تبدأ غداً الجولة الثانية من حوارات الحزب الوطني الحاكم في مصر مع أحزاب المعارضة، إذ يلتقي قادته رئيس حزب الوفد الليبرالي الدكتور نعمان جمعة وسط مؤشرات ودلائل على تدعيم الأخير مبدأ استبعاد جماعة "الاخوان المسلمين" من الحوار الدائر بين الفعاليات السياسية. وكان جمعة حمّل على "الجماعة" بعنف، واعتبرها "عقبة كبرى في طريق الإصلاح السياسي"، وعزا ذلك إلى أن "الاخوان المسلمين يستخدمون الدين لتجنيد المواطنين"، مشدداً على أنه "لا حكومة مصرية تقبل التعامل مع تنظيم سري يعتمد مبدأ الطاعة العمياء لقادته كمبعوثين من العناية الإلهية". وأسفر لقاء قادة الحزب الحاكم مع حزب "التجمع" اليساري الأربعاء الماضي عن اتفاق على استبعاد الجماعة من الحوار على خلفية كونها "تنظيماً غير شرعي لا يستطيع الحزب الحاكم التحاور معه لمخالفة ذلك للقانون والدستور". وقال الأمين العام للتجمع الدكتور رفعت السعيد في لقاء مع قادة الحزب في القاهرة اثناء عرضه ما جرى في جلسة الحوار، إن "الحزب الوطني تعهد مواصلة الحوار بصفة دائمة حول القضايا الأساسية". وذلك في إشارة إلى طمأنة المعارضة بأن الحوار المقترح حالياً ليس خطوة أولى ونهائية. وقال السعيد: "إنهم قادة الحزب الحاكم شددوا التزامهم جدية الحوار، وعزوا عدم حدوث ذلك في الماضي إلى عدم امتلاكهم وثائق وتصورات تصلح للتحاور مع المعارضة وهو ما قالوا انهم انجزوه في مؤتمرهم السنوي الأخير". ومن المقرر أن يلتقي قادة الحزب الحاكم رئيس الحزب الناصري السيد ضياء الدين داود في الأيام المقبلة، وذلك استعداداً لخطوة تالية ستشهد اجتماعاً رباعياً يضم الأحزاب الأربعة للاتفاق على التصور النهائي للحوار وأدواته ولجانه الفرعية والعامة التي يُعتقد بأنها ستنطلق عقب شهر رمضان.