ظهرت الخلافات مجدداً في محادثات السلام الصومالية أمس بعد انسحاب مجموعة من قادة الفصائل ذوي النفوذ وتشكيلهم تجمعاً منافساً، مما زاد الصعوبات التي يعانيها مؤتمر المصالحة بسبب الخلافات بين قوى اقليمية. وصرح ديبلوماسيون مشاركون في المحادثات المستمرة منذ عام في كينيا بأن الخيارات المتاحة بدأت تنفذ أمامهم في وقت يحاولون رأب الصدع الذي ظهر في مساعي انهاء سنوات من العنف في الصومال. وانسحب من المؤتمر رئيس حكومة موقتة منهارة في منتصف ايلول سبتمبر، وفي الاسبوع الماضي اعلنت جيبوتي ذات النفوذ في شؤون الصومال انها ستنسحب من دور الوسيط. ويقول ديبلوماسيون ان الخطوتين ترجعان الى تزايد الخلافات بين اثيوبيا التي تتمتع بنفوذ كبير في منطقة القرن الافريقي، وبين دول عربية مثل مصر التي تراودها مخاوف من تزايد نفوذ اثيوبيا في الصومال. وأعلنت 12 مجموعة سياسية صومالية الثلثاء، بينها اثنتان من أقوى قادة الفصائل في مقديشو، انها ستنسحب من محادثات كينيا لتشكل "التحالف الوطني لانقاذ الصومال" وستنظم مؤتمر سلام بديلاً. وأعرب عدد من أعضاء فصائل "تحالف وادي جوبا" الذي يسيطر على ميناء كيسمايو في جنوب البلاد عن استيائهم مما يعتقدون بأنه محاولات اثيوبية للهيمنة على محادثات كينيا وأي ادارة صومالية جديدة تنبثق عنها. وقال زعيم التجمع الجديد موسى سودي يلحو انه سيحاول عقد تحالف مع رئيس الحكومة الانتقالية المتداعية عبدي قاسم صلاد حسن الذي يتهم اثيوبيا بالتدخل في المحادثات، في حين تنفي اثيوبيا هذه الاتهامات. وأضاف سودي ان التحالف الجديد سيحاول تشكيل ادارة جديدة في مقديشو التي عمت فيها الفوضى، وهي أكثر مناطق البلاد تسلحاً وتحولت الى مقاطعات للميليشيات المتناحرة. وانسحب رئيس الحكومة الانتقالية من محادثات كينيا في منتصف ايلول احتجاجا على قرار المندوبين والوسطاء الموافقة على دستور انتقالي من دون اشراكه، واستبعاد زعماء فصائل اخرى.