ارتفع عدد قتلى المروحيتين الاميركيتين اللتين اصطدمتا في سماء الموصل أول من أمس الى 17 جندياً اميركياً، بعد اصابة احدى الطائرتين بقذيفة صاروخية، في حادث كبد القوات الاميركية أكبر خسارة بشرية في يوم واحد منذ بدء الغزو الاميركي للعراق. وأعلن مسؤول عسكري اميركي ليل السبت - الأحد ان حصيلة قتلى المروحيتين العسكريتين اللتين سقطتا في شمال العراق ارتفعت من 12 إلى 17 جندياً. وقال هذا المسؤول، الذي فضل عدم كشف اسمه: "هناك الآن 17 قتيلاً وخمسة جرحى وجندي في عداد المفقودين". وكانت المروحيتان من طراز "بلاكهوك يو اتش-60" تحطمتا في غرب الموصل. وبهذا يرتفع الى خمسة عدد المروحيات الاميركية التي أسقطتها المقاومة العراقية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وقال ناطق باسم الجيش الاميركي ان ما قاله بعض الشهود العراقيين وضابط أميركي في موقع الحادث من ان قذيفة صاروخية هي سبب اسقاط الطائرتين امر من قبيل التكهن. وأبلغ الميجر تيري كيت الناطق باسم الفرقة 101 المحمولة جواً الصحافيين قرب موقع الحادث في الموصل "سقطت طائرتان في المنطقة نفسها على الأرض وكانت المسافة التي تفصل بينهما 250 مترا". وقالت مراسلة القسم العربي ل"هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي إن شهوداً أكدوا لها تعرض الطائرتين لصواريخ من طراز "ستيلا" أطلقت من ملعب لكرة القدم في منطقة الشيخ فتحي. إلى ذلك، قال الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر أمس، ان تحطم الطائرتين المروحيتين الذي اوقع امس السبت 17 قتيلا اميركيا في شمال العراق ناجم على الارجح عن اصطدام لم يعرف سببه بعد بين الطائرتين. وقال بريمر من بغداد في تصريح الى شبكة فوكس التلفزيونية الاميركية "يبدو ان المروحيتين اصطدمتا ببعضهما"، معتبرا ان "من الصعب في الوقت الراهن" تحديد اسباب الحادث. واضاف ان المروحيتين "كانتا على الارجح تسلكان مسارين مختلفين للقيام بمهمتين مختلفين. ولم تكونا تقومان بطلعات تدريب. بعض المعلومات تحدثت عن اطلاق نار من الارض ومحاولة مروحية تفاديه. نحن بكل بساطة لا نعرف بعد ما اذا كان مثل هذا قد حدث". وسقطت احدى الطائرتين على سطح منزل في حي باب سنجار، في حين سقطت الثانية على مدرسة. ولم يسفر سقوطهما عن اصابة مدنيين في المنطقة السكنية المزدحمة القريبة من وسط المدينة. وقال ضابط أميركي في موقع الحادث ان قذيفة صاروخية اصابت ذيل احدى الطائرتين، وقال شهود انها اصطدمت اثر احتراقها بالثانية. وقال محمد بدران وهو من سكان المنطقة: "كنت اشاهد التلفزيون عندما سمعت انفجاراً شديداً. نظرت من النافذة فرأيت طائرتين هليكوبتر. كانت احداهما تطير على ارتفاع منخفض وتشتعل بها النار. وكانت الثانية أعلى منها. وارتفعت الطائرة الأولى في الجو فاصطدمت بالثانية". وتم اسقاط ثلاث طائرات هليكوبتر خلال الاسابيع الثلاثة الماضية، مما أسفر عن مقتل 22 جندياً. وأسفر انفجار وقع في مدينة الناصرية الاربعاء عن مقتل 18 ايطالياً في أعنف هجوم تتعرض له قوات غير اميركية في العراق بعد الحرب. وقال كيت ان احدى المروحيتين كانت تعيد جنوداً إلى قاعدة عسكرية، في حين كانت الاخرى تقل قوة للرد السريع من المحتمل ان تكون استدعيت لمواجهة حادث اطلاق نار قرب مصرف في الموصل اصيب فيه جندي بالرصاص في ساقه. و"بلاك هوك" هي طائرة الخدمات الاولى في الجيش الأميركي، وتستطيع نقل 11 جندياً بكامل عتادهم. كما تستخدم في عمليات الإجلاء الطبي. ويشن رجال المقاومة العراقية الآن نحو 30 هجوماً يومياً، مما دفع القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة للرد مستخدمة هجمات جوية لتدمير مبان تقول إن المقاتلين يستخدموها. وفي أكثر الهجمات دموية على القوات الاميركية منذ بدء الحرب لإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين، أسقطت مروحية من طراز "شينوك" غرب بغداد في الثاني من الشهر الجاري، مما أودى بحياة 16 عسكرياً. وبعد خمسة أيام أسقطت مروحية من طراز "بلاك هوك" قرب بلدة تكريت مسقط رأس صدام، مما ادى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم ستة. صاروخ موجه وفي تكريت، أعلن ناطق عسكري اميركي ان القوات الاميركية اطلقت أمس صاروخاً موجهاً استهدف موقعاً للجيش العراقي السابق في شمال العراق، للمرة الأولى منذ انتهاء المعارك الاساسية في الاول من ايار مايو الماضي. وقال اللفتنانت كولونيل بيل ماكدونالد ان "صاروخاً تكتيكياً اطلق على معسكر تدريب للنظام السابق" على بعد 25 كلم غرب كركوك. واضاف ان الصاروخ اصاب الهدف، من دون ان يتمكن من القول ما اذا كان ادى الى سقوط ضحايا أو تحديد مدى الاضرار التي الحقها. والصاروخ المجهز بنظام توجيه اطلق من التاجي الواقعة على بعد نحو 20 كلم شمال بغداد على الهدف الواقع على بعد نحو 220 كلم شمالاً. وقال ماكدونالد: "إنها المرة الاولى التي يستخدم فيها هذا النوع من الذخيرة منذ انتهاء المعارك الاساسية".