حظي الشباب باحترام الجميع في الوسط الرياضي، بعد تقديمه عدداً كبيراً من المواهب الكروية إلى الساحة السعودية لأنه الأبرز بين الفرق السعودية لجهة الاهتمام بالقاعدة الكروية. وكانت ضريبة "البناء الشبابي" الابتعاد عن منصات التتويج في الأعوام الثلاثة الماضية، لكنه أكسب صغار الشباب خبرة جيدة. "الحياة" التقت بالمدرب البرازيلي زي ماريو، فكان الحوار الآتي: كيف تقوّم المستوى العام للشباب والى الآن؟ - الفريق يسير بشكل جيد وحقق نتائج إيجابية في العديد من مباريات الدوري، ولا يزال لدى اللاعبين الكثير ليقدموه. المشوار نحو الهدف المطلوب لا يزال بعيداً ويحتاج إلى جهد ومثابرة من الجميع. الفريق تعرض هذه الأيام لظروف عصيبة، لكن حاولنا جاهدين تخطيها. وما هي تلك الظروف؟ - أعتقد بأن أي فريق في العالم ينقص صفوفه عدد كبير من لاعبيه يقلل عطاءه، وهو شيء طبيعي. الجميع يعرف أن الشباب فقد الكثير من لاعبيه بسبب انضمامهم للمنتخبات المختلفة، وخمسة من هؤلاء اللاعبين يشكلون العناصر الاساسية في فريقي ومن الطبيعي أن يتأثر الأداء بغيابهم. لكنني تمكنت من تجهيز البدلاء بهدف أن يعود الفريق إلى التوهج من جديد. وكيف تمكنت من تجهيز البدلاء في وقت مبكر؟ - استغليت فترة توقف الدوري، وعملت جاهداً على تجهيز اللاعبين البدلاء ليسدوا الفراغ الكبير الذي خلفه غياب اللاعبين الدوليين. وبالفعل جاءت فترة التوقف في مصلحتنا، وعملنا جميعاً على تجهيز اللاعبين المصابين فعاد أترام وفهد السبيعي وراشد المقرن وغيرهم، وذلك صب في مصلحة الفريق، مع التأكيد أن البدلاء كانوا متميزين في عطائهم ولا يقلون شأناً عن اللاعبين الدوليين ويؤدون المباريات بالشكل المطلوب منهم. ألا تخشى مع عودة اللاعبين الدوليين أن تختلط الأوراق في صفوف الفريق؟ - هذا لن يحدث أبداً... فعودة اللاعبين الدوليين ستزيد من صلابة الفريق، ولن يحدث أي خلط لأن جميع اللاعبين في الشباب متميزون ويعرفون واجباتهم جيداً. لماذا تصر على مشاركة البرازيلي لاندومار في مركز الظهير الأيمن على رغم أنه لاعب وسط متميز؟ - الكرة الحديثة تتوجب على جميع اللاعبين أن يلعبوا في الكثير من المراكز ،أي اللاعب "الجوكر"، وتتميز إمكاناته بحسب الظروف التي يمر بها الفريق وأين يحتاجه، والمراكز ليست حكراً على لاعبين معينين، لكن كما قلت إن الكرة الحديثة والمتقدمة تعتمد على إشراك اللاعب في أكثر من مركز وليست شرطاً أن يلعب في مركزه الأساس. وبالنسبة إلى لاندومار، فهو لاعب متمكن وتتطلب ظروف الفريق أن يلعب في مركز الظهير الأيمن وأعتقد بأنه يؤدي بشكل جيد. لاعبو الشباب دائماً يقعوا في "التخاذل" في الشوط الثاني من المباريات وفي أكثر من مباراة حصل ذلك... ما تعليقك؟ - أعتقد بأن هذا غير صحيح على الإطلاق، ولاعبو الشباب لا يتخاذلون في الشوط الثاني من المباريات. لكن يهبط اداؤهم بشكل لافت كما حدث أمام الهلال والخليج والاتفاق والنصر أخيراً؟ - لم يكن مستوى الفريق في الشوط الثاني كما كان في الشوط الأول أمام الهلال والخليج فعلاً، إذ وقعنا في كثير من الاخطاء وسعينا جاهدين إلى تصحيحها... وأمام الاتحاد، قدم اللاعبون عرضاً رائعاً في الشوط الثاني وأفضل من الأول أيضاً. لا تكاد تمر مباراة على الشباب إلا ويأخذ خط الدفاع النصيب الأكبر من النقد... لماذا؟ - بصراحة لا أعرف السبب الحقيقي وراء الأخطاء الدفاعية المتكررة في كل مباراة، لكن تحسن مستوى المدافعين حالياً، وصححنا الكثير من الأخطاء ويصعب بين يوم وليلة أن تصحح كل الأخطاء. ومع الوقت سيتحسن الأداء الدفاعي بشكل أفضل.. وبالمناسبة وضعنا للمدافعين تمارين خاصة صباحية ومسائية. دائما تخرج المهاجم الهداف منغا من كل المباريات على رغم أنه مصدر الخطورة في الفريق... لماذا؟ - أدرك أنه يقال إنني اتعمد إخراج منغا من المباريات، لكن دائماً ما يكون تبديلي له إجبارياً وهو الذي يطلب التغيير في الكثير من المباريات الماضية وذلك بسبب إصابته وشعوره بالآلام وأيضاً الإرهاق. أنت لا تملك سوى طريقة واحدة للعب هي 2-3-5 وعندما غيرت الطريقة إلى 2-4-4 خسرت بأربعة أهداف من الخليج؟ - هذا ليس صحيحاً على الإطلاق، فأنا لعبت بطرق عدة مع الشباب في المباريات الماضية إذ لعب الفريق ب 2-3-5 وأيضاً ب 2-5-3 وبطريقة 1-6-3 أمام الاتحاد، ولا ننسى 3-4-3 ... وكل الطرق لعبت بها مع الفريق ويجيدها اللاعبون جيداً ويؤدون بشكل متميز فيها كلها، لكن عندما لعبت ب4-4-2 خسرنا من الخليج لأن الطريقة التي لعبت بها غير مناسبة للفريق. هل تعتقد بأن الشباب قادر على العودة إلى تحقيق البطولات؟ - هدفنا حالياً هو التأهل إلى المربع الذهب، ونحن نعمل جاهدين لتحقيق ذلك. الفريق يسير بشكل جيد وكما هو مخطط له، وكما أسلفت إن هدفنا هو التأهل للمربع الذهب وإذا حصل ذلك سننظر إلى المرحلة المقبلة وهي الفوز بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين. لنبتعد عن الشباب قليلاً... بما أنك عملت مدرباً في السعودية غير مرة... فما هو التغير الذي تلمسه حالياً عن السابق؟ - بصراحة، أعتقد بأن المستوى الفني خفض كثيراً عن السابق، وذلك بسبب رحيل النجوم واعتزالهم وبزوغ جيل شاب في الكثير من الأندية، لكن هؤلاء الصغار سيعيدون الهيبة إلى المسابقات السعودية مستقبلاً عندما يكتسبون الخبرة الكافية في الملاعب. وهناك نقطة أخرى أضعفت الدوري السعودي خصوصاً هي عزوف الجماهير عن ارتياد الملاعب، فأعتقد لو لعبت الفرق المباريات في الدوري على ملاعبها لكان ذلك أفضل بكثير وستحضر الجماهير وسينعكس ذلك إيجاباً على عطاء اللاعبين.