أعلن وزير العدل الأميركي جون اشكروفت، أمس، ان الولاياتالمتحدة لا تستبعد تورط اسامة بن لادن بعد اكتشاف حالات اصابة مؤكدة بمرض "الجمرة الخبيثة" في مدن أميركية عدة. وكان وزير الصحة تومي طومسون سبقه معتبراً أن توجيه رسالة تحتوي على جرثومة "الجمرة الخبيثة" انثراكس هو "عمل ارهابي"، لكنه رفض اعتبار الحالات الأخيرة في فلوريدا ونيفادا ونيويورك هجمات ارهابية، مشيراً الى أن السلطات الأميركية "لا تستبعد أي فرضية" لكنها لا تملك حتى الآن "أي دليل قاطع" يسمح بالربط بين مختلف الحالات. وقال طومسون ان الولاياتالمتحدة لا تواجه "تهديداً وشيكاً بحصول هجوم كيماوي أو بيولوجي" في هذه المرحلة. وعلى رغم ان معظم الشبهات حول وجود آثار لجرثومة "الجمرة الخبيثة" تبين انها غير صحيحة، الا ان الرعب من البريد واحتمال أن يستخدم ارهابيون هذه الجرثومة أجبر السلطات على التحقيق في كل حالة تم الابلاغ عنها. فبعدما اشتبه أحد المسافرين على طائرة "يونايتد ارلاينز" المتوجهة من شيكاغو الى كاليفورنيا بأن مسافراً آخر وضع مادة عبر تمديدات التهوية، تم حجز الطائرة لمدة ساعات ثم تبين عدم وجود أثر للجرثومة. كما حقق "اف بي اي" في بلاغ جاء من شبكة "سي بي اس" التلفزيونية وتبين انه لا يستدعي اجراء تحقيق. ونسبت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية، أمس، الى محققين اميركيين في حالات الاصابة بال"انثراكس" ان هناك علامات تدل الى "هجوم ارهابي"، واعتبروا العراق المشتبه به الأول كمصدر للجراثيم. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارات رفيعة المستوى في الولاياتالمتحدة، ان الدليل الذي يوحي بوجود دولة راعية لحالات الاصابة بمرض الجمرة الخبيثة هو أن الضحايا في فلوريدا اصيبوا بشكل المرض المحمول في الهواء. وقالت هذه المصادر ان "صنع الانتراكس، وحده، ليس صعباً، ولكنه لا يصبح فعالاً كسلاح بيولوجي إلا إذا أمكن صنع الجراثيم بالحجم المناسب لتنفسها شهيقاً. وإذا تعذر نقل الجراثيم محمولة في الهواء، يصعب استخدامها كسلاح، لأن "معظم الجراثيم يكون اما أكبر من أن يعلق في الهواء، أو أصغر من أن يلتصق بغشاء الرئتين". ويعتبر ال"انثراكس" في شكل سائل عديم الفاعلية، اذ ان رذاذه يسقط على الأرض بدلاً من أن يعلق في الهواء ليستنشقه ضحايا. اما صنعه في شكل مسحوق بودرة، وهو ما ارسل الى أشخاص في نيويورك، فإنه يستدعي غسل المسحوق مراراً وتكراراً في ممخضة ضخمة، ثم تجفيفه بصورة فعالة في بيئات مغلقة. ويمكن أن تكلف التكنولوجيا اللازمة لذلك ملايين الجنيهات. وتعتقد الاستخبارات الأميركية ان العراق يملك هذه التكنولوجيا ويملك امدادات "انثراكس" من النوع المناسب لاستخدام الارهابيين. ونقلت "ذي اوبزيرفر" عن مصدر في "سي. آي. اي" قوله: "انهم لا يصنعون هذا المسحوق في كهوف في افغانستان. هذا دليل واضح على تورط استخبارات دولة ما. ربما كان لدى ايران القدرة. ولكن هذا لا يبدو مرجحاً من الناحية السياسية، وهذا يترك العراق". ووفقاً لمصادر في ادارة بوش، فإن المحققين يتحدثون الى السلطات المصرية التي تقول ان اعضاء في شبكة "القاعدة" اعتقلوا واستجوبوا في القاهرة حصلوا على قوارير "انتراكس" في جمهورية تشيخيا. وقال مسؤولو استخبارات اميركيون ان محمد عطا اجتمع في الخريف الماضي في براغ مع ضابط استخبارات عراقي يدعى أحمد سمير الأهاني، وهو قنصل سابق طرده التشيكيون بسبب ممارساته نشاطات لا تتماشى وعمله الديبلوماسي.