صادق البرلمان التركي أمس على مذكرة للحكومة تدعو الى ارسال قوات تركية الى العراق لتعزيز قوات التحالف في هذا البلد. وفي الوقت نفسه أعلن مجلس الحكم الانتقالي في العراق رفضه بالاجماع ارسال قوات تركية الى العراق. وحذر مسعود بارزاني زعيم الحزب "الديموقراطي الكردستاني" من "انفلات أمني اضافي في العراق اذا دخلته قوات تركية". وقال محمود عثمان عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق ان المجلس رفض بالاجماع ارسال قوات تركية الى العراق. وقال عثمان كردي: "أجمع المجلس على اصدار بيان ضد ارسال قوات تركية الى العراق. فهذا امر سيء ولن يساهم في احلال الامن" في العراق. واضاف "هذا هو موقف المجلس، وقد اتخذ بالاجماع". ولفت الى ان البيان سينشر من جانب المجلس غير ان سلطة التحالف يمكن ان تعطله. وقال الناطق باسم المجلس مهند عبدالجبار ان اي بيان بهذا الشأن لم ينشر حالياً. وكان تلفزيون "ان تي في" التركي أعلن ان البرلمان التركي صادق أمس على مذكرة للحكومة تدعو الى ارسال قوات تركية الى العراق لتعزيز قوات التحالف في هذا البلد. وستكون تركيا أول بلد اسلامي يلتزم بارسال قوات للعراق. وعقد البرلمان التركي أمس جلسة مغلقة، بطلب من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يحظى بغالبية قوية في البرلمان، لمناقشة مذكرة حكومية تدعو الى ارسال آلاف الجنود الى العراق لمساندة التحالف الاميركي - البريطاني. وتحدد المذكرة مدة انتشار الجنود الاتراك بسنة، غير انها لا تذكر عددهم ولا مكان انتشارهم في العراق. وستتولى حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في وقت لاحق تحديد هذه التفاصيل التي يتم بحثها حالياً مع الولاياتالمتحدة، بعد حصولها على الضوء الاخضر من النواب. الى ذلك، حذر مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني من انفلات أمني اضافي في العراق اذا دخلته قوات تركية. وقال في مقابلة مع صحيفة "الأهرام" المصرية في مقره في صلاح الدين شمال العراق ان "وجود مثل هذه القوات التركية في العراق لن يوفر الامن، ولكن سيخلق مشاكل نحن في غنى عنها. وقد أبلغنا الاميركيين بهذا الموقف، وهم يتحملون مسؤولية النتائج اذا انفلت الوضع الامني. وعليهم أيضا أن يردوا على أسئلة شعبهم وكذلك أسئلة الشعب العراقي في هذه الحال". ولم يفصح بارزاني عما اذا كانت تصريحاته تعني أن الميليشيات الكردية ستستهدف القوات التركية اذا انتشرت في العراق ولكنه أضاف "نحن ضد دخول أية قوات من أية دولة مجاورة لنا الى العراق، لان كل جار له أجندته الخاصة، وهناك حسابات من هذا الطرف أو ذاك داخل العراق ضد القوى الاقليمية". ولفت الى ان "القوات التركية الموجودة سابقاً في شمال العراق لا يتجاوز عددها الالف جندي، وهم متمركزون في الشريط الحدودي. ونرى ضرورة عودة هذه القوات الى تركيا، ونجري محادثات بهذا الشأن مع الاميركيين". وطالب بارزاني أيضا بانسحاب قوات حزب العمال الكردستاني التركي المناهض للحكومة التركية من شمال العراق. وأضاف "لم نلحظ أي تنسيق عسكري أميركي- تركي ضد قوات حزب العمال الكردستاني ونحن نرى ضرورة مغادرة مقاتلي حزب العمال كردستان العراق الي أي مكان آخر، لاننا لا نقبل أن تكون أراضينا ساحة لتصفية حسابات أجنبية ولن نسمح بذلك". وعن الوضع الامني في العراق قال بارزاني: "الوضع في العراق مأسوي جداً. لكن تشكيل مجلس الحكم الانتقالي والوزارة الجديدة خطوة نحو استعادة السيادة الوطنية. وتشكيل اللجنة التحضيرية لاعداد الدستور أيضا أمر ايجابي" . واتهم بقايا نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالمسؤولية عن اغتيال عقيلة الهاشمي عضو مجلس الحكم الشهر الماضي. وعن الصراع العربي - الاسرائيلي قال: "لا ضغوط أميركية علينا لاقامة علاقات مع اسرائيل. وهذا الموضوع ليس من أولوياتنا في مجلس الحكم الان.. لا ننسى أن هناك دولا عربية لها علاقات كاملة مع اسرائيل. لكننا لن نقيم مثل هذه العلاقات على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه، غير أننا لن نتبنى سياسات النظام السابق المتطرفة تجاه الصراع العربي - الاسرائيلي."