اعلنت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي انها عينت "مراقباً لشؤون الشرق الأوسط" لمتابعة تغطيتها للمنطقة، وذلك بعد مزاعم كثيرة روجت لها اسرائيل عن "انحياز للعرب وتعصب ضدها" من جانب الهيئة. ويعتبر المراقبون ان ال "بي بي سي" رضخت بذلك للضغوط الاسرائيلية، ولا يرون ان هذا الاجراء سيضمن الحياد والموضوعية اللذين يشكلان أهم المبادئ المهنية التي تدافع عنها. في غضون ذلك، أعلن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية تعليق التعليمات التي أصدرها مكتب الصحافة الحكومي باشتراط منح صحافيين محليين وأجانب بطاقة صحافي بالحصول على موافقة جهاز الأمن العام شاباك. وكانت هذه التعليمات لاقت انتقادات داخلية وخارجية واسعة. كما اعلن تنحية مدير مكتب الصحافة دان سيمان الذي أصدر التعليمات السابقة بهدف خفض عدد الصحافيين. واعترفت أوساط قريبة من رئيس الحكومة ارييل شارون بأن تعليمات سيمان ألحقت ضرر بالغاً بصورة اسرائيل وسمعتها في العالم. وذكرت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية اليوم ان مالكوم بلين أحد رؤساء التحرير السابقين لنشرة أخبار التاسعة مساء الرئيسية في الهيئة قد عيّن في هذا المنصب الجديد، وذلك في محاولة لتحسين تغطيتها الصحافية للشرق الأوسط وعلاقاتها مع "اللاعبين الرئيسيين" في المنطقة. وكان بلين ترك الخدمة في ال"بي بي سي" منذ ثلاثة أعوام وسيعمل الآن متفرغاً في هذه الوظيفة الجديدة تحت اسم "مستشار تحريري رفيع". وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استحداث مثل هذه الوظيفة. وذكر مراقبون، وفقاً للصحيفة، ان هذه الخطوة تشير الى أن كبار المسؤولين في ال"بي بي سي" يشعرون بأن الشرق الأوسط منطقة يجب أن تولى "رعاية خاصة". ومن جانبها نفت الهيئة ان يكون استحداث هذا المنصب إقراراً بأن تغطيتها للمنطقة كانت خاطئة مثلاً أثناء الحرب في العراق، ولكنها قالت انها حساسة للانتقادات التي توجه اليها. وكانت العلاقات بين الهيئة واسرائيل تدهورت في الصيف الماضي بعدما سحبت تل أبيب "التعاون" معها احتجاجاً على برنامج "بانوراما" الوثائقي لل"بي بي سي" عن أسلحة اسرائيل الخاصة بالدمار الشامل، ومن أبرزها ترسانة أسلحتها النووية. ومنع شارون ال"بي بي سي" من حضور لقاء صحافي عقده مع ممثلي الصحافة البريطانية لدى زيارته الأخيرة الى لندن.