سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصومال بين نار الولايات المتحدة ومزاعم بن لادن وغموض "الاتحاد الاسلامي" . من اسقط "الصقر الاميركي الاسود" في مقديشو : الجنرال عيديد ام بن لادن ام "الاتحاد الاسلامي"؟ الحلقة الاولى
الخناق يضيق على اسامة بن لادن الذي تعتقد واشنطن بانه ربما لا يزال مختبئاً في إحد الكهوف المحفورة في الجبال حول قندهار، لكنها لم تنف في الوقت نفسه، ان بحريتها في المحيط الهندي تراقب السواحل الصومالية حيث يحتمل ان يحط زعيم "القاعدة" لاجئاً الى الصومال. على رغم ان المسؤولين الاميركيين يشددون على انهم لا يملكون اي معلومات تشير الى ان بن لادن خرج من افغانستان، فان رئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي قال ل"الحياة" اخيراً انه لا يستبعد مجيء زعيم "القاعدة" الى الصومال. واضاف: "قد يقول الاميركيون ان تنظيم القاعدة ربما كان موجوداً هناك في الصومال، لكننا لا نقول ربما بل نعرف بالتأكيد ان هذا التنظيم موجود في ذلك البلد". ولم يغب اسم الصومال، كمأوى للارهاب، عن تصريحات مسؤولين اميركيين وبريطانيين في مناسبات عدة منذ حصول الهجمات على الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر الماضي. فهو تارة يرد الى جانب العراق او السودان، وتارة اخرى الى جانب اليمن وكوبا، واحياناً الى جانب جنوب الفيليبين. لكنه كان دائماً حاضراً في اذهان هؤلاء المسؤولين، كما في تقارير اعلامية او استخباراتية لدى الحديث عن الارهاب، او عن بن لادن، او عن الدول التي أوت تنظيمه في يوم من الايام او تعاونت معه. بيد ان الصومال ذُكر ايضاً ملجأ محتملاَِ له يمكن ان يعرج عليه للاختباء تحت عباءة حركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية التي ورد اسمها ضمن شبكته في لائحة اميرشكية، إذا استطاع الفرار من افغانستان. وليس مستغرباً ورود اسم الصومال في لائحة دول قليلة ذكرها الرئيس جورج بوش نفسه هدفاً محتملاً بعد انتهاء الحرب على افغانستان، وذلك لسبب بسيط هو ان بن لادن، الذي لم يعترف بمسؤوليته عن قتل اميركيين من قبل، اقر بأن اتباعه فعلوا ذلك في الصومال. فهو ذكر صراحة، وربما للمرة الاولى، في حديث اجرته معه صحيفة "القدس العربي" في جبال افغانستان ونشرته في 27 تشرين الثاني نوفمبر 1996 ان قواته قاتلت القوات الاميركية في الصومال عام 1993. وقال:"الفئة الوحيدة، غير الصوماليين، التي قاتلت الاميركيين في مقديشو هم الاخوة العرب المجاهدون الذين كانوا في افغانستان. الحكومة الاميركية كانت تعلم علم اليقين اننا نقاتلها، واعلنت ان هناك قوات متطرفة غير صومالية تقاتل، وكانوا يعنوننا. وكانت معارك ناجحة كبدنا فيها الاميركيين خسائر كبيرة وكنا نصطادهم داخل مقديشو، وكان زعيم التحالف الوطني الصومالي الجنرال محمد فارح عيديد يُعلن عدم مسؤوليته عنها وقد صدق في ذلك. فالحرب التي نخوضها مع اميركا الآن ليست الاولى، ونرجو الله ان ينصرنا كما نصرنا من قبل ...". هل كان بن لادن فعلاً "يصطاد الاميركيين" في الصومال، وهل هو المسؤول عن قتل العسكريين ال12 منهم بعد اسقاط طوافتين اميركيتين في مدينة مقديشو يوم الثالث من تشرين الاول اكتوبر 1993؟ وهل كان مسؤولاً ايضاً عن قتل ثمانية جنود اميركيين في آب اغسطس من العام نفسه في المدينة؟ واين كانت حركة "الاتحاد الاسلامي" وقتذاك، واي دور كانت تلعبه؟ اذكر، يوم كنت في العاصمة الصومالية آنذاك، ان طائرتي الهليكوبتر من نوع "بلاك هوك" الصقر الاسود تحطمتا في حي حمروين غربي مقديشو، وتحطم معهما العنفوان الاميركي، خصوصاً عندما اعلن الرئيس الاميركي آنذاك بيل كلينتون انه سيسحب قواته من الصومال في غضون ستة شهور. وزاد من الاحباط الاميركي يومها، ظهور الطيار الاميركي الاسير مايكل دورانت جريحاً مطأطئ الرأس على شاشات التلفزيون لدى احتجازه في مقر تابع للجنرال عيديد. وسبقت هذا المشهد صور جثة طيار من ضحايا الطائرتين يسحلها صوماليون في شوارع عاصمتهم، مما أثار اشمئزاز الاميركيين وغيرهم في العالم. الجنرال محمد فارح عيديد لم يُعلن مسؤوليته عن الحادثة، في حينها كما انه لم يتهم أي طرف آخر، لكن نجله وخليفته المهندس حسين عيديد الذي كان كوربورالاً آنذاك في مشاة البحرية الاميركية التي نزلت في الصومال في إطار "عملية استعادة الامل"، نفى بشدة خلال حديثي اليه قبل ايام في اديس ابابا، ان يكون بن لادن وراء مقتل الجنود الاميركيين او اسقاط طائرتي ال"بلاك هوك". من هو المسؤول إذاً؟ يجيب حسين عيديد: "كانت شبه ثورة عفوية شارك فيها عدد كبير من سكان العاصمة المدججين بالسلاح، وهم ينتمون الى مختلف القبائل، وقاتلوا الاميركيين بعد هجماتهم المتكررة على المدنيين وقتل مئات منهم". وسألته:ألا يحتمل ان تكون بين هذه الجموع الثائرة عفوياً عناصر محترفة تابعة لبن لادن او لحركة "الاتحاد الاسلامي"؟ اجاب بعد دقيقة كأنه يحاول تذكر شيء ما: "لا اعتقد بأن لبن لادن اي علاقة بقتل الاميركيين على رغم إعلانه مسؤوليته... ربما كان يسعى الى الدعاية باعلانه مسؤوليته!" حسين عيديد كان واحداً من بين عشرات الصوماليين الذين ينتمون الى قبائل مختلفة وعايشوا تلك الفترة والتقيتهم حديثاً في كل من مقديشو واديس ابابا ولندن، وكلهم ينفون بشدة تورط بن لادن في العمليات العسكرية ضد الاميركيين في الصومال العام 1993. ويقول احدهم: "انت كنت هناك في تلك الفترة، وتعرف انه لا توجد اسرار في مقديشو، وتلك ظاهرة من بين تقاليد المجتمع الصومالي. واي شخص اجنبي او صومالي يصل من خارج المدينة، لابد من ان يعرف غالبية سكانها ادق التفاصيل عن تحركاته". ويضيف محدثي: "لم نسمع ولم نر في تلك الفترة ما يشير الى وجود عناصر عربية مسلحة في مقديشو. والاميركيون الذين انزلوا اكثر من 18 الف عسكري في المدينة آنذاك كانوا يعرفون ذلك. كانت لديهم استخباراتهم الخاصة، وكانت مروحياتهم تصور كل شارع وزاوية في مقديشو، الى جانب تجنيد آلاف من الصوماليين لجمع المعلومات. كذلك فان آلافاً من الصحافيين الاجانب كانوا منتشرين في العاصمة". ويتابع الصومالي:"استناداً الى ذلك، لم تعلن الولاياتالمتحدة حتى اليوم ان بن لادن كان متورطاً في قتل جنودها العام 1993. وخلال السنوات العشر الماضية صدر اكثر من 60 كتاباً عن الصومال نشرها صحافيون اجانب كان معظمهم في مقديشو آنذاك، ولم يشر اي من هذه الكتب الى بن لادن او الى تنظيم القاعدة". اسئلة كثيرة عن تلك الفترة لا تزال الاجابة عنها غامضة، على رغم اقرار بن لادن بمسؤولية شبكته عن قتل الاميركيين العام 1993. لكن المؤكد ان حركة "الاتحاد الاسلامي" كانت في ذروة نشاطها العسكري آنذاك داخل الصومال وعبر حدوده الى عمق اثيوبيا المجاورة حيث نفذت عمليات تفجير لاحقاً في العاصمة اديس ابابا. وزاد نشاط الحركة المسلحة بعد رحيل الاميركيين وكل قوات الاممالمتحدة نهائياً من الصومال في 25 آذار مارس 1995. لكن هل يبرهن كل هذا النشاط على اي علاقة بين "الاتحاد الاسلامي" الصومالي وبن لادن من جهة، وبين هذين التنظيمين والهجمات على واشنطن ونيويورك في 11 ايلول الماضي؟ "الحياة" حصلت من مقديشو على وثائق تشير الى علاقة ما تربط بين "الاتحاد" وبن لادن وتلمح الى تفجيرات 11 ايلول، وتشير الى مواقع محتملة يمكن ان يلجأ اليها زعيم "القاعدة" في حال فراره من افغانستان. والى جانب الوثائق ستعرض نشأة الحركات الاسلامية وتركيبتها في الصومال وامتدادها الى اثيوبيا. كما ستعرض الحرب التي تشنها حكومة اديس ابابا على "الارهاب" منذ محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في العاصمة الاثيوبية العام 1995 وحتى اليوم. وهنا الحلقة الاولى: الوثيقة الاولى - تركيبة الاسلام الاصولي ونشأته في الصومال ... جذوره في البلاد العربية! الوثيقة الاولى التي حصلت عليها "الحياة" في مقديشو تتحدث عن نشوء الحركة الاسلامية الاصولية في الصومال، خصوصاً حركة "الاتحاد الاسلامي" التي تعتقد الولاياتالمتحدة بأنها تدور في فلك شبكة اسامة بن لادن. واعلن الرئيس جورج بوش هذه الحركة، في 24 ايلول سبتمبر الماضي، ضمن لائحة من 27 مؤسسة ومنظمة وشخصية يشتبه بارتباطها ببن لادن او بتنظيمه "القاعدة" وامر بتجميد اموالها . وجاءت الوثيقة تحت عنوان : "سري جداً : جماعة الاتحاد الاسلامي الصومالية المتطرفة"، وصدرت في اليوم نفسه الذي اعلن فيه بوش قرار تجميد الاموال، اي بعد اسبوعين من هجمات 11 ايلول في الولاياتالمتحدة. والجهة التي اعدت هذه الوثيقة طرف صومالي فاعل في مقديشو معني بتفاصيل الشأن الصومالي، وهذا الطرف ليس صديقاً لحركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالية او متعاطفاً معها، بل خصم سياسي عنيد كان ولا يزال له دور كبير في تقرير مستقبل البلاد. وبدا في الوثيقة انها حاولت إظهار العلاقة القوية التي تربط بين الحركات الاسلامية الصومالية، خصوصاً "الاتحاد" والحكومة الانتقالية التي يرأسها عبدي قاسم صلاد حسن. كما عرضت لتاريخ ظهور الحركات الاسلامية في الصومال، وابرز قادتها. لكنها ركزت على حركة "الاتحاد الاسلامي" مشيرة الى اهدافها ومواقع قواعدها. كما حاولت اثبات وتأكيد ما تشتبه به واشنطن عن علاقة تربط نشاط هذه الحركة بتنظيم "القاعدة". الجزء الاول من الوثيقة يسرد نشوء الاسلام الاصولي السياسي في الصومال وتركيبته، ويردّ جذوره الى عدد من الدول العربية، خصوصاً بعض دول الخليج ومصر، ويقول: "بدأت الاختراقات الاولى للمدرسة الاسلامية التقليدية في الصومال منتصف الستينات على يد عالم الدين الصومالي المعروف الراحل الشيخ نور علي علو الذي تخرج من احدى الجامعات الخليجية. ونجح هذا الشيخ في التأثير في المسؤول الامني الصومالي آنذاك الجنرال م.أ.م. الذي لا يزال حتى الآن من اتباع الاصولية الاسلامية العالمية المخلصين وأحد الناشطين الكبار ضمن المجموعات الاسلامية الاصولية السياسية في الصومال. كذلك ساهمت مؤسسات الازهر التعليمية الدينية في مصر والصومال في تخريج عدد من علماء الدين الذين تأثروا بجماعة "الاخوان المسلمين" المصرية. وكان ابرز الصوماليين الذين تخرجوا من جامعة الازهر المصرية الشيخ محمد معلم حسن توفي العام الماضي الذي وضع اسس الحركة الاسلامية الحديثة في الصومال. ونما الاسلام السياسي ضمن هذه الخلفية خلال عهد الرئيس محمد سياد بري الاشتراكي ككيان معارض للاشتراكية العلمية ولانتشار المبادىء الملحدة في تلك الفترة. واتخذ هذا النمو شكل حركة سرية مولتها منظمات اسلامية خيرية في دول خليجية. ومع اتساع التمويل الخليجي ازداد عدد اتباع المبدأ الاسلامي الاصولي وتضاعف بين اولئك الذين بحثوا عن خيار سياسي بديل من نظام سياد بري. وتمكنت الحركة الاسلامية الاصولية في تلك الفترة من تجنيد اتباع جدد لها، وذلك من خلال الفرص المتاحة من قبل المؤسسات التعليمية والاكاديمية الاسلامية الخليجية التي كانت فلسفتها السياسية تتضمن مبدأ التجديد الاسلامي الذي تشوبه نزعات مضادة للغرب عموماً وللولايات المتحدة خصوصاً. وقد جعلت الحرب الاهلية المستمرة في الصومال منذ اكثر من عشر سنوات، البلاد تربة خصبة لتنامي الحركات الاسلامية من كل الاتجاهات. وتلقت هذه الحركات الدعم من منظمات خيرية اسلامية خليجية، مستغلة ظروف البؤس والفقر المدقع التي يعيشها الصوماليون لتجنيد اتباع لها. وساهم الفراغ الدستوري الذي شهدته البلاد في تقوية طموحات الاسلاميين وشكلوا شبكة ذات صلات وثيقة مع الحركات الاسلامية العالمية في اوروبا واميركا الشمالية واستراليا وبعض الدول الآسيوية مثل باكستان وافغانستان وماليزيا. وابرز المنظمات الاسلامية الاصولية في الصومال على التوالي بحسب اهميتها، حركة الاتحاد الاسلامي وحركة الاصلاح الاسلامي وحركة التبليغ الاسلامي". ويعتقد اصحاب الوثيقة بأن الحركات الاسلامية الاصولية في الصومال "انبثقت من جماعة الاخوان المسلمين في الدول العربية وهي تكمل بعضها بعضاً ولكل واحدة منها دور محدد. فحركة "الاتحاد الاسلامي" تقوم بدور القيادة السياسية. وحركة "الاصلاح" تلعب دور العمل الديبلوماسي والثقافي. اما "التبليغ" فتقوم بالمسح الاجتماعي وجمع المعلومات الاستخبارية. وتمارس الحركتان الاخيرتان عمليات اختراق وتحييد لكل من تيار المدرسة التقليدية الاسلامية والنزعة الاسلامية المتسامحة المقبولتين الى حد كبير في الصومال واللتين تتبعان المذهب السني الشافعي". وتعدد الوثيقة اسماء بعض الوجوه الاسلامية البارزة، من دون ان يعني ذلك ان لهذه الاسماء ارتباطات بنشاطات ارهابية او علاقات بتنظيم "القاعدة". ولعل ابرز الذين نشطوا خلال السنوات العشر الاخيرة، كما ذكرت الوثيقة: - الشيخ ع. ف عضو في البرلمان الصومالي. - الدكتور ابراهيم الدسوقي الامين العام ل"حركة الاصلاح الاسلامي". - الكولونيل حسن ضاهر عويس القائد العام لقوات "الاتحاد الاسلامي". - الشيخ م. ع المسؤول عن النظام القضائي في المحاكم الاسلامية عضو في البرلمان. - الشيخ ح. م. ع مسؤول في المحاكم الاسلامية عضو في البرلمان. - الشيخ ع. د المسؤول عن محاكم الشريعة في مقديشو. - الشيخ ع. و عضو في البرلمان. - السيد ح. ت القائد العسكري للقطاع الجنوبي في "الاتحاد الاسلامي". - ا. ح. و المسؤول عن الشؤون السياسية في القطاع الجنوبي في "الاتحاد الاسلامي". "... وظهر ايضاً في الحركات ذاتها عدد من رجال الاعمال الذين تبوأوا مواقع قيادية في الحركة الاسلامية او تعاطفوا معها وكانوا يمولونها، وابرزهم: - م.د متعهد مع إحدى منظمات الاغاثة الدولية حركة الاصلاح. - ح.غ متعهد مع إحدى منظمات الاغاثة الدولية حركة الاصلاح. - م.