وصل رئيس مجلس الحكم العراقي جلال طالباني أمس الى انقرة في زيارة تهدف إلى دعم العلاقات الهشة مع تركيا، عقب زيارته طهران التي عرضت مساعدة أمنية وسياسية للعراق ووقعت معه اتفاقات تجارية. وقال طالباني للصحافيين في انقرة: "نعلق آمالاً كبيرة على هذه الشزيارة. تركيا بلد مجاور ودولة مهمة... نأمل بتطوير العلاقات بينها والعراق الجديد". وكانت علاقات البلدين شهدت تدهوراً مفاجئاً في تشرين الاول اكتوبر الماضي عندما عارض مجلس الحكم بشدة خططاً لنشر ما يصل الى 10 آلاف جندي تركي لمساعدة القوات الاميركية في حفظ السلام. وتزعم الأكراد العراقيون، الذين تدعمهم أميركا، المعارضة لنشر تلك القوات. وعبر طالباني الذي يرأس "الاتحاد الوطني الكردستاني" عن مخاوف من طموحات تركيا في شمال العراق حيث يمكن ان تتدخل القوات التركية لعرقلة أي خطوة يتخذها الأكراد لتعزيز الحكم الذاتي الواسع الذي تتمتع به المناطق الكردية منذ انتهاء حرب الخليج 1991. وكان طالباني زار ايران حيث أجرى محادثات مع عدد من المسؤولين في مقدمهم الرئيس محمد خاتمي الذي استقبله الاثنين الماضي. وذكرت "وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية" للأنباء أمس، ان طهران عرضت مساعدتها السياسية والأمنية على مجلس الحكم الانتقالي ووقعت مذكرة لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقال خاتمي لدى استقباله طالباني: "نعترف بمجلس الحكم العراقي ونعتقد بأنه قادر، مع الشعب العراقي، على تسيير شؤون البلد واتخاذ التدابير التي ستقوده الى الاستقلال". وكان وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري اجتمع مع طالباني وصرح عقب اللقاء، بأنه بعد "سقوط النظام الديكتاتوري لصدام حسين ... إيران مستعدة لتقاسم خبراتها في مجالات عدة، خصوصاً في تنظيم الانتخابات وامن الحدود وتدريب قوات الشرطة وادارة البلديات". وكانت ايران اكتفت رسمياً حتى الآن بالقول إن تشكيل مجلس الحكم هو "خطوة" في اتجاه تسليم السلطة الى العراقيين، لكنها اعلنت انه لا يمكنها الاعتراف بالسلطة التي نصبها "الاحتلال" الاجنبي. وخلال زيارة طالباني وقع البلدان مذكرة لتطوير العلاقات الاقتصادية، خصوصاً تحرير التجارة وتعزيز التعاون بين غرفتي التجارة وفتح بعثات تجارية ايرانية في بغداد والموصل والبصرة والسليمانية. وتنص ايضاً على منح تأشيرات دخول لمدة خمسة أعوام للتجار من البلدين.