اعلنت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء طلب عقد اجتماع مع قادة الحركة في غزة. وقال القيادي البارز في الحركة اسماعيل هنية في تصريحات امس ان الحركة "تلقت طلباً رسمياً من قريع يدعوهم لعقد لقاء بين الطرفين"، مشيراً الى ان "الاستعدادات بدأت لترتيب عقد مثل هذا اللقاء". واعتبر هنية انه "لا توجد مشكلة لدى حماس في عقد اجتماعات مع قريع" من دون ان يوضح جدول اعمال اللقاء المحتمل ان يتم في الايام القليلة المقبلة في مدينة غزة، علماً ان قادة "حماس" متوارون عن الانظار منذ ستة اسابيع في اعقاب محاولات اغتيال فاشلة استهدفت زعيم الحركة الشيخ احمد ياسين وهنية والدكتور محمود الزهار، احد قياديي الحركة. لكن مصادر فلسطينية قالت ل"الحياة" ان قريع سيبحث مع قادة "حماس" وقادة فصائل اخرى امكانات التوصل الى هدنة جديدة. وأضافت ان قريع يتبنى موقف الفصائل القاضي بالتوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار متبادل بين الفلسطينيين والدولة العبرية، مستفيدين جميعا من تجربة اعلان الهدنة السابق من طرف واحد الذي افشلته حكومة شارون، بعد 50 يوماً على اعلانه. وقال هنية: "سنستمع جيدا لما سيقوله رئيس الوزراء وسنطرح بدورنا وجهة نظرنا". ونفى أي علم لديه بما اشيع عن مسألة زيارة وفد من الحركة في الخارج الى مصر. واستدرك ان الحركة "تواصل مع جميع الفصائل والاشقاء العرب من اجل الحصول على كل الدعم والاسناد لشعبنا ودحر الاحتلال". من جانبه، نفى الزهار الانباء التي تحدثت عن موافقة مبدئية من حركة "حماس" لاقتراح مصري جديد يدعو لوقف النار. وأضاف في تصريح امس انه "يجب على الفلسطينيين ان يستخلصوا العبر من الهدنة السابقة التي انهارت بسبب الخروق الاسرائيلية". وساد اجماع كامل بين السلطة والفصائل المسلحة الفلسطينية في الاسابيع الاخيرة في شأن ضرورة التوصل الى "هدنة متبادلة" وليس هدنة من طرف واحد في أي حال من الأحوال. وكانت الفصائل الرئيسة أعلنت في 29 حزيران يونيو الماضي هدنة لمدة ثلاثة اشهر بعد التوصل الى اتفاق مع حكومة محمود عباس ابو مازن الا انها انهارت في 21 آب أغسطس اثر اغتيال اسماعيل ابو شنب، احد قياديي الحركة في غزة. اسرائيل تعتزم استئناف اتصالاتها مع الحكومة الفلسطينية برئاسة قريع من جهة اخرى، اكدت مصادر صحافية اسرائيلية مطلعة ان اسرائيل ستستأنف قريباً اتصالاتها مع الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة "ابو علاء" بهدف استيضاح نياته واحتمالات استئناف المفاوضات السياسية لتطبيق "خريطة الطريق" الدولية. واضافت ان الجنرال في الاحتياط رئيس الهيئة السياسية الامنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد سيكلّف مهمة الاتصال مع وزير المال الفلسطيني سلام فياض. ووفقاً للاذاعة العبرية فان اسرائيل تنتظر تاريخ الرابع من الشهر المقبل لترى اذا كان "ابو علاء" سيواصل مهماته ام يستقيل كما سبق ان اعلن وانه في حال بقي في منصبه فستجري اتصالات معه. وتابعت ان "ابو علاء" ابلغ تل ابيب عدم رغبته في المرحلة الراهنة، عقد لقاءات ثنائية مع نظيره ارييل شارون لئلا يتم تفسيرها بأنه "يتعاون" مع اسرائيل ما قد يعرضه الى انتقادات واسعة في اوساط الفلسطينيين على غرار ما حصل لسلفه محمود عباس ابو مازن. واوردت صحيفة "هآرتس" نبأً جاء فيه ان شارون يواصل لقاءاته مع كبار المسؤولين عن الاجهزة الامنية لرسم ملامح السياسة الاسرائيلية التي ينبغي تبنيها حيال "ابو علاء" وحكومته وان قادة الجيش اوصوا بأن تعمل اسرائيل على "نار هادئة" من اجل تقوية مكانة "ابو علاء" والافادة منه عبر تعاملها مع عباس و"احتضانها القوي" له على نحو أظهره كما لو كان متعاوناً وعميلاً من دون ان تقوم اسرائيل بخطوات فعلية لتعزيز مكانته. وحذّر الجيش من مغبة انهيار تام للسلطة الفلسطينية واجهزتها ما قد يؤدي الى أمرين لا ترغب اسرائيل بهما: إما نشوء حال من الفوضى ستستدعي اعادة فرض الحكم العسكري، وإما تعزيز مكانة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "لذا يوصي الجيش بالعمل على تعزيز ابو علاء".