للعام الثالث على التوالي تحرص النجمة يسرا على تقديم مسلسل في رمضان، وكان عرض لها العامين الماضيين "اوان الورد" و"أين قلبي"، ويعرض لها هذا العام مسلسل "ملك روحي" الذي حقق نجاحاً جماهيرياً. وعن دورها تقول يسرا: "انه دور قريب جداً الى نفسها. فملك اسمها في المسلسل فيها الكثير من يسرا، فهي سيدة يأخذها تيار الحياة الى القمة ثم ينزل بها الى القاع لكن ايمانها القوي ينقذها دائماً، وتحب كل من حولها وتضحي بكل غال من اجل الآخرين. وهي على رغم قوة شخصيتها وثقتها بنفسها فإن طيبتها تؤذيها ويستغلها معظم المحيطين بها الذين تنخدع بهم. إنها سيدة في غاية الرقة والرومانسية نقطة ضعفها الكبيرة حبها لأولادها ووالدها". هنا حوار معها: تقولين ان ملك قريبة من شخصية يسرا على رغم ان القصة تؤكد انها انسانة شريرة؟ - ملك ليست شريرة، لكن الضغوط والظروف القاسية التي مرت بها جعلتها تتخبط كثيراً وتعتقد ان طريق الشر ستعيد إليها حقوقها، لتعود بعدها الى طبيعتها. وهذا هو الخطأ الذي وقعت فيه ملك. إن قصة المسلسل تناقش قضية خطيرة وهي فساد رجال الأعمال في مصر، وهروبهم بأموال المصارف الى الخارج. وملك هي هنا الشخصية المحورية، وهي شخصية ضاجة بالتناقضات، مثقفة ثقافة رفيعة، تتزوج شاباً ثرياً من اسرة كبيرة جداً، لكن هناك الكثير من الشبهات حول مصدر ثرائها. ويعترض اهلها على اختيارها لكنها تتمسك به لأنها متأكدة من انه شاب على خلق ومختلف عن اسرته، وتعيش معه في خلافات مستمرة وحياة قاسية جداً وتنجب طفلين. ثم يُقتل زوجها فيتهمونها بقتله، وبالفعل تدخل السجن ويحكم عليها بالإعدام ويأخذ اخو زوجها اطفالها عنوة، ثم تستطيع اثبات براءتها وتخرج من السجن، لكنها لا تستطيع ان تعيد ابناءها إليها، فتنهار اعصابها، ويظهر في حياتها زوجها الثاني صاحب النفوذ والقوة الذي ينقذها من الانهيار ويؤكد لها انه سيعيد إليها ابناءها، وتبدأ معه نقطة التحول الكبرى في حياة ملك، فتتجه الى الشر لتهديد عم أولادها لتستيعد اولادها منه، وتفكر في اسلحتها لذلك باستخدام مالها ونفوذ زوجها لتحاصر هذا العم في كل نشاطاته وتفتش في اوراقه القديمة وكل مخالفاته وصفقاته غير المشروعة، بل تفتش ايضاً في حياته الخاصة وتهدده بفضحه وتدمير حياته، وبالطبع فمن يطبخ السم لا بد له من ان يتذوقه، إذ تدخل هذه الدائرة النارية بمخالفات ورشى وانحرافات لا تستطيع الرجوع عنها. الزوجة اكبر تتعاطف قصة "ملك روحي" مع حالات الزواج التي تكبر فيها الزوجة الزوج سناً، فهل لك الرأي نفسه؟ - ارى ان الحب هو الأساس في الزواج وليس السن. يمكن ان يكون الزوج هو الأكبر لكن هناك حباً متبادلاً بينهما، فما المانع؟ وبما ان خير الأمور الوسط فعشر سنوات في رأيي هي الفارق المناسب في السن سواء اكان الأكبر هو الرجل ام المرأة وقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة وهي تكبره سناً وعلى رغم ذلك كانت الأكبر الى نفسه عن كل زوجاته. تعتبرين المسلسل عملاً متميزاً مع مخرج متميز، وبالطبع مع ابطال متميزين فبماذا تفسرين استبعاده من الخريطة الرمضانية للتلفزيون المصري؟ - بالفعل هو عمل متميز جداً، وقد اشاد بذلك كل من قرأه في الرقابة او جهاز السينما حتى ان السيدة حمدية صقر رئيسة الرقابة في مدينة الإنتاج الإعلامي اكدت ان هذا السيناريو احسن ما قرأت في الخمسة عشر عاماً الأخيرة. وكل العاملين في المسلسل من ممثلين او المخرج مجدي ابو عميرة وأنا كنا متأكدين حتى آخر لحظة ان المسلسل سيعرض على شاشة التلفزيون المصري ولكنه قرار لجنة السياسات. وليس لدي اي تفسير لما حدث فكل ما اعلمه اننا قدمنا مسلسلاً عالي المستوى ويحمل فكرة جيدة وعملنا فيه ليل نهار حتى ينتهي قبل رمضان ولا أعرف اكثر من ذلك. هل ما حدث كان بسبب الغيرة، ام تعتقدين ان هناك تدخلات من بعض النجمات اللواتي يخشين المنافسة معك فحاولن إبعادك؟ - الغيرة شيء وارد جداً، وأصحاب النفوس الضعيفة وأعداء النجاح كثيرون جداً، ولهم الحق في الخوف من عرض مسلسلي بالتزامن مع مسلسلاتهم، فمسلسلي السابق "اين قلبي" لا يزال يعرض حتى الآن على الكثير من الفضائيات، وحقق للتلفزيون في العام الماضي اعلى ارباح اعلانية بلغت 40 مليون جنيه وهو ما لم يحدث مع اي مسلسل آخر، اضافة الى حصوله على الكثير من الجوائز، فالمنافسة فعلاً مع "اين قلبي" او "ملك روحي" صعبة للغاية وإن استطاع هؤلاء ابعادي عن التلفزيون في رمضان، فلن يستطيعوا ابعادي عن المنافسة، لأن عملي سيعرض على معظم الفضائيات العربية. اما إن كانت اي نجمة او نجم قد تدخل لمنع عرض مسلسلي الآن فهذا لا اعرفه ولا اعيره اهتماماً. فالعمل الجيد سيفرض نفسه في النهاية، وهذا ما اعتمد عليه. انه الأفضل ارتبط ظهورك التلفزيوني في الأعوام السابقة بالمخرج مجدي ابو عميرة، هل هناك سر وراء ذلك؟ - ليس سراً، ولكنني اعتبر المخرج مجدي ابو عميرة افضل مخرج للدراما التلفزيونية، وسعيدة جداً بالعمل معه، فهو مخرج ذكي يفهم الممثل الذي امامه ويخرج منه افضل ما لديه، وحدث بيننا انسجام تام، لذلك اعتقد ان اعمالي المقبلة في التلفزيون ستكون معه ايضاً. بعد كل هذا المجهود في "ملك روحي" هل تشعرين الآن بالإحباط او الخوف من تدني نسبة المشاهدة خصوصاً انك وكل العاملين به تؤكدون جودة هذا العمل واستحقاقه الصدارة بين دراما هذا العام؟ - لست محبطة ولكنني مندهشة جداً مما حدث، فالمسلسل على المستوى الأدبي والتجاري قيمة ومكسب للتلفزيون ولا يوجد اي مبرر مقنع لاستبعاده وعرض مسلسلات اخرى اقل منه بكثير، ولكنني لست خائفة اطلاقاً من قلة نسبة المشاهدة، لأن "الدش" الآن موجود في معظم المنازل والعمل الجيد هو الذي يجتذب المشاهدين عندما يعرض على اي قناة عربية او مصرية، ولست حزينة لما حدث على الإطلاق، فلدي دائماً يقين بأن الله سبحانه وتعالى يختار لي الخير دائماً، ومن كثرة هذه المواقف اصبحت اؤمن بأن الخير في ما اختاره الله، وأنا متأكدة من ان مجهودنا في "ملك روحي" لن يضيع هباء وسيكون جزاؤه طيباً.