يُعد مقعد الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم من أسخن مقاعد المجتمع الرياضي المحلي، ويتطلع الرياضيون دوماً الى اسم الشخص الذي سيتبوأ المنصب الشاغر بعد استقالة الأمين السابق سعيد جمعان الذي ترك الرياضة وعاد الى مدينة جدة واستلم منصب المدير في احدى الشركات الخاصة. وكان جمعان شغل قبل تعيينه اميناً عاماً للاتحاد السعودي، منصب مدير ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة. وشهدت السنوات التي قضاها جمعان في منصبه الكثير من القضايا، ابرزها تصديقه على ان بطولات النصر بلغت 72 ما أثار حفيظة انصار الاندية الاخرى التي طالبت الجمعان بمعاملة انديتها كما فعل مع النصر، حتى ان الكثيرين من الاعلاميين اعتبروه نصراوياً، اضافة الى تفضيله الاتحاد على الاهلي لخوض البطولة العربية قبل ان يتدخل الاهلاويون ويعيدوا الامور الى نصابها. ويتداول الرياضيون اسماء كثيرة، من ابرزها نائب المشرف على المنتخب السعودي الأول محمد النويصر، وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، ومدير المنتخب السابق فيصل عبدالهادي، ومساعد الأمين العام الحالي المهندس محمد الطويل، الى جانب راشد الجمعان الموظف السابق في الاتحاد... لكن تبقى الكلمة الأخيرة لدى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الذي اكد الاسبوع الماضي ان الاعلان عن اسم الأمين العام بات قريباً للغاية. وشغلت هذا المنصب الحساس أسماء بارزة كثيرة، لكن عبدالرحمن الدهام كان الأبرز وظل في منصبه أكثر من عشر سنوات لم ينل خلالها رضا اي رياضي. لكن عندما ترك منصبه ورحل، عرف الجميع الأهمية التي كان يمثلها شخص بحجم الدهام الخبير بشؤون الرياضة العربية والاقليمية. وسرت اخبار أن المنصب عرض من جديد على الدهام نفسه، الا انه رفضه واقترح ان يكون مستشاراً للاتحاد. وتلقى الدهام يوم كان أميناً عاماً، سيلاً جارفاً من الانتقادات والاتهامات التي تجاوزت الحد المعقول حتى ان رئيس نادي النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود اطلق على القرارات التي كان يتخذها الدهام "قوانين دهاملانج" نسبة الى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك البرازيلي جواو هافيلانج، والمهم ان الدهام لم يستسلم قط لمطالبات رؤساء الاندية الرياضية، لأنه كان يتكئ على دعم الأمير الراحل فيصل بن فهد. وعرف عنه دفاعه المستميت عن الحكام، وعن القرارات التي يصدرها اتحاد اللعبة. ولم يعرف عنه في اي يوم انه تراجع عن قرار اتخذه، وهي خطوة يعتبرها البعض قوة في اداء الرجل لا تنقص من جودة عمله ابداً. وكان للدهام حضوره الملموس في البطولات الخليجية والعربية حتى ان الشيخ احمد الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم وصفه بأنه أحد علامات دورات كأس الخليج العربي. ويتطلب منصب الأمين العام من شاغله ان يكون ذا بال طويل، وان لا يعير اي اهتمام لحملات التشكيك في نزاهته، خصوصاً من قبل رؤساء الأندية النافذين الذين يختلقون الأعذار عند خسارة فرقهم ويلقون باللائمة على الأمين العام في وقت لا يكون هو مسؤولاً مباشراً عن الأخطاء التي حدثت اثناء سير المباراة. وتنتظر الأمين العام الجديد روزنامة طويلة عريضة من المتطلبات، ابرزها جدولة المسابقات المحلية ومتابعة مشاركات المنتخبات السعودية بفئاتها السنية المختلفة... فضلاً عن عضوية الكثير من اللجان القارية والاقليمية.