عج مسجد "تقسيم" الصغير في أول شارع الاستقلال بالمصلين في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، الى جانب المشاركين في جنازات ضحايا الهجومين. ولكن أصحاب المحال المحيطة بالمسجد أفادوا انهم لم يشهدوا طول شهر الصيام أي حركة اكتظاظ مشابهة لأمس. أما مسجد حسين آغا التاريخي الذي أُشيد عام 1597، فامتلأت باحتاه الداخلية والخارجية بالمصلين، بخلاف بقية الأيام في الشارع القليل المارة نسبياً. وقال سردار 16 عاماً الذي جاء من شارع سكني مجاور لمسجد حسين آغا: "لست خائفاً فأنا مؤمن، لكن الارهابيين ليسوا مؤمنين بالإسلام". وغداة الانتهاء من صلاة الجمعة، طالب الكثير من المصلين أمام كاميرات الصحافة بتدخل الجيش لرد "العدوان" عن تركيا. طوابير امام المصارف وفي الوقت نفسه، امتلأت مصارف شارع الاستقلال بالزبائن الذين هرعوا لسحب ايداعاتهم. ووقفوا بالعشرات يتدافعون خصوصاً أمما مصرفي "تي سي زيكال" و"فاكيف بند" حيث امتلأت القاعات الداخلية ووقف الناس في طوابير طويلة أمام بابها وآلات سحب النقود. ولاحظ المارة في الشارع الضرر الكبير الذي لحق بالمحال التجارية والقريبة في موقع الانفجار. ومن المفارقة أن أحد أكثر الأبنية تضرراً في الشارع هو مبنى مصرف "اتش اس بي سي" القريب من القنصلية البريطانية، وهو فرع للمصرف الذي تعرض للتفجير اول من امس في منطقة أخرى. وحاولت سيارات الإطفاء الوصول الى نوافذ المبنى الزجاجية لإزالة الزجاج المتدلي، خوفاً على المارة وتسهيلاً لعودة ليست بقريبة لموظفي المصرف المغلق. وليس بعيداً عن المصرف البريطاني، وقف موظفو مركز "ميوزيك ماركت" الذي دمرت واجهته الأمامية بالكامل، حائرين وغاضبين وأمام مكان عملهم الخالي من الزبائن. وفي مطلع الشارع الذي يفترق من ساحة "تقسيم"، وقف جوشكن 46 عاماً أمام فندق "ساخوي" حيث يعمل منذ سنوات، وقال: "هذه منطقة سياحية فيها الكنائس والمساجد الأثرية. والناس هنا يعتمدون على وفود الأجانب. والآن بعد الانفجار سيخسر الجميع وظائفهم. الاستغاثة بالجيش أما برغول 30 عاماً العاملة في فندق مجاور فأكدت ان "على الجيش ان يتدخل لوقف القتلة". ولا يخفى على أحد هنا اعتزاز الأتراك بجيشهم الوطني وبزعيمهم الراحل مصطفى كمال أتاتورك. وقالت بيغي 50 عاماً التي كان والدها جنرالاً في الجيش التركي، انها "لا تشتري من أي محل تجاري لا يضع صورة الزعيم أتاتورك. واضافت ان "الجيش ادار البلاد لسنوات طويلة ويعرف كيف يدير البلاد"، وطالب جنرالاته بالتدخل. أما يُراق 20 عاماً الذي كان قريباً من موقع الانفجار أول من أمس، فقال انه سيظل يتذكر الهجوم المأسوي كلما مرَّ أمام مبنى القنصلية البريطانية، وذلك على رغم ان "الأتراك ينسون بسرعة". وقالت فكن فيليكس 26 عاماً التي كانت تسير في زقاق متفرع من شارع الاستقلال انها لن تمر في وسط الشارع حيث وقع الانفجار و"لن أدخل الى أي مطعم ليس تركياً" خوفاً من أن يستهدفه هجوم جديد. وانتشرت سيارات الشرطة في أنحاء الشارع الذي يقتصر فقط على المارة، فيما فرضت الشرطة حراسة مشددة وطوقاً أمنياً حول مباني القنصليات الأوروبية التي أغلق معظمها. وقال علي 53 عاماً الذي يعمل في القنصلية الفرنسية التي تقع في مطلع شارع الاستقلال، انها فتحت أبوابها بعدما حصلت على تطمينات أمنية من الشرطة التركية، في حين خلا مبنى القنصلية اليونانية من الموظفين.