالية «غير مطروحة وغير دستورية». وشدد على أن هناك «حجة قوية ومصلحة عليا ولدينا قوة إقناع في تمويل المحكمة، إذا فشلنا فسنكون في وضع صعب، ولن نفشل.» وتحدث الصفدي عن «الربيع العربي» مشيراً إلى أن لبنان «أكثر أماناً بعد الربيع العربي، والديموقراطية تفيد لبنان.» ورأى أنه «من حق الشعوب تغيير حكوماتها ونتمنى أن يتم التوصل إلى حل يرضي الشعب السوري ويوقف إراقة الدماء». وقال «كلما زادت الأنظمة الديموقراطية في المنطقة كلما استفدنا في لبنان... تناسبنا العلاقة الجيدة مع الجميع ومصلحتنا أن تستقر سورية.» واعتبر الصفدي أن الوقع الاقتصادي للأزمة في سورية هو في مجال التصدير»، وهناك كثير من البضائع نصدرها للبلدان العربية، تمر عبر سورية وهذا الأمر تراجع». أما عن الوضع الأمني اللبناني فقال إن «التشنج اللبناني دائماً موجود، إنما إجمالاً الوضع الأمني مقبول جداً.» ورأى أن قرار استكمال المساعدات العسكرية للبنان من واشنطن مرتبط بالكونغرس، وأن الجدل هو حول الأسلحة الحربية وليس المساعدات لقوى الأمن. وركز على أهمية المرحلة الانتقالية في مصر بالنسبة للمنطقة العربية عموماً، وقال إن «مصر بحاجة لدعم مطلق للتوصل إلى ديموقراطية كاملة، ونخاف من أن يكون الانتقال إلى شيء غير الديموقراطية.»