يجري ممثل الاحتلال الامريكي الحاكم الفعلي للعراق بول بريمر الذي استدعي على عجل الى واشنطن مباحثات مع كبار المسئولين الامريكيين حيث يتزايد القلق في البيت الابيض من الفشل الذريع الذي تتكبده الولاياتالمتحدة في العراق وقد التقى بريمر مع وزيري الخارجية والدفاع كولن باول ودونالد رامسفلد ومستشارة الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس للبحث في تغيير مجلس الحكم العراقي. وكان بريمر في واشنطن منذ اسبوع تقريبا وبقي في البيت الابيض ليل الثلاثاء الاربعاء الى وقت متأخر.وقال مسؤول لالوكالات عندما يتعين اتخاذ قرارات.. يأتي بريمر. هناك حاجة لاتخاذ بعض القرارات. وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه انه ليس هناك اي توقعات ان بريمر سيترك مهام منصبه. وتأتي عودة بريمر من اجل ما يسميه مسؤولون مشاورات وسط استياء متزايد في واشنطن من مجلس الحكم العراقي المعين من قبل الولاياتالمتحدة وما يقول بعض المسئوولين انه خلاف متنام مع بريمر نفسه. وألغى بريمر يوم الاثنين اجتماعا مقررا مع رئيس الوزراء البولندي ليزيك ميللر الذي كان في زيارة للعراق لتفقد القوات البولندية العاملة ضمن قوات الاحتلال وقال مسؤولون ان زيارة بريمر لواشنطن تهدف الى اتخاذ قرارات اذ تدرس حكومة بوش تعديل سياستها نحو العراق بعد الحرب. من جهته، اعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية ان بريمر سيمضي بضعة ايام في واشنطن لحضور اجتماعات روتينية .ورفض متحدث باسم القيادة الامريكية لقوات التحالف في العاصمة العراقية ان يذكر اي تفاصيل عن اسباب توجه الحاكم الامريكي الى واشنطن. وذكرت واشنطن بوست من جهتها نقلا عن مسؤولين في الحكومة ايضا ان القادة الامريكيين يرون حاليا انهم يحتاجون الى حكومة مؤقتة تملك بعض الصلاحيات ، موضحة ان بين النقاط التي سيتم بحثها تحديد جدول زمني لنقل السلطة الى العراقيين.واضافت ان ادارة بوش تراجعت على ما يبدو عن اصرارها على صياغة دستور حسب الاصول والمصادقة عليه في استفتاء وطني قبل اعادة السلطة الى العراقيين . واستغل بوش الذي يتعرض لهجوم من منتقدين يحملون على فشله في معالجة مسألة العدد المتزايد من الضحايا في العراق كلمة ذكرى المحاربين القدامي يوم الثلاثاء ليقول ان الجنود الذين ماتوا في العراق وافغانستان خدموا قضية صالحة وعادلة. ومع اشتعال موجة الهجمات الاخيرة على قوات الاحتلال الامريكية والقوات الداعمة لها والسكان المحليين الذين يتعاونون معهم والجماعات الدولية فان واشنطن تبحث عن سبيل لتقليل الوجود الامريكي وتبديد مشاعر العداوة من خلال نقل السلطة بسرعة الى العراقيين.