ع متعهد مع إحدى منظمات الاغاثة الدولية حركة الاصلاح. - المهندس ع شريك في إحدى منظمات الاغاثة الدولية غير الحكومية حركة الاصلاح. - س.ع مدير مؤسسة ا.ت. ويعمل في الاستيراد والتصدير حركة الاصلاح. - س.ن.ج رجل اعمال يعمل في الاستيراد والتصدير الاتحاد الاسلامي. - م.د رجل اعمال يعمل في الاستيراد والتصدير حركة الاصلاح . - م.ح مسؤول في شركة البركات التي امرت واشنطن بتجميد اموالها الشهر الماضي للاشتباه بتورطها مع منظمات ارهابية. لكن رئيس الشركة نفى اي علاقة له بمنظمات ارهابية، ورحب بوضع كل مستندات شركته قيد التحقيق في هذا الامر. - ا.ع صاحب شركة ا.ص. وفندق ر الاتحاد الاسلامي. - احمد نور جمعالي رئيس مجلس ادارة شركة البركات الاتحاد الاسلامي". ونفى مدير فرع الشركة في مقديشو ل"الحياة" اي علاقة ل"البركات" بحركة "الاتحاد الاسلامي" او غيرها من المنظمات المشتبه بتورطها في اعمال ارهابية. اهداف "الاتحاد الاسلامي" ورأت الوثيقة "ان اهداف الاتحاد الاسلامي الاساسية هي اقامة دولة اسلامية في القرن الافريقي على غرار ايران او افغانستان نظام "طالبان" سابقاً، وذلك عبر الوصول الى السلطة عن طريق العمل المسلح وتقوية روابط الاعتماد المالي مع المنظمات الاسلامية المتطرفة العالمية لتثبيت قاعدة سلطتها وسد الطريق على القوى الديموقراطية او المعتدلة ومنعها من حكم البلاد". واعتبرت ان: "الاتحاد الاسلامي يهدف الى زعزعة استقرار الدول المجاورة للصومال حيث توجد منظمات مماثلة لحركته في دول مثل اثيوبياوكينيا وتنزانيا واريتريا. واهم مثال على ذلك الهجمات الارهابية التي نفذت ضد سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، وذلك بعدما نجحت قواته في اجبار عملية الاممالمتحدة الثانية في الصومال يونوصوم -2 على سحب قواتها من هذا البلد العام 1995". العلاقة مع مجموعة عرتا الحكومة الانتقالية ثم تحاول الوثيقة الربط بين حركة "الاتحاد الاسلامي" والحكومة الانتقالية الحالية التي يرأسها عبدي قاسم صلاد حسن، وتقول : "بعدما نمت مطامح الحركات الاسلامية الاصولية الى السلطة وضمنت تمويلاً عالمياً لها وزادت قوتها العسكرية تدريجاً خلال السنوات العشر الماضية، بدأت هذه الحركات باتباع استراتيجية جديدة كي تكون عنصراً فاعلاً وحاسماً في اي جهد سياسي لتسوية الازمة في الصومال وذلك كخطوة تكتيكية موقتة قبل الاستيلاء الكامل على السلطة. وجاء تدبير عقد مؤتمر المصالحة الصومالية في منتجع عرتا الجيبوتي الذي دعت اليه حكومة جيبوتي منتصف العام 2000، فرصة ذهبية لهذه المجموعات الاصولية التي شاركت بقوة في هذا المؤتمر الى جانب مجموعات غير منظمة حضرت بصفتها ممثلة للمجتمع المدني، لكنها كانت تفتقر الى الشرعية والتفويض الشعبي". "... وكان المؤتمر فرصة لابعاد دور القوى السياسية وعزل قادة الفصائل الصومالية المسلحة واولئك الذين يرأسون الكيانات الادارية الانفصالية مثل جمهورية ارض الصومال شمال شرق، وبونت لاند بلاد بونت في شمال غربي الصومال، واقليم باي - باكول وحيران. وقد تم تدبير ذلك مسبقاً وبسرية تامة ومشددة لضمان نجاح المؤتمر وابطال شرعية قادة الفصائل وقادة كيانات الحكم الذاتي في صنع السلام واظهارهم من خلال حملة اعلامية منظمة بأنهم مهمشون سياسياً وتصويرهم مجموعة من امراء الحرب العاجزين". وتعتقد الجهة التي وضعت الوثيقة بأن حركة "الاتحاد الاسلامي" حصلت على اموال من حركة اسلامية عالمية لضمان نجاح مؤتمر عرتا. وكانت القوى المعارضة لنتائج المؤتمر وجهت الاتهام نفسه الى المؤتمرين في المنتجع الجيبوتي، وهو ما نفاه عدد من اعضاء المؤتمر في حينه. وفي هذا السياق تعتبر الوثيقة ان "المساعدات المالية المحدودة التي تم الحصول عليها من برنامج الاممالمتحدة للتنمية ومن ايطاليا لم تكن كافية لاحضار مئات المشاركين لاشهر عدة الى جيبوتي للمشاركة في مسرحية ضللت الرأي العام المحلي والدولي". واضافت "... تحت هذا الغطاء التمويلي ولدت حكومة شرعية في الصومال تدعمها الحركات الاصولية العالمية مما كان له نتائج وخيمة على عملية المصالحة الحقيقية في البلد. وقد تنامى دور المجموعات الاسلامية الاصولية الاقتصادي في الصومال خلال السنوات العشر الاخيرة من خلال تحويل الاموال وطبع العملات وتزويرها، وعن طريق مؤسسات الاتصالات، والتجارة بالوقود والمواشي، واستيراد البضائع والمأكولات عبر صناديق انسانية وخيرية عربية. وكان الصوماليون في بلاد المهجر الهدف الرئيسي لحملات التجنيد التي نفذتها المجموعات الاسلامية الاصولية، فغالبية هؤلاء الاسلاميين الصوماليين كانوا من طالبي اللجوء في اوروبا والشرق الاوسط والولاياتالمتحدة وكندا واستراليا وماليزيا وباكستان". "... لذلك فان العنصر الرئيسي المشارك في مؤتمر عرتا كان من بين هؤلاء العاملين في الجمعيات الاسلامية الاصولية وجاء في شكل وفود تمثل الجاليات الصومالية المهاجرة. ونحو 60 في المئة من مجموعة عرتا والحكومة الانتقالية الصومالية هم من المتعاطفين مع المؤسسات الاسلامية الاصولية العالمية، وهم يهدفون الى تحويل الصومال نقطة انطلاق لنشاطاتها...". وتعتقد الوثيقة بأن "الصومال يعتبر قاعدة طوارىء بديلة لبن لادن واتباعه القريبين اليه. وجرى وضع اسس لتحقيق هذا الغرض خلال السنوات ال11 الماضية من الفوضى والحرب الى ان تم انشاء شبكة اقتصادية وسياسية وعسكرية قوية صارت قادرة على تنفيذ اعمال تخريبية سرية تهدف الى زعزعة استقرار المنطقة". "... وجرى استعمال محاكم الشريعة والمساجد أداة لتحقيق النفوذ السياسي، واستغلال خوف الناس من حال انعدام الامن والقانون في المدن والارياف الصومالية لتحقيق هذا الغرض". واعتبرت الوثيقة ان الحكومة الانتقالية الحالية التي تدعمها الحركات الاسلامية، فشلت سياسياً، خصوصاً انها لم تستطع إحكام سيطرتها سوى على اجزاء من العاصمة مقديشو وبعض الاقاليم في جنوب البلاد. وتعزو استمرار حكومة صلاد حسن في السلطة على رغم فشلها، الى "... الدعم العسكري والمالي الذي تتلقاه من منظمات اسلامية في دول عربية. وساعدها ذلك في تجنيد موظفين عسكريين سابقين بعضهم من ميليشيات القبائل المتعاونة مع المنظمات الاسلامية المتطرفة". "... وجاء الاستيلاء على مدينة كيسمايو ذات الاهمية الاستراتيجية كي يظهر بوضوح وجود تحالف وثيق بين مجموعة عرتا والاتحاد، خصوصاً ان كيسمايو مركز اساسي لتلقي شحنات السلاح والشحنات التجارية المرسلة الى رجال الاعمال الاسلاميين المتطرفين الذين يودون استغلال هذا المرفأ الاستراتيجي لتحقيق الفوائد المالية. إذ يقوم رجال الاعمال هؤلاء باغراق اسواق شرق افريقيا بمنتجات صادرة من دول خارج "جماعة التنمية لدول الجنوب الافريقي" سادك مستغلين التسهيلات الضريبية في الصومال". غداً : الاماكن المرشحة لاستقبال بن لادن في الصومال.