بعد مرور أربعين عاماً على اغتيال الرئيس جون كينيدي، توقف الاميركيون اول من امس السبت، لاحياء ذكراه وتعريف الجيل الجديد بما كان يعنيه لهم ذلك الرئيس الشاب الذي اغتيل في 22 تشرين الثاني نوفمبر 1963 فيما كان يتجول بسيارة مكشوفة عبر دالاس في ولاية تكساس، في اطار حملة لاعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية. وعلى مدى الاسبوع الماضي، كان هناك سيل من التغطيات في وسائل الاعلام الاميركية للمناسبة، تضمنت مقابلات مع نيللي كونالي الوحيدة التي لا تزال على قيد الحياة بين أربعة أشخاص كانوا في السيارة المكشوفة مع الرئيس وزوجته جاكلين كينيدي. ووصفت كونالي الذهول الذي أصاب زوجة الرئيس بعدما استقرت رصاصة في رأسه. وكان زوجها جون كونالي حاكم تكساس آنذاك، أصيب أيضاً برصاصة في الحادث. ونشرت كونالي اخيراً كتاباً عن الحادث عنوانه: "من ميدان الحب: الساعات الاخيرة مع الرئيس جون إف. كينيدي". وفي غضون ذلك، تجمع آل كينيدي في مثواه في مقبرة أرلينغتون قرب واشنطن، لاحياء المناسبة. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش كرم ذكرى الرئيس الراحل لدى عودته الى واشنطن يوم الجمعة الماضي، وتحدث عن "احساس بالخسارة يستمر على رغم السنين". وقال: "أميركا لا تزال تفتقد الرئيس الخامس والثلاثين. ذهب جون كينيدي ولكن ذكراه لا تزال تجلب الفخر لامتنا". وأضاف: "نتذكره رجلاً تحمل مسؤوليات كبيرة وضحى بنفسه في سبيل إحياء المبادئ المثالية ومشاعر الواجب لدى الاخرين". كذلك تدفق آلاف الاميركيين، الى ضريح الرئيس السابق حيث وضعوا زهوراً بيضاً، فيما افتتح في دالاس معرض صور لم تنشر من قبل للرئيس الراحل. وتجمع آلاف الاشخاص في منطقة ديلي بلازا في دالاس لاحياء الذكرى. وتهافت الحاضرون الذين ترواح عددهم بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف شخص، لشراء اعداد من مجلة حملت عنواناً: "جون كنيدي... قضية المؤامرة"، بسعر خمسة دولارات للنسخة. وتحدث جيسي فينتورا حاكم مينيسوتا السابق امام الحشد. ودان السجل الرسمي الشامل الاول للحكومة في شأن اغتيال كينيدي والذي جاء فيه ان لي هارفي اوزوالد كان المسلح الوحيد الذي قتل كينيدي. وصدر التقرير بعد عشرة اشهر من جريمة الاغتيال. ويتفق معظم الاميركيين مع فينتورا في الاعتقاد بوجود مؤامرة وراء قتل كينيدي. وأظهر استطلاع للرأي اخيراً ان نحو 70 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، يعتقدون ان اوزوالد لم يكن وحده المسؤول عن قتل كينيدي. ولا تزال تتردد تلميحات في المقالات والتحقيقات عن كينيدي، الى "مؤامرة داخلية" وراء اغتياله، علماً ان اوزوالد الذي دين باطلاق النار على الرئيس، قتل بدوره فيما كان بحماية الشرطة.