يسرا احدى النجمات الكبار التي تزداد توهجاً وبريقا في كل عمل فني تلعب بطولته وفي السنوات الأخيرة تألقت يسرا بشكل متميز من خلال الدراما التليفزيونية وهي الآن تقف امام كاميرات المخرج المتميز مجدي أبو عميرة لتصوير أحدث أعمالها التليفزيونية (أحلام عادية) كما انتهت من تصوير دور مهم في فيلم «عمارة يعقوبيان» و انتهت مؤخرا من فيلم (كلام في الحب)، و(دم الغزال) وعن نشاطها الفني وأشياء اخرى كان هذا الحوار. ٭ تصورين حاليا بطولة مسلسلك الرمضاني «أحلام عادية» فماذا عن هذه التجربة ؟ - أنا سعيدة جدا بهذه التجربة في ثالث لقاء لي مع المؤلف محمد أشرف بعد «ملك روحي» ولقاء على الهواء «وثاني لقاء لي مع المخرج المتميز مجدي أبو عميرة . ووجود نخبة من ألمع النجوم مثل سعاد نصر وخالد زكي وإنعام سالوسة وعايدة رياض وخالد صالح ومجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة. ويعد المسلسل من المسلسلات الاجتماعية الكوميدية التي تحمل الكثير من المعاني الإنسانية، حيث يتناول إصرار الإنسان على التميز والعيش في بيئة نظيفة ومتحضرة رغم الظروف الاجتماعية المحيطة به والتي غالبا ما تعادي تلك الأحلام البسيطة. وأجسد في المسلسل شخصية نادية أنزحة التي تسكن في حي الشرابية والتي تصر على نظافة الحي ومحاربة السلوكيات المرفوضة من السكان. كما تحارب نادية أنزحة مع جيرانها سلوكيات الشباب المنحرفة بداية من تناول المخدرات والتسكع في الشوارع للوقوف على الأسباب الحقيقية التي تدفع هؤلاء الشباب إلى تلك السلوكيات.ويرصد المسلسل معاناة نادية مع المحيطين واتهام أهالي الحي لها بالتعالي عليهم حتى يطلقوا عليها لقب نادية أنزحة ولكن أمام إصرارها يلتف حولها بعض النساء ويساندوها في أحلامها حتى يصاب الحي بأكمله بعدوى التحضر. ٭ لماذا قبلت الدور الصغير في «عمارة يعقوبيان»؟ - هذا الفيلم من الأعمال المهمة جداً التي ستشهدها السينما المصرية في الفترة المقبلة. والدور ايضاً حيوي ومهم بالنسبة إلى الفيلم، فمن الممكن ان اقدم مشهداً او مشهدين فيه يكون لهما تأثير في أحداث العمل وهذا أفضل بكثير من تقديم فيلم من «الجلدة للجلدة» بلا معنى!. ٭ قيامك بدور امرأة في السبعين، هل كان له تأثير سلبي عليك؟ - مع يوسف شاهين لا أفكر كثيراً. لو كان أحد غيره ارفض بشكل قاطع. مع شاهين أعرف جيداً الشكل الذي أظهر به لأنني قدمت في الفيلم ثلاث مراحل. في الماضي كنت اتكلم مع شاهين كثيراً لأفهمه. حالياً أفهمه بسرعة . ٭ ما هو الجديد الذي جعلك تنجذبين الى شخصية ناهد في فيلم «كلام في الحب» ؟ - الشخصية جديدة تماماً ولم اقدمها من قبل. واعتقد ان الجمهور لم يتوقع مني هذا الشكل وخصوصاً بعد أفلامي الاخيرة «العاصفة» و«اسكندرية نيويورك»، ناهد انسانة تنتمي الى الطبقة المتوسطة، وعندما يطلقها زوجها تتعرض لقيود تفرضها عليها هذه الطبقة بالنسبة إلى الإنسانة المطلقة، لكنها ترفض هذه القوانين. انها سيدة جميلة، مستقلة وقوية، ولكن بداخلها نقطة ضعف هي احساسها الدائم بالوحدة ورغبتها في ان تجد من يحبها وتحبه لأنها مؤمنة بأن الانسان لا يجب ان يعيش لمجرد الحياة فقط كما انها مؤمنة ايضاً بأن المرأة المطلقة ليست «كارت محروق»، فمن حقها أن تجرب حظها مرة ثانية وأن تصبح كائناً فعالاً في المجتمع. ٭ في الوقت الحالي أصبحت الايرادات الكبيرة في السينما من نصيب الأفلام الكوميدية. هل أصبح من الصعب استعادة مكانتكم على شاشة السينما مرة أخرى؟ - لن يستطيع أحد أن يأتي بالهام شاهين وليلى علوي ويسرا مرة اخرى... لن يحدث هذا. من المؤكد انه ستظهر وجوه جديدة لكنها مختلفة وبعيدة عما نقدمه. واذا نظرت الى الأجيال التي تصغرنا في الممثلات التي أتوسم فيها خيراً، سنجد منى زكي وحنان ترك. فهذا الجيل لا توجد فيه أسماء كثيرة. ٭ بعد تجربتك في فيلم «حسن وعزيزة» لم تفكري في تقديم فيلم كوميدي؟ - أتمنى هذا. وقد طلبت الى أحد المؤلفين ان يكتب لي عملاً كوميدياً، ولكن احداً لم يعرض ان يقدمني في دور كوميدي، وأنا لن أقدم أفلاماً كوميدية لأروي نكات. أحضر لي فيلماً مثل «حسن وعزيزة» أقدمه كل يوم. لقد قدمت مع الفنان عادل امام 14 فيلماً وكنت دويتو معه. ٭ قدمت في العامين الماضيين أكثر من تجربة غناء وتعرضت لنقد شديد. هل كان هذا النقد وراء عدم ظهور تجارب غنائية جديدة لك؟ - بعضهم لم يعط نفسه فرصة لسماع التجارب الغنائية التي قدمتها. فقد هاجمني أحد النقاد قبل صدور الألبوم بأسبوع. على أي اساس بنى حكمه على!؟ كنت متوقعة هذا الهجوم. فنحن نهاجم دائماً العمل قبل مشاهدته، ويجب عدم التسرع في الحكم على العمل الفني، ان اغنية «حب خلي الناس تحب» اغنية راقية جداً في مقابل ما نشاهده حالياً. كل هذا لم يفكر فيه احد. والهجوم الذي تعرضت له بسبب الغناء ليس هو السبب وراء توقف مشاريعي الغنائية، وانما انشغالي بالأعمال الدرامية . ومن المنتظر أن أصدر البوما آخر في الفترة القادمة . ٭ ناقشت من خلال مسلسل «لقاء على الهواء» العام الماضي قضية عمليات التجميل. هل تتوقعين ان تجدي استجابة لما ناديت به خلال أحداث المسلسل ضد عمليات التجميل؟ - لست ضد عمليات التجميل ولكن ضد تغيير شكل الشخصية. التجميل حق كل انسان، وأنا كامرأة افكر دائماً في أصلح شيء لوجهي وهو أن يبقى محافظاً على حيويته ونضارته، واحتفظ بجمالي لأقصى درجة ولأطول مدة ممكنة. أنا مع كل هذا، ولكن كيف يتم تنفيذه وما هو الشيء المفيد؟ هذا ما طرحته وناقشته في المسلسل. عمر الشريف كان عنده حسنة في وجهه قام بازالتها وكنت أحبها، ولكنه أصبح أكثر راحة بعد ازالتها. هذا هو نوع التجميل الذي اتحدث عنه وليس التجميل الذي يحدث تغييراً في الشخصية. ٭ هل خضعت لعمليات تجميل من قبل؟ - لا... عندما احتاج اليها لن اتردد في اجرائها. هذا الامر لا يحتاج الى مناقشة. والجميع يعتقد انني خضعت لعمليات تجميل ليس من اجل شيء معين، ولكنهم لم يتذكروا ان شكل الانسان في شبابه يختلف عما يكون عليه في سن اخرى، ويختلف اكثر حين يقوم بعمل نيولوك او بتغيير لون شعره. ٭ لماذا أنت مصرة في أعمالك التليفزيونية على تقديم الشخصية المثالية فقط ؟ - اطلاقا. ورؤية أعمالي السابقة بأنها تشبه بعضها وأنها مثالية على طول الخط فيه ظلم كبير، فمثلا اذا نظرت إلى «حياة الجوهري» فلم تكن مثالية دائما ولكنها كانت إنسانة مرت بلحظات ضعف وقبلت الرشوة لغرض معين تريد تحقيقه، أما «فاتن» في «أين قلبي» فهي مثالية لأنني كنت أقدم شخصية الأم وأنا أحب أن تكون الأم المصرية بهذه المثالية والتضحية..وهكذا ستجد كل الشخصيات من (لحم ودم) وتمس الناس .وهناك نقطة هامة وهي أن التليفزيون جهاز خطير جدا وجمهوره متباين العمر والثقافات وأكثر من 70٪ من هذا الجمهور لايعرف القراءة والكتابة وبالتالي لايصلح أن تقدم له نماذج سلبية وإلا تأثر بها.. الشباب حاليا يريد أن يتعلم ويبحث عن قدوة لذلك لابد أن نقدم له نماذج إيجابية، أن من الممكن أن أقدم هذه النماذج مثل «فتاة الليل أو الشريرة» ولكن في السينما فقط!! ٭ زيادة الهجوم عليك وعلى أعمالك التليفزيونية هل يدفعك لاعادة حساباتك مع الدراما التليفزيونية ؟ - ولماذا أعيد حساباتي.. أرى أنني أقدم أعمالا جيدة ومتميزة تلقى قبولا لدى الجمهور الذي يهمني في المقام الاول.. واذا كان هذا الهجوم غير المبرر لكي أبتعد عن التليفزيون لتخلو لهم الساحة، فالمفروض مني الا أبتعد وأترك لهم الساحة خالية، واذا كانوا يفعلون ذلك من أجل مصلحتي فأعتقد أنه ليس من مصلحتي أن أبتعد.. من يريد مصلحتي بشكل حقيقي عليه أن يحدد لي أخطائي ويحذرني من هذه الاخطاء في الأعوام القادمة.. أنا دخلت التليفزيون في الوقت الذي لم يكن هناك فنانة من نجمات السينما تعمل فيه وكن يخفن من العمل فيه وعندما نجحت في «حياة الجوهري وأوان الورد وأين قلبي وملك روحي» بعدها كل النجمات دخلن التليفزيون بعدي يعني أنا لست غريبة على الدراما التليفزيونية ! ٭ اهتمامك بالفن جاء على حساب حياتك الشخصية. أولم تندم على ذلك؟ - الموضوع من البداية قضاء وقدر وراضية بما قسمه الله لي. ومن المؤكد انني كنت اتمنى تكوين اسرة وانجاب اطفال، ولكن مع الوقت تأكدت ان الله يختار دائماً لعباده افضل مما يختارونه لأنفسهم بكثير. وبعضهم يخطط لنفسه ويقول اتزوج وانجب في سن صغيرة حتى اتفرغ للفن. ولكن هذا الأمر مكتوب ايضاً. ٭ هل ضاع عندك حلم الأمومة؟ - كانت امنية حقيقية في حياتي، ولكن كل شيء بارادة الله وحكمته ومشيئته، وانه ليس مكتوباً لي ان انجب ويكون لدي ابناء. وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم.وعلى فكرة أنا أشبعت هذه الرغبة في أعمالي، وبكل الصدق وصلت الى درجة كبيرة من القناعة ورضا النفس بأن كل شيء قسمة ونصيب.