كشفت طهران في خطوة هي الأولى من نوعها انها قدمت الى الأممالمتحدة قائمة ضمت أسماء نحو 225 من الاعضاء او المقربين من تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" تم اعتقالهم لدى دخولهم الأراضي الإيرانية من أفغانستان أو باكستان. من جهة أخرى، ذكر تقرير نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن الكويتي خالد شيخ محمد واليمني رمزي بن الشيبة اللذين يعتقد أنهما مدبرا هجمات 11 أيلول سبتمبر أدليا باعترافات كاملة مفادها ان تنظيم "القاعدة" كان يخطط لمهاجمة الولاياتالمتحدة جواً منذ عام 1996. ووصف مراقبون الخطوة الايرانية بأنها استباقية تحسباً لأي ضغوط أميركية مرتقبة على طهران بتهمة دعم الإرهاب على غرار الضغوط المتعلقة بالكشف عن تفاصيل البرنامج النووي الإيراني. وتضمن تقرير إيراني سلّم الى مجلس الأمن وتم نشره أسماء 78 عنصراً من تنظيم "القاعدة" اعتقلوا وسلموا الى بلدانهم كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية. كما تضمن أسماء 147 آخرين لا تزال هناك اجراءات في حقهم من دون تحديد طبيعة هذه الإجراءات. ولم تعط الوكالة الايرانية مزيدا من التفاصيل حول الاشخاص الواردة أسماؤهم. وفي ما يتعلق بالتواريخ اشارت الوكالة الرسمية الى انه بين تشرين الاول اكتوبر 2002 ونيسان ابريل 2003 سلم اكثر من 2300 شخص دخلوا في شكل غير شرعي الى ايران وارسلت اسماؤهم ايضا الى الاممالمتحدة، الى حرس الحدود. وأفادت ان 400 شخص على علاقة ب"القاعدة" منعوا من دخول ايران خلال حرب العراق. وعلمت "الحياة" من مصادر إيرانية انه جرى الاتفاق مع الأممالمتحدة على أن تبقى الأسماء طي الكتمان، واكتفت بالقول "ان المعتقلين من القاعدة ينتمون الى جنسيات مختلفة عربية وأوروبية". وكانت "الحياة" علمت من مصادر إيرانية مطلعة ان من بين المعتقلين قيادات من الدرجة الثانية والثالثة في التنظيم، فيما ترددت معلومات صحافية ان بين المعتقلين سليمان أبو غيث الناطق باسم "القاعدة" وسعد بن لادن أحد أبناء زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وفي ما يتعلق بالمعتقلين الذين لم يتم تسليمهم، ترجح بعض المصادر ان بعضهم سيخضع للