من خلال عروض سينمائية متعددة وفي معظم المدن الكبرى، ومعارض فوتوغرافية وندوات ومحاضرات، وافتتاح متحف يضم كل الوثائق والحاجات الخاصة والصور والشواهد والرسوم، تحتفل ايطاليا والكثير من دول العالم هذه الأيام بالذكرى العاشرة لرحيل السينمائي الإيطالي فدريكو فيلليني الذي انطفأ عن ثلاثة وسبعين عاماً يوم 31/10/1993 بعد نوبة قلبية اصابته وهو يتعافى من شلل جزئي. "المايسترو"، احد الاستثناءات السينمائية الفريدة لا يمكن ان يقارن بغيره، صار جزءاً لا يتجزأ من ضمير ايطاليا المعاصرة المهووسة بالمظاهر والتي نكاد لا نعرف صورة عنها غير تلك التي رسمها في افلامه، انه واحد من آخر رعيل السينمائيين العالميين الكبار لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ممن اضافوا نفساً ثقافياً متميزاً وغيّروا الكثير من المفاهيم السائدة حول السينما وأهدافها وأغراضها الاجتماعية. فيلليني الذي ولد في 20 كانون الثاني يناير 1920 في مدينة ريميني الساحلية، المشاكس والمهرج والساحر في مدرسة الواقعية الإيطالية، يعتبر في مقدم الفنانين الذين اعطوا الكثير لفن صناعة السينما والذين ظلوا بأسلوبهم عصيين على الكشف، ولهم ذلك السحر الذي يكشف عن عوالم فنتازية لذيذة في السينما، ظل من خلالها مراقباً ومتأملاً وواعياً لأبسط الأشكال والأفعال، متوهجاً بخياله في ثراء فذ. يصور احلامه قال عنه الكاتب الإيطالي ألبيرتو مورافيا بعد رؤيته الفيلم التاريخي "ساتيركون" المأساة الساخرة الذي صوره داخل مبنى الكولوسيوم التاريخي الذي يقع في قلب العاصمة الإيطالية، ويتناول فيه مشكلة تاريخية هي مصير الامبراطورية الرومانية بأنه "يصور احلامه" ولقد كان هذا صحيحاً لأن فيلليني له حياة سرية خاصة لم تظهر إلا في افلامه التي كانت هي احلامه والتي استمد منها خصوصيته الفنية، وكان يقول على الدوام "ان الكثير من المشكلات الفنية يمكن حلها من خلال الأحلام، فالكثير من افضل افكاري تخطر لي وأنا نائم، فهي صور وليست كلمات، وحينما اصحو احاول رسمها من دون ابطاء قبل ان تبهت وتتلاشى، فالكثير من افكاري السينمائية جاءني في احلامي، ولم أعرف كيف او لماذا". من خلال افلامه التي تعد تركيبة عجائبية لمختبر من الأحلام المتشكل من الأفعال والألوان والكلمات والصور، يمكن تلمس هذه الأحلام التي سلكها هذا العاشق الذي غاص بجرأة وواقعية في اعماق ايطاليا التي لفها قناع الزيف الحضاري والتقدم الرأسمالي، لكنه ظل اميناً الى ايطاليته حتى النخاع، لم يعبر حدودها او تاريخها او رموزها، ولكن ايضاً من دون ان يتخلى لحظة عن شمولية قناعاته ومواقفه من الإنسان والحياة والموت والغربة والذاكرة والتاريخ وغيرها من العناصر التي كان يضعها في اطار سينمائي مشوب بالتهكم والسخرية والانتقاد اللاذع، وهي مسلّمات ظل محافظاً عليها حتى آخر افلامه "صوت القمر" الذي قدمه عام 1990. وفيلليني الذي احب روما من كل اعماقه قال: "ان تكون وحدك، معناه ان تكون نفسك بكل معنى الكلمة، لأنك تكون حراً في ان تتطور ليس بحسب انقباضات الآخرين. الوحدة شيء خاص، والقدرة على ان تكون وحدك امر اكثر ندرة". كان الى جانب هذه المدينة العريقة الرائعة الجمال، مهووساً بالمشي ليلاً في شوارعها وأزقتها الضيقة، وما من زائر كان يصل إليها إلا ويتمنى رؤية آثارها ورؤية فيلليني. الهدف هو روما التي اصبحت محوراً لأعماله، ومستقراً له يكره الابتعاد منها، وفي كل مرة يغادرها، يعود إليها ملهوفاً "مهما غادرت روما وعدت إليها، فإن روما تبدو لي عند كل عودة اروع منها في اي وقت مضى، لقد احببت دائماً ان اسكن في الأماكن القديمة، فإذا سكنت في مكان جديد يجعلك تشعر بالهرم والشيخوخة في حين ان الأماكن القديمة اعطتها القرون مظهرها التاريخي العريق، ولا يمكنك ان تتبين التبدلات التي تحدثها عقود قديمة". ومنذ جاء الى روما اصبحت مقره الدائم، فلقد ولد في لحظة حضوره إليها، يوم ميلاد جديد "لحظة رأيت روما، امتلأ قلبي رهبة، وفي الوقت ذاته شعرت بأنني جئت الى بيتي، عرفت ان روما هي المكان الذي قدر لي ان اعيش فيه، وعلي ان اعيش فيه، فإليها كنت أنتمي". إن هذا الفنان المبدع تفرد بأفلامه وأسمائها وتعبيراته فيها، بالضبط مثلما تفرد في نظرته الى الأشياء ونفسه والناس من حوله، فهو يتحدث عن عمله وكأنه يتحدث بفتنة عن عشق حبيبته كل يوم لا أعمل فيه، اعتبره يوماً ضائعاً، لذلك فإن صناعة اي فيلم بالنسبة إلي اشبه بممارسة الحب، فأسعد اللحظات عندي تتمثل بعمل فيلم، ومع ان العمل يستحوذ علي كلية، ويستهلك وقتي وأفكاري وطاقتي كلها، إلا انني اشعر بحرية اكبر من اي وقت آخر، اشعر بالعافية حتى وإن لم يغمض لي جفن، وما استمتع به عادة في الحياة، يزداد استمتاعي به لأنني اكون في ذروة النشاط الذهني، فالطعام يغدو أطيب، والعاطفة تغدو افضل. في أوقات الإخراج اكون مفعماً بالحياة الى اقصى حد، أكون في ذروة انسانيتي، تفاجئني طاقة خاصة تجعلني قادراً على القيام بكل الأدوار، والمشاركة في كل اعمال الفيلم من غير أن أتعب ابداً، ومهما تأخر وقت التصوير ليلاً فإنني لا اكاد استطيع الانتظار الى اليوم التالي". ومع ان السينما تسمم الدم تماماً كالعمل في المناجم بحسب قول الكثير من المخرجين، إلا ان فيلليني يقول "ان الفيلم حينما ينتهي فإنه يغادرني الى الأبد، حاملاً معه كل شيء بما فيه الذكريات". غرف فيلليني من الأرياف بكل ما تزخر به من صور وخيالات وبساطة واقع وتفكير، حيث عاش مع جدته "اهم شخصية في حياتي" كما يقول، ولم يكن يستطيع ان يتصور حياته من دونها. إنها الجدة الأكثر قرباً الى نبع الإلهام "إنها الجدة التي تعلم منها مشاهدة الحياة وجمعها في مخيلته، لذلك نراه في معظم افلامه يحاول جمع كل شيء داخل الفيلم ليكون مرجعاً ضخماً لصور ومشاهد لم تكن تتعامل معها السينما الإيطالية في كل تاريخها، وهذا جعل اسلوبه متميزاً وجعل منه مبدعاً دونما منازع، ليس في ايطاليا وحدها وإنما في بلدان اخرى كثيرة. لقد عاشر عوالم الموسيقى الشعبية ومشعوذي السيرك، ولاعبي الأكروباتيك، ونافخي النيران، ورجال العصابات المحلية، وأدعياء السياسة، ومرتزقي الفن، وعشرات النماذج الأخرى. وكل هؤلاء وجدوا سبيلهم الى عين فيلليني وذاكرته ليبثهم بغزارة احتفالية اخاذة في مجمل ما أنتجه من أفلام. قال عنه الناقد السينمائي الإيطالي توليو كزيش "ان أروع عمل لفيلليني هو فيلليني نفسه الذي لا يقل روعة عن افلامه التي اثرى بها تاريخ السينما العالمية". إلا ان المايسترو لم يعتد ان يتحدث عن افلامه او عن نفسه، فهو كان يتعمد الهرب من الحقائق في اذهان من كتبوا عنه، وهو على ما يبدو كان يجد متعة كبيرة في تضليلهم، ومقابل ذلك فقد تحدث كثيراً عن مشاريع لتصوير افلام من دون ان يتمكن من تنفيذها، فهو يقول: "كل مشاريعي جامدة، لقد تحدثت عنها كثيراً لدرجة بات لدي انطباع بأنني نفذتها". ومن كثرة محبته لمدينة روما يقدم واحداً من اجمل افلامه عنها، وبعد سؤاله عن السبب يقول: "بعد تقديم فيلم "الحياة حلوة" دولتشا فيتا اصبحت مقتنعاً بأنه ليس من الضروري السفر لالتقاط الشاذ والغريب وغير المتوقع حتى ما هو قريب منا يمكن ان يبدي المنقبة لشخص غريب، مدينة قريبة جداً وبعيدة مثل كوكب آخر، انطلاقاً من ذلك فقد نما الحظ لمشروع فيلم "روما"، انه محاولة عصابية استنفدت من خلالها علاقتي بالمدينة التي احبها بجنون". فيلم "اضواء الاستعراض" كان اول افلامه مع المخرج القدير ألبيرتو لاتودا عام 1950 بعدما عمل مساعداً لرائد الواقعية الجديدة روسلليني، اما فيلمه الثاني "الشيخ الأبيض" فقد قوبل بفتور شديد، إلا ان فيلمه الثالث "المدللون" نال الإعجاب، اعقبه فيلم "لاسترادا" عام 1953 الذي قام ببطولته انتوني كوين الى جانب جوليا ماسينا، واشترك به في مهرجان البندقية وكان النجاح حليفه بعد فوزه بجائزة "الأسد الذهبي" ومن ثم الأوسكار كأفضل فيلم اجنبي. في عام 1957 ينجز تحفته السينمائية التي اراد الكشف من خلالها عن الواقع السفلي البائس لمدينة روما. تدور احداثه عن شخصية مومس بائسة، ساذجة وطيبة كابيريا تعيش في إحدى ضواحي روما، تنجو من الموت بأعجوبة، ولا تريد ان تصدق ان عشيقها هو الذي دفعها الى الموت ليسرق حقيبتها. كتب عنه الناقد السينمائي الإيطالي روندي "ان فيلليني يسجل مظاهر الكذب والخداع لهذا العصر، فهو يصور هذا المجتمع وكأنه مشهد جنائزي كما لو كان نقياً وصافياً في الظاهر، إلا انه لا يعدو ان يكون مثل لوحات القرون الوسطى، يبدو وكأنه يرقص مع الموت من دون ان يراه احد، وهذه اللوحات التي تمثل كوميديا انسانية تشبه رسوم الفنان الإسباني "غويا" وقصص "كافكا" والتي يتحول فيها بعض الرجال الى وحوش من دون ان يشعروا بذلك". فيلم "ليالي كابيريا" قدمه الى مهرجان "كان" الدولي ليحصل على جوائز عدة، منها جائزة افضل ممثلة لزوجته جوليا ماسينا التي تزوجها عام 1943 وكانت بطلة الفيلم، وبعدها حصل على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم اجنبي. قنبلة الحياة الحلوة وفي عام 1958 جاءت قنبلة فيلليني فيلم "دولتشا فيتا" الحياة الحلوة مع الممثلة الأميركية آنيتا ايكبرغ والممثل الراحل مارشيللو ماستروياني، وسط تباين الآراء السينمائية والخصومات العنيفة داخل ايطاليا، ليحقق نجاحاً محلياً وعالمياً هائلاً، يحصد الكثير من الجوائز اهمها "السعفة الذهبية" في مهرجان "كان"، وقد اعتبر هذا الفيلم حلقة الاكتمال في شخصية هذا المبدع، احتفظ بمركز ساخن يبهر العالم جنباً الى جنب "انطونيوني" و"دي سيكا" و"روزي" و"اليو بيتري" وعشرات غيرهم من عمالقة الواقعية الإيطالية الجديدة. عام 1963 يقدم رائعته الجديدة فيلم "ثمانية ونصف" الذي اعتبر تحفة سينمائية وإضافة حقيقية حررت السينما الإيطالية من الشباك لتتحدث عن الأعماق، وقد بدأ فيلليني من خلاله مرحلة فلسفية جديدة في مضمار عمله السينمائي المبدع، استطاع من خلاله وبعمق الغور في اعماق شخصيته وأزماته النفسية، وذلك من خلال قصة مخرج سينمائي يعيش ازمة نفسية تتسم بالصعوبة يعاني خلالها التشتت والارتباك اثناء بحثه عن موضوعه الخاص. يقول فيلليني عن فيلمه هذا: "كنت اريد صنع لوحة للكائن البشري المتعدد الاتجاهات والأبعاد، في مجمل خصائصه وصفاته". عام 1965 يصور فيلم "جوليا والأشباح" ليغوص بعمق في عالم المرأة الداخلي، عبر رؤية فلسفية ونقدية، بعدها يتوقف اربع سنوات ليخرج فيلمه الرائع "ساتيركون" الذي هو عبارة عن مجموعة من القصص المتعددة المواقف يربط بينها خط حقبة تاريخية واحدة تتمثل بسقوط الامبراطورية الرومانية بسبب الفساد وغياب القيم الأخلاقية. عام 1972 يصور فيلمه الأثير على نفسه "روما" وهو عبارة عن مجموعة من الريبورتاجات او التحقيقات السينمائية المصورة من دون تحضير او اعداد سابق، من دون نجوم او كومبارس، سخرية من الفقر والرجال الغارقين في اطباق السباغيتي، والنساء المشغولات بالثرثرة والشتائم، وسخرية من الغنى والغضب وعجرفة رجال السياسة والكنيسة الكاثوليكية. انه نقد قاس لمدينته روما التي تراجع عن حبها، وكان يكره فيها الصخب والابتذال والعنف. عودة الى الذات 1973 هو عام فيلم فيلليني الرائع "اماركورد" اني أتذكر الذي ينال عنه الأوسكار الرابع وجوائز اخرى. يعود فيلليني ليروي ذكريات شبابه، ولحظة ميلاد الحركة الفاشية في مقاطعته اميليا رومانيا التي ولد في إحدى مدنها بردابيو القريبة جداً من ريميني، بينيتو موسوليني، لينتهي الى ان الفاشية ما زالت تعيش في نفوس الطليان، ويقول: "اعتقد بأن الفاشية اخطر بكثير من كونها حركة سياسية، بل انها حال نفسية تمس النفس البشرية، انها شيء كامن في اعماق النفس البشرية، مختبئة عن الأنظار. لقد كانت الفاشية في بعض ملامحها، موجودة في بلادنا قبل مجيء موسوليني، ويكفي التأكد من ذلك بالرجوع الى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، فلقد اعتاد الإيطالي على الطاعة والخنوع والخوف، وكان الحكام يعاملونه مثل طفل صغير، لا ينمو ولا يكبر، والداه والكاهن والبابا يقومون بحل كل مشكلاته الحياتية عوضاً عنه، فهم جميعاً يشتركون، ما عداه، في تقرير مصيره. لقد اصبحت عبادة الأساطير والطقوس جزءاً لا يتجزأ من شخصيته، وفي النتيجة شكل هذا نمطاً سيكولوجياً خاصاً به يمكن تسميته ب"نمط طفولي مزمن"، وبصراحة اعتبر فيلمي هذا عملاً عميقاً معادياً للفاشية". فيلم "كازانوفا" جاء عام 1977 وأراد فيه فيلليني السير على نمط فيلم "اماركورد" في الكشف عن الشخصية الإيطالية، التي تتسم بالسخف والرعونة والسطحية، فكازانوفا الذي افسدته التربية الكاثوليكية لتجعل منه شخصية فحولية فارغة المعنى لا يعدو ان يكون إلا شخصية مغرورة فاسقة ومغامرة ومتهورة. "بروفة الأوركسترا" عام 1979 اشبه بقصيدة نقدية تصور واقع المجتمع الإيطالي في تلك السنوات التي اطلق عليها "سنوات الرصاص"، انطلق فيه فيلليني ليصرخ منادياً على الجميع بأن سفينتهم تندفع نحو الغرق الى الحد الذي طالب فيه بوجود ديكتاتورية لانتشال بلاده الغارقة في دوامة الفوضى السياسية العارمة، فهو يقول عن الفيلم "اردت الشهادة على ذلك الواقع المرير عندما يكف كل عازف عن الاهتمام بموسيقاه والتفكير فقط بالآلة التي بين يديه، وكان الجميع يرقص على فوهة بركان". الفيلم صور كاريكاتورية معكوسة في مرآة مشوهة، تحولت الى هجوم قاس، بل الى تحذير ذي لهجة مرعبة. ظل فيلليني عاشقاً للمرأة، الى الحد الذي جعله يعتقد بأن جميع افلامه تدور حول المرأة، فهي الأسطورة واللغز والتنوع والسحر والعطش الى المعرفة. وتكريماً للمرأة عمل فيلم "مدينة النساء" عام 1980. تكريماً لها يقول: "الذهاب الى السينما بالنسبة إلي هو اشبه بالعودة الى رحم الأم، فأنت تجلس هناك ساكناً تهجع وتقبع في صمت بانتظار الحياة التي توشك على الظهور امامك فوق الشاشة، وعلى المرء ان يذهب الى السينما في براءة الجنين". وفيلليني الذي اتهم التلفزيون في اكثر من مرة بأنه "سارق كبير للعقول والمعرفة" لم يتوان عن العمل لمصلحة الدعاية التلفزيونية، ومن خلال هذا الكره والمحبة قدم عام 1982 فيلمه "جينجر وفريد" عن عالم البهرجة التلفزيونية المتلألئة الخلابة التي تجرد الإنسان من إنسانيته، ليغدو الفنان معدوم الإحساس باعتباره وسيلة متعة جماهيرية. عام 1987 يقدم فيلمه القصير "المقابلة" وهو عبارة عن مجموعة من الاسكتشات التي يكتبها صحافي عن واقعه الاجتماعي ليكشف عن وجه الفساد والكذب، ويوزع اتهاماته وهجماته بصورة متكافئة على الجميع. "صوت القمر" آخر افلامه عن رواية ايطالية لصديقين، وضع عليها فنتازيته المعروفة عندما يستطيع ثلاثة من القرويين التقاط القمر وكأنه كتلة من نار ويضعونه في احد العنابر، لتكون هذه الحادثة مثار صخب تلفزيوني، إذ تقوم السلطات المحلية وأسقف المدينة وأعضاء البلدية بالتعبير عن مواقفهم حيال هذا الحدث الاستثنائي.