لم تتطرق مداولات مجلس الوزراء اللبناني الذي اجتمع امس، برئاسة الرئيس اميل لحود وحضور رئيس الحكومة رفيق الحريري الى نتائج القمة اللبنانية - السورية التي عقدت الثلثاء الماضي في دمشق، واكتفى الحريري بالقول لدى مغادرته تعليقاً على نتائجها: "كل خير". ووصف ما وزّع أول من أمس عن أجواء القمة بأنه "كويس". ومن المقرر ان يغادر الحريري اليوم الى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، وهو كما أوضح وزير الاعلام ميشال سماحة "تحدث في الأمر مع رئيس الجمهورية اميل لحود داخل الجلسة وأبلغه اعتذاره عن عدم المشاركة في استقبالات الاستقلال في قصر بعبدا". وشدد الحريري في خطاب له ليلاً على ان الضغوط على لبنان وسورية لن "تجدي نفعاً" وتوجه لحود في مستهل الجلسة بالتهنئة بعيد الفطر، راجياً "ان يعاد علينا بالهدوء والاستقرار والحلول العادلة والسلمية لمشكلاتنا من الاحتلال الاسرائيلي من جهة ومعاناتنا في العراق واستعادة الحق العراقي من قبل أهله والانتهاء من تحالف الارهابات المتطرفة في العالم". ونفى سماحة ان يكون العمل الحكومي غير مفعل حتى الآن، لافتاً الى "ان هناك بعض البنود التي تحتاج الى بعض التريث لبحث المخارج والتفاصيل وهذه ليست أزمة". ولم يتطرق مجلس الوزراء الى القرار الأميركي بسحب تأشيرة دخول للنائب وليد جنبلاط. لكن سماحة أبدى موقفاً شخصياً من المسألة بقوله ان جنبلاط "هو قائد مهم في مسيرة الوفاق الوطني في لبنان لتمثيله شرائح مهمة في الوطن ولدوره البناء ليس فقط في الوحدة الداخلية بل في دور لبنان العربي في اطار الاشتراكية الدولية، ولم يكن يوماً في مواقفه الا داعية للعدل واحقاق الحقوق كطريق لمواجهة العنف والارهاب". اما في ما يتعلق بمسألة الفيول واستيراده من الكويت فقال سماحة: "طلبنا من وزير الطاقة ان يقدم لنا في الجلسة المقبلة جدول مقارنة تفصيلياً بالاسعار والنقل وكل المتممات". وعلمت "الحياة" ان مجلس الوزراء أجل البت بإقامة مطامر للنفايات في عدد من المناطق كما أجل البت بالمخطط التوجيهي للمقالع والكسارات نظراً الى اختلاف وجهات النظر في شأنه بين الوزراء لا بين الرؤساء. وأشار عدد من الوزراء الى ان خلال الجلسة اثيرت قضية مساهمة البحرين من خلال المصارف فيها بمبلغ 200 مليون دولار للبنان في اطار مؤتمر "باريس -2" واعترض نائب رئيس الحكومة عصام فارس على القرض لأن شروطه تختلف عن الشروط المعقودة مع الدول الاخرى المساهمة". من جهتها، جددت الهيئات الاقتصادية في بيان موقفها القائل ان "المعالجات الجدية ما زالت غائبة في كل المجالات". واعتبرت "الخلاف بين أهل السلطة واستمرار التجاذبات السياسية يعطل الدولة ومؤسساتها، ولا يمكن معالجة المشكلات الا بمعالجة جدية لأزمة الحكم". وطالبت باقرار موازنة 2004، تلحظ "خفضاً ملموساً في الانفاق العام"، داعية المجلس النيابي الى "القيام بواجبه التشريعي في هذا المجال". وانتقد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بشدة خلال استقباله امس منظمة "تاسك فورس فور ليبانون"، "قانون محاسبة سورية"، وقال: "انه يتنافى مع أصول ومعاني الديموقراطية والقانون الدولي". وأشار الى ان البرلمان في صدد درس الموازنة "التي لسنا سعداء بها كثيراً". وأكد النائب نسيب لحود أمام الوفد الأميركي نفسه رفض "حركة التجدد الديموقراطي" التي يترأسها قانون محاسبة سورية والحاجة الماسة الى تصحيح العلاقات اللبنانية - السورية ضمن تباحث ودي بين البلدين. وقال: "ان مصلحة لبنان تقضي بالتضامن مع سورية في مواجهة الضغوط الأميركية والاسرائيلية المتزايدة". ونفذ اساتذة وطلاب في الجامعة اللبنانية، اعتصاماً، قريباً من مقر مجلس الوزراء، لايصال صوتهم ومطالبهم التي وصفوها ب"الاصلاحية" وهددوا بالتصعيد.