ندَّد العراق بتوغلٍ تركيٍ بريٍ أخيرٍ في أراضيه الشمالية، معتبراً هذه الخطوة إساءةً لعلاقةٍ تحسنت مؤخراً بين البلدين، فيما دعت سياسية كردية حكومة أنقرة وحزب العمال الكردستاني إلى وقف القتال بينهما مهددةً بإضرابٍ عن الطعام إن لم يتحقق ذلك. يأتي ذلك فيما تضاربت حصيلتان بشأن عدد القتلى خلال اضطرابات في بلدة الجزيرة الواقعة جنوبي شرق تركيا. واستنكرت وزارة الخارجية في بغداد التوغل البري الذي نفذه الجيش التركي قبل أيام في شمال العراق لمطاردة عناصر من حزب العمال الكردستاني. واعتبرت الوزارة، في بيانٍ نشرته أمس على موقعها الإلكتروني، ما حدث انتهاكاً للسيادة الوطنية وإساءة واضحة للعلاقات الثنائية. وكان مصدرٌ في حكومة أنقرة أبلغ الثلاثاء الماضي عن تنفيذ جيش بلاده توغلاً برياً محدوداً في شمال العراق لمطاردة مسلحين من «العمال الكردستاني» بعد سلسلة هجمات للحزب في جنوبتركيا أدت إلى مقتل أكثر من 30 جندياً وشرطياً. وهذا التوغل البري هو الأول من نوعه منذ 4 أعوام. وتشن أنقرة منذ يوليو الماضي هجمات جوية وبرية ضد الحزب المتمرد في معاقله في جنوب شرق تركيا إضافةً إلى غارات على مواقعه في شمال العراق. وردَّ الحزب بقتل عشرات الجنود ورجال الشرطة الأتراك في هجمات شبه يومية تعد الأعنف من نوعها منذ نحو 3 عقود. وشهدت العلاقات بين أنقرةوبغداد تحسُّناً خلال الأشهر الماضية بعد أعوامٍ من التوتر خلال عهد رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي. في سياقٍ متصل؛ أفاد وزير الداخلية التركي، سلامي ألتينوك، بمقتل ما بين 30 و32 مسلحاً كردياً ومدنياً واحداً خلال اشتباكات في بلدة الجزيرة الواقعة جنوب شرقي بلاده. وتفرض وزارته حظراً للتجول في البلدة منذ الجمعة الماضية. في المقابل؛ قدَّم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد حصيلةً مختلفةً، متحدثاً عن مقتل 21 مدنياً في الجزيرة خلال الفترة نفسها. وسار مسلحون أكراد من شباب حزب العمال في شوارع البلدة فجر أمس وأطلقوا النار في الهواء بالرغم من حظر التجول الذي تفرضه السلطات. ويتهم حزب الشعوب الديمقراطي، رابع أكبر حزب في تركيا، رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية الحاكم بتأجيج المشاعر الوطنية ضد الأكراد قبل انتخابات مبكرة مُقرَّرة في مطلع نوفمبر المقبل. في هذه الأثناء؛ دعت النائبة البرلمانية عن «الشعوب الديمقراطي»، ليلى زانا، الحكومة والمتمردين الأكراد إلى وقف القتال مهددةً بإضراب عن الطعام إذا لم يتحقق ذلك. وطالبت الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات واستعادة هدنة أُبرِمَت بينهما قبل عامين وأنهت نحو 3 عقود من الاقتتال. وحثَّت زانا على إلقاء السلاح و «إلا سأبدأ إضراباً عن الطعام حتى الموت الذي هو أفضل من البقاء شاهدةً على المجازر التي تقع». وتعهدت، خلال مشاركتها في مسيرة احتجاجية بمحافظة سيرناك (جنوب شرق)، بعدم التراجع عن قرارها «حتى لو قُطِعً رأسي».