خسرت الاسواق المصرية اكثر من 13 بليون جنيه بعدما تراجع انفاق المصريين على المواد الغذائية في رمضان الى 12 بليون جنيه من 25 بليون جنيه انفقت في الشهر نفسه من العام الماضي. وعلى رغم الصدمة التي تلقاها تجار المواد الغذائية الا ان الايام الاخيرة من رمضان تشير الى رواج غير متوقع للالبسة الجاهزة وانتعاش سوق الذهب على رغم ارتفاع اسعاره الى حدود لم تُعرف من قبل. ووصفت حركة الاسواق بانها "زحام كثيف وشراء قليل" خصوصاً بعدما فقد الجنيه المصري أكثر من 80 في المئة من قيمته أمام الدولار في العامين الأخيرين. خضع رب الأسرة لإلحاح اطفاله واضطر الى شراء ملابس العيد، لكن هذه المرة من الاسواق الشعبية وفي مقدمها سوق العتبة وسط العاصمة الذي وصل عدد زواره حتى امس حسب تقارير حكومية الى 11 مليوناً. ويباع في السوق كل ما يخص الاسرة في العيد من ألبسة ولعب اطفال بجودة اقل نسبياً وبسعر ارخص كثيراً من المناطق الاخرى مثل مدينة نصر ومصر الجديدة، وبعض المناطق في شبرا وهي المناطق التي لا يزال زوارها على حالهم يشترون من المحال على رغم ارتفاع الاسعار لكن بكمية شراء اقل من السابق. اما منطقة الوكالة في ضاحية بولاق ابو العلا فلا يزال زبائنها متمسكين بالشراء منها علماً ان بعض الالبسة تكون مستعملة لكن الاقبال عليها يصل ذروته قبل الاعياد وغالباً ما يكون الزبائن من مناطق شعبية ودخولهم منخفضة للغاية، وبالتالي تناسب المنطقة المذكورة هؤلاء باستثناء بعض محلات جديدة تبيع مستلزمات العرائس يقبل عليها مصريون كُثر. زحام كثيف وشراء قليل ويخشى تجار الألبسة الجاهزة ان يكون وضع المواطنين بالنسبة لسوق الالبسة كوضعهم بالنسبة لسلع رمضان. فالزحام قبل الشهر كان كبيراً جداً والشراء قليلاً جداً لدرجة ان انفاق المصريين انخفض الى النصف مقارنة مع رمضان العام الماضي بسبب الاوضاع الاقتصادية المتردية وغلاء الاسعار وعدم ثبات سوق الصرف وهي الاسباب نفسها التي ستؤثر في سوق العيد الذي يتوقع فيه التجار والوسطاء وتجار التجزئة بيع غالبية ما لديهم على اعتبار ان توقيت العيد هو خروج من موسم الصيف وملابس المدارس دخولاً الى موسم الشتاء والاعياد سواء بالنسبة للمسلمين او الاقباط. سوق الذهب ولوحظ انتعاش اسواق الذهب في اليومين الماضيين واقبلت الاسر على شراء الشبكة وهدايا للافراد على رغم ارتفاع الاسعار، لكن الاسر تقبل في الشهور الاخيرة على شراء الارخص سعراً والاخف وزناً، في اشارة الى أن متوسط قيمة شبكة العروس نحو الفي جنيه، ترتفع الى عشرة آلاف في ظل استمرار تمسك العروس ب"الشبكة" على اعتبار انها عادة لا ينبغي قطعها نهائياً على رغم ارتفاع الاسعار. وقفزت اسعار الذهب من مختلف الاوزان الى مستويات كبيرة لم تشهدها من قبل متأثرة بالصعود الكبير الذي سجله المعدن الاصفر في البورصات الدولية. وقال متعاملون في السوق "إن اسعار الذهب سجلت الاسبوعين الاخيرين صعوداً ملفتاً، إذ زاد سعر الغرام عيار 21 اكثر من عشرة جنيهات دفعة واحدة في الشهور الثلاثة الاخيرة ليصل الى 76 جنيهاً". واضاف المتعاملون ان غرام الذهب عيار 18 زاد سعره ايضاً ليسجل 65 جنيهاً وارتفع سعر الذهب غرام 24 الى 85 جنيهاً. ولفت احد تجار الذهب الى ان هذه الاسعار ليست النهائية للذهب، فعند البيع تُضاف اليها الضريبة والمصنعية، مشيراً الى ان سعر غرام 21 على سبيل المثال يتجاوز أكثر من 90 جنيها. وارجع احد تجار الذهب الارتفاع الاخير للاسعار الى زيادة سعر الدولار خصوصاً في السوق الموازية وندرته في السوق الرسمية، مشيراً الى ان حركة البيع تتجه الى الركود بعد قرب انتهاء موسم السياحة العربية الذي نشطت فيه الحركة. وقال "لا يمكن وضع تقديرات للكميات المباعة الا ان الاقبال هذا الموسم كان واضحاً على الذهب عيار 21 من سياح منطقة الخليج". واعتبرت سماح نبيل استشاري مجلس الذهب العالمي زيادة اسعار الذهب في مصر بأنها رد فعل لارتفاع الذهب عالمياً، موضحة ان تلك الاسعار شهدت ارتفاعاً كبيراً في سوق المعادن النفيسة في لندن وهونغ كونغ. واشارت الى ان هذه الاسعار المرتفعة للذهب لم تشهدها الاسواق الدولية من قبل حتى في ذروة الإقبال على المعدن النفيس قبل الحرب على العراق التي زاد فيها سعر الاونصة الى 352 دولاراً. وترى نبيل ان السبب في ارتفاع أسعار الذهب عالمياً يرجع للإقبال المتزايد عليه، وسعي بعض الدول الكبرى لزيادة احتياطها منه. ويرى خبراء أن العيد فرصة مهمة لإنعاش الأسواق بأنواعها في إشارة إلى أن ركود الأسواق في مثل هذه المناسبات يؤكد أن هناك خللاً واضحاً في التركيبة المالية للأسرة وعلى الحكومة إدراك ذلك.
