إذا سمعته يتحدث شاكياً وباكياً عن غدر الجميع به، تيقن أنه مظلوم. وإذا قرأت ملفاته المليئة والمفعمة بالأزمات والمصادمات، وردود أفعاله الغاضبة والثائرة والخارجة تتأكد أنه ظالم! حسام حسن أهم ظواهر الكرة المصرية عبر كل عصورها والذي يحتفل مع توأمه إبراهيم، هذا الشهر ببلوغهما السابعة والثلاثين، يمر بمنعطف خطير يهدد مسيرته الكروية ويضعه على خط النهاية والاعتزال، بعد أن غاب عن الملاعب بفعل صدامه مع مدرب الزمالك، البرتغالي نيلو فينغادا الذي أغلق كل الطرق الودية المؤدية لاحتواء الصدام الذي خسر حسام رهانه حتى الآن بعد أن حقق فريقه من دونه انتصارات ولا أكبر على كل من القناة 3-1 والمنصورة 3-صفر والترسانة 1-صفر والكروم 4-1 في بطولة مصر... وهي الانتصارات التي ألقت بأزمة غياب النجم المخضرم في هامش الشعور الإعلامي والجماهيري، أضف إليها فوز الزمالك خارج أرضه على الرياض الموريتاني 2-1 في دوري أبطال العرب. لكن حسام الذي بدأ يشعر بقلق حقيقي على مكانه في الزمالك، ومستقبله الكروي رفض الصمت وتفرغ لإطلاق مدافع الغضب في وجه الجميع من دون أن يستثني أحداً. واللافت أنه وجه اتهامات صارخة وعلانية للصحافة الرياضية في مصر بأنها وراء كل أزماته، وأنها تسخر كل أدواتها للقضاء عليه وتدميره هو وتوأمه إبراهيم، وقذف اللاعب عدد من كبار النقاد الرياضيين في مصر صراحة، ما انقلب عليه بعد أن زادت حدة الانتقادات الصحافية ضده ورد عليه النقاد بحدة مؤكدين ترفعهم عن محاربته لأنهم هم الذين صنعوا منه بطلاً قومياً في عيون الشعب المصري، وصوروه لاعباً أسطورياً ونال من المديح والإشادات ما لم يحصل عليه أفذاذ الكرة المصرية وعلى رأسهم محمود الخطيب وصالح سليم وطاهر أبو زيد وحسن شحاتة، على رغم أنهم جميعاً كانوا أفضل منه سلوكاً والتزاماً وأخلاقاً. والمهم أن حسام لم يعد يحظى حالياً بأي تعاطف صحافي، بل إن بعض الصحف بدأ يفتح له ملفاته السود، والحكماء من النقاد يطالبونه بالعودة إلى رشده وحل أزماته بدلاً من تعليقها على شماعات الآخرين. والغريب أن اللاعب بدأ يرحب بأي حوار تلفزيوني يدعى إليه ليتهم هذا، وينتقد ذاك، ولم يسلم الأمر من توجيهه انتقادات لاذعة إلى فينغادا واتهمه بأنه ينفذ مخطط ضده وضد إبراهيم من إدارة النادي وعدد من الصحافيين، مشيراً إلى أن إمكاناته الفنية كمدرب أقل كثيراً من سابقه البرازيلي كارلوس كابرال، على رغم أن الأخير كان أول من عاقب التوأم متحدياً كل التحذيرات. أزمة حسام أجبرت إحدى القنوات الفضائية المصرية على تنظيم استفتاء جماهيري حول استمراره أو اعتزاله، وغضب حسام من الاستفتاء، على رغم أن نتيجته كانت في مصلحته وطالب 55 في المئة من جمهوره باستمراره. المشكلة الحقيقية تكمن في أنه يرى في نفسه ونجوميته ما تخلده في الملاعب أبد الدهر، وأنه اكبر من أن يُغيَّر أثناء مباراة أو جلوسه على مقاعد البدلاء، مؤكداً أن الكرة بالعطاء وليس السن، مشيراً إلى أن فينغادا يتآمر عليه بهدف تدمير نجوميته أمام الجماهير بإصراره سابقاً على إشراكه كمهاجم أوحد، وعندما يستبدله أو يخرجه من اللائحة يلعب الزمالك بثلاث رؤوس حربة على الأقل هم عبدالحليم علي وسامح يوسف وجمال حمزة وخلفهم حازم إمام ولهذا يحقق الفريق انتصارات كبيرة وبالتالي تقل شعبيته ولا يؤثر غيابه على الجماهير. واللافت أن إدارة الزمالك التي كانت تخشى على نفسها من تأثير غياب هداف القافلة البيضاء وما يتبعه من حدوث إخفاقات وغضب جماهيري تخلت الآن عن لعب دور حمامة السلام بين حسام وفينغادا بعد أن واصل الزمالك انتصاراته من دونه وانقلب السحر على الساحر... وألقت الإدارة بكرة الأزمة إلى ملعب فينغادا الذي حظي بتأييد سري من الإدارة باستمرار موقفه ورفضه لعودة حسام وتوأمه إبراهيم، والأخير فضل تقديم اعتذار عن عدم اللعب خوفاً من أن يكون لقمة سائغة في فم فينغادا والإدارة والصحافة في ظل غياب حسام الذي يمنحه القوة. دخول الأزمة في نفق مظلم جعل حسام يفكر في اتخاذ قرار انفعالي جديد بعد رحيله من الأهلي منذ 3 سنوات باللعب في نادٍ آخر مراهناً على خبرته ونجوميته وعطائه، ويرى أن هذا الرهان الصعب سبيله الوحيد ليخرج منتصراً من أزمته، وبدلاً من أن يقرر الانتحار كروياً بإعلان اعتزاله.