اعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي أف بي آي ان الوكالات الحكومية الاميركية لم تعثر حتى الآن على دليل يربط بين الخاطفين الذين نفذوا هجمات 11 ايلول سبتمبر وبكتيريا الجمرة الخبيثة. وجاء ذلك على رغم اعراب مسؤولين اميركيين وبريطانيين عن انزعاجهم من التهديد بالاسلحة البيولوجية من جانب تنظيم "القاعدة"، بعد اكتشاف مختبر لتطوير الاسلحة الجرثومية تابع للتنظيم في جنوبافغانستان. نيويورك، واشنطن - رويترز، أ ف ب - قال جون كولينجوود الناطق باسم مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي ان الاختبارات الشاملة لم تؤيد وجود الجمرة الخبيثة في اي مكان كان فيه خاطفو الطائرات التي صدمت برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون. وجاء بيان ال"أف بي آي" بعد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" قال ان طبيباً من فلوريدا عالج في حزيران يونيو الماضي احد الخاطفين المشتبه بانهم نفذوا هجمات 11 ايلول من اصابة جلدية في ساقه. وأفاد بعد مراجعة اوراقه بعد اسابيع من وقوع الهجوم ان أعراض الاصابة تتفق مع الجمرة الخبيثة. وقالت الصحيفة ان مذكرة جديدة أعدها خبراء في مركز جون هوبكنز لاستراتيجيات المكافحة البيولوجية في شأن رواية الطبيب كريستوس تسوناس، جددت النقاش في شأن وجود علاقة محتملة بين الخاطفين المشتبه فيهم والخطابات الملوثة بجراثيم الجمرة الخبيثة التي قتلت خمسة اشخاص في الولاياتالمتحدة خلال شهري تشرين الاول اكتوبر وتشرين الثاني نوفمبر الماضيين. لكن كولينغوود قال ان الحكومة بحثت في شكل متأنٍ الادلة في هذه القضية بالتحديد. وأضاف: "روجع ذلك في شكل كامل في ما بين وكالات عدة قبل اشهر عدة". وقالت الصحيفة ان المشتبه به احمد الحنزاوي توجه الى قسم الطوارئ في مستشفى هولي كروس في فورت لودرديل بولاية فلوريدا في حزيران يوينو الماضي، وابلغ تسوناس ان اصابة داكنة اللون في ساقه تطورت بعدما اصطدم بحقيبة قبل شهرين. وأفادت الصحيفة انه كان برفقة زياد سمير جراح. وقال المسؤولون الاميركيون ان الحنزاوي وجراح كانا ضمن 19 شخصاً اختطفوا اربع طائرات لتنفيذ هجمات 11 ايلول التي اودت بحياة ثلاثة آلاف شخص تقريباً. وقتل حنزاوي وجراح مع 42 شخصاً آخرين في الرحلة 93 لشركة "يونايتد ايرلاينز" التي سقطت في ولاية بنسلفانيا. وأفاد تسوناس انه طهر جرح الحنزاوي ووصف له مضاداً حيوياً. وقالت الصحيفة انه لم يفكر في امكان اصابته بالجمرة الخبيثة وهي مرض نادر وغير معروف لكثير من الاطباء في الولاياتالمتحدة. وبعدما عثر المحققون الاتحاديون على الدواء بين ممتلكات الحنزاوي توجهوا الى تسوناس في تشرين الاول اكتوبر الماضي مع صور للرجلين إضافة الى التذكرة الطبية التي كتبها له. ونقلت الصحيفة عن تسوناس قوله آنذاك: "تذكرتي المكتوبة تتفق مع الجمرة الخبيثة التي تصيب الجلد". وذكرت الصحيفة ان خبراء مركز جون هوبكنز الذين اجروا مقابلات مع تسوناس قالوا ان اعراض الجمرة الخبيثة هي اكثر تفسير يتفق مع البيانات المتاحة. ونقلت عن المذكرة القول: "ان مثل هذا الاستنتاج يثير بالطبع احتمالاً ان الخاطفين كانوا يتعاملون مع الجمرة الخبيثة وكانوا مدبري هجمات الخطابات الملوثة بالجمرة". ويقول محققون فيديراليون انهم يسعون وراء شخص على دراية بالعلوم وربما يكون عالماً له علاقات عسكرية في اطار جهودهم لكشف مدبري تلك الهجمات. ونسبت الصحيفةالى جون كولنغوود الناطق باسم مكتب التحقيقات الفيديرالي قوله ان احتمال وجود علاقة بين الخاطفين المشتبه فيهم وهجمات الجمرة الخبيثة خضع لتحقيقات كاملة قبل عدة شهور. وقال: "لم تثبت الاختبارات الشاملة ان الجمرة الخبيثة كانت موجودة في اي مكان تواجد فيه الخاطفون. وعلى رغم اننا نرحب دوماً بالمعلومات الجديدة فانه في الحقيقة لم يظهر شيء جديد". مخاوف وفي الوقت نفسه، قال الجنرال تومي فرانكس القائد العسكري الاميركي في أفغانستان ان اسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" كان يحاول على ما يبدو الحصول على اسلحة بيولوجية، من بينها جراثيم الجمرة الخبيثة وذلك قبيل شن الهجمات التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد التنظيم. ولكنه اضاف: "ليس هناك دليل على ان القاعدة تمكنت من حيازة العنصر البيولوجي الفتاك". كذلك نقل اخيراً عن مسؤولين بريطانيين قولهم ان دواعي القلق حفزت حكومتهم على دفع المزيد من القوات الخاصة الى افغانستان للمساعدة في البحث عن مخابئ القاعدة. وجاء ذلك في وقت قال الناطق باسم القيادة الاميركية المركزية الكابتن ماثيو كلي ان "القوات الاميركية المنتشرة بالقرب من قندهار اكتشفت منشآت محتملة للبحث الكيماوي والجرثومي تابعة للقاعدة". وأضاف: "نعتقد ان هذه المنشآت كانت قيد الانشاء وتضم معدات مختبر، وهي كانت مخصصة على الارجح لانتاج مواد تحسباً للحرب البيولوجية". وأوضح مع ذلك انه "لم يُعثر على اي مؤشر لصنع اسلحة كيماوية او جرثومية" ولم يوضح طبيعة المواد التي كان من الممكن انتاجها. وقال ايضاً ان "هذه المنشآت تضم كل ما يمكن ان نظن انه يمكن تصنيعه في منشآت كهذه، لا استطيع ان اتكهن حول اي نوع من الاسلحة الجرثومية كان يمكن انتاجها في هذه المنشآت".