وصف وزير الخارجية المصري أحمد ماهر قرار مجلس الامن الدولي الخاص بإضفاء صفة الالزام على "خريطة الطريق" الرقم 1515 بأنه قرار مهم. كما رحبت جامعة الدول العربية بتبني المجلس هذا القرار بالاجماع. واشار وزير الخارجية المصري الى أن القرار صدر بالإجماع وأنه يؤكد ضرورة احترام "خريطة الطريق" ويفتح الباب بالتالي امام مفاوضات جادة من أجل السلام. وكان ماهر تلقى اتصالاً هاتفياً امس من المنسق الاعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا شرح له خلاله الدور الذي اضطلعت به اوروبا في استصدار القرار. وقال ماهر إن صدور هذا القرار تزامن ايضاً من انتقاد الرئيس الاميركي جورج بوش بشكل علني للجدار العازل الذي تواصل اسرائيل بناءه. وأوضح انه "ازاء كل هذا الزخم الدولي، فإننا نجد ان اسرائيل تتتخذ، في اتجاه معاكس، مواقف تحد لمجلس الامن ولرئيس الولاياتالمتحدة، واننا ننتظر لنرى شكل رد الفعل من جانب من تم توجيه هذا التحدي اليهم". وأضاف انه "اذا كانت اسرائيل تستطيع ان تتحدى العالم كله وان تتحدى الدولة التي تساندها بغير شروط في كثير من الاحوال، فإن المجتمع الدولي وكل ما يتشدقون به عن سيادة القانون وضرورة احترامه، انما يكون في مهب الريح من جانب دولة مثل اسرائيل". ورداً على سؤال حول ما وصلت اليه الجهود المصرية بشأن الهدنة، قال وزير الخارجية إن الجهود المصرية مستمرة، واعلن ان وفدا من المنظمات الفلسطينية سيحضر الى القاهرة. وأشار ماهر الى أن هذه المنظمات ابدت حسن نياتها ورغبتها في التوصل الى اتفاق هدنة، كذلك فقد ذكرت الحكومة الفلسطينية ورئيسها أحمد قريع ابو العلاء ان الهدنة تعني التزاماً من الطرفين حتى تدوم، مذكراً بأنه سبق أن تم التوصل الى هدنة ووقف لاطلاق النار لمدة 21 يوما ثم انتهت بسبب اصرار اسرائيل على سياسات القتل والعنف ضد الشعب الفلسطيني. وقال ماهر: "إن المطلوب هو ان يشهد العالم على تحقيق الهدنة المنشودة، وبالتالي فإن على من لا يحترم هذه الهدنة ان يتحمل مسؤولية ذلك امام الجميع لأنه من دون الدخول في تفصيلات بعينها فإن الامر المؤكد هو ان هناك جهوداً مبذولة ومستمرة وتبشر بنتيجة ايجابية". وقال ماهر إن على الدول المعنية أن توضح موقفها بالنسبة الى تنفيذ قرار مجلس الامن الخاص ب"خريطة الطريق" و"لقد رأينا كيف ان اسرائيل التي سارعت لاعلان عدم الزامية القرار لها تتجه الى تحدي هذا القرار وتتحدث عن تحفظاتها وشروطها الاربعة عشر"، مشيرا الى أن القرار يتحدث عن "خريطة الطريق" كما قدمت للأطراف وضرورة تنفيذها. وعن اقتراح روسيا عقد مؤتمر دولي حول العراق تحت اشراف الاممالمتحدة قال ماهر ان "من المؤكد ان هناك ادراكا بأن الواقع الحالي لا يمكن أن يستمر" و "موقف مصر الذي اوضحته دائما يدعو الى التحرك بسرعة نحو تمكين الشعب العراقي من استرداد سيادته وعافيته وان تنسحب القوات الاجنبية في اقرب وقت ممكن". ورحبت الجامعة العربيةامس بقرار مجلس الامن ودعم "خريطة الطريقش من اجل اقرار السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال الناطق باسم الامين العام للجامعة العربية حسام زكي حسب ما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط ان الجامعة العربية "ترحب باعتماد مجلس الامن القرار 1515 الذى يؤيد فيه المجلس بالاجماع خريطة الطريق نحو تسوية النزاع الفلسطينى الاسرائيلى". واضاف الناطق ان "قرار مجلس الامن يمثل رسالة دولية اجماعية لا لبس فيها مفادها ان المجتمع الدولى يقف بقوة وراء تسوية هذا النزاع من خلال اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب فى امن وسلام بالاضافة الى ان مجلس الامن باعتماده لهذا القرار يستعيد جانبا من المسؤوليات التى يتعين عليه الاضطلاع بها ازاء هذا النزاع وفقا لميثاق الاممالمتحدة على نحو ما طالب به الجانب العربي دائما". وتابع الناطق ان "القرار 1515 يشكل اضافة دولية مطلوبة لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالنزاع العربى - الاسرائيلى بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص باعتبار انه يستند الى قرارات المجلس السابقة 242 و 338 و 1397 ومبدأ الارض مقابل السلام التى تنص جميعا على عدم جواز الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة وضرورة انسحاب اسرائيل من كافة الاراضى العربية المحتلة". واشاد بدور روسيا قائلا انها "لعبت دورا ايجابيا يستحق التنويه في المبادرة بطرح مشروع القرار". وختم بالقول: "في ضوء الترحيب الفلسطيني بهذا القرار يتعين الان على المجتمع الدولي ممثلا فى مجلس الامن ان يتابع ما اذا كانت اسرائيل ستلتزم بما ورد فيه ام انها ستستمر فى تجاهل مجلس الامن وقراراته ومطالب المجتمع الدولى وتعتبر نفسها غير معنية باحترام احكام القانون الدولى وما يمكن لمجلس الامن القيام به فى تلك الحالة".