التقى الرئيس الجورجي إدوارد شيفاردنادزه أمس، قادة الأحزاب التي حشدت في الأيام الماضية آلاف المتظاهرين للمطالبة باستقالته، وإلغاء نتائج الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في الثاني من الشهر الجاري وشكك في مصداقيتها. وقالت نينو بورجانادزه رئيسة البرلمان المنتهية ولايته ورئيسة "الكتلة الديموقراطية"معارضة قبل اللقاء، إنها ستتوجه إلى مقر الرئاسة برفقة ميخائيل ساكاشفيلي زعيم حزب "الحركة الوطنية" المعارض وزوراب جفانيا الرئيس السابق للبرلمان. وأضافت أمام البرلمان في تبيليسي حيث تجمع أربعة آلاف متظاهر: "سنلتقي الرئيس بناء على اقتراحه. ولا نزال على استعداد للحوار". وفي إشارة إلى الانتخابات الاشتراعية التي أجريت في 2 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، واعتبرت المعارضة أن "تجاوزات" شابتها، قالت: "سنطلب من شيفاردنادزه أن يعيد إلى الناس أصواتهم. لقد قلل من أهمية شعبه، ولم يكن يتوقع أن نذهب للدفاع عن حقوقنا". وأعلن ساكاشفيلي من جهته أنه لن يقبل بأقل من استقالة الرئيس كحل للمشكلة. وقال زعيم المعارضة: "خلال لقائنا لن أتحدث سوى عن أمر واحد: متى يتخلى عن منصبه ويسلم السلطة للشعب"، داعياً إلى مواصلة التظاهرات. واعترف وزير الدفاع الجورجي ديفيد تيفسادزه أمس، بأن الوضع في جورجيا "خرج عن السيطرة". وكان شيفاردنادزه 75 عاماً قام بمبادرة أثارت مفاجأة كبيرة قبل الظهر، إذ ذهب للقاء متظاهرين أمضوا الليل أمام مقر البرلمان، يرافقه 15 حارساً. واستقبله الحشد بالصفير وصيحات الاستهجان، غير أن ذلك لم يمنعه من التحدث إلى المتظاهرين ودعوته إياهم إلى مناقشة مطالبهم. وفي حين كان يهم الرئيس بالمغادرة، وصل ساكاشفيلي ووقف أمام السيارة الرئاسية قبل أن يقوم عناصر الأمن بإبعاده عن الطريق. وقال زعيم المعارضة للمتظاهرين لاحقاً إن "شيفاردنادزه يخدعكم، فقد شاهدني وهرب". وقررت اللجنة الانتخابية في جورجيا عدم إعلان نتائج الانتخابات قبل أن ينظر القضاء في الشكاوى العديدة التي قدمت بشأن مخالفات في الاقتراع.