قال مسؤول في الحكومة والحزب الحاكم في مصر ان الحوار الجاري حاليا بين الحكومة والمعارضة حول الاصلاح السياسي يستبعد جماعة الاخوان المسلمين لانها ليست حزبا مشروعا. وقال كمال الشاذلي وزير شئون مجلسي الشعب والشورى والامين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم لرويترز اليوم الخميس: الحوار يجري بين أحزاب.. لا شيء غير الاحزاب. وكان الرئيس المصري حسني مبارك دعا في المؤتمر السنوي الاول للحزب الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه في الشهر الماضي الى حوار مع أحزاب المعارضة. ولا تعتبر الحكومة الاخوان المسلمين حزبا وترفض تأسيس أحزاب على أساس ديني في حين تغض الطرف عن نشاط الجماعة النقابي والاجتماعي وتسمح لمرشحين منها بخوض الانتخابات العامة. وانتخب 17 من الاخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب الماضية. ويقول أعضاء الجماعة ان الحزب الوطني استغل أغلبيته في المجلس لاسقاط عضوية أحدهم وهو جمال حشمت منذ شهور. وأضاف الشاذلي: بدأنا الحوار مع رؤساء الاحزاب وسنواصل الحوار معهم باعتبارهم شركاء لنا. وبدأ الحوار مساء أمس بلقاء الامين العام للحزب الحاكم صفوت الشريف والشاذلي مع خالد محيي الدين زعيم حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي اليساري ورفعت السعيد الامين العام للحزب. وقال السعيد لرويترز امس الخميس: اتفقنا على جدول أعمال للحوار يشمل قضايا الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي... قادة الحزب الحاكم سيعقدون اجتماعين آخرين مع قادة حزب الوفد والحزب العربي الديمقراطي الناصري ثم تعقد الاحزاب الاربعة اجتماعا مشتركا لوضع برنامج عمل لمؤتمر للحوار الوطني تدعى اليه الاحزاب الاخرى. وتابع: تم الاتفاق على الاجتماع الرباعي على أساس أن الاحزاب الاربعة ممثلة في مجلس الشعب. ويوجد في مصر نحو 18 حزبا سياسيا أغلبها هامشي وبعضها مجمد لخلافات بين قادتها. وقال السعيد: ان الدعوة لن توجه للاخوان المسلمين لحضور مؤتمر الحوار الوطني. واضاف: حضورهم مرفوض نهائيا.. الاخوان تنظيم غير شرعي ولا يعقل أن يعقد حزب حاكم اجتماعا مع حزب غير مشروع.. ولن يحضر مستقلون. ولكن أحمد حسن الامين العام للحزب العربي الديمقراطي الناصري قال لرويترز اليوم الخميس: في رأيي يجب أن تشمل الدعوة الى الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس مبارك مختلف الاحزاب والقوى الوطنية.. اذا اقتصرت الدعوة على الاحزاب القانونية فسيكون الحوار قاصرا... سنستطلع في لقائنا مع قادة الحزب الحاكم طبيعة الحوار وحدوده وجدول أعماله والقوى المدعوة للمشاركة فيه وحينئذ سنطرح وجهة نظرنا. وأغلب الناصريين الذين يضمهم الحزب العربي الديمقراطي الناصري أعداء تقليديون للاخوان المسلمين منذ اطلاق النار على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال القائه خطابا في حشد جماهيري في الاسكندرية عام 1954 واتهام الاخوان بارتكاب الحادث الذي تسبب في حظر الجماعة الى الآن. وقال مأمون الهضيبي المرشد العام للاخوان المسلمين لرويترز أمس: تم اقصاؤنا من حوار مماثل سابق دعا اليه الرئيس حسني مبارك قبل حوالي عشر سنوات وكانت النتيجة فشل الحوار.. لم ينتج عن الحوار السابق أي اثر الى الآن... اذا كانت الارادة متجهة الى حوار وطني حقيقي فيجب أن يكون الحوار مع جميع الفئات والقوى الشعبية.. استبعاد اي جزء من المجتمع خاصة اذا كان يمثل فئة مهمة ولها وجودها يعني ان الحوار بدأ بالغاء الحوار. وتابع: الاخوان المسلمون كتلة من الكتل الشعبية الاساسية ذات التأثير في المجتمع. ففي انتخابات عام 2000 ورغم اجراءات ضد مرشحي الاخوان المسلمين حصل الاخوان على عدد من المقاعد في البرلمان يفوق عدد ما حصلت عليه كل الاحزاب المدعوة للحوار. ولحزب التجمع ستة أعضاء في مجلس الشعب ولحزب الوفد ثلاثة بعد فصل ثلاثة نواب من عضويته لخلافات داخلية وللحزب الناصري نائب واحد بعد انشقاق نائبين عليه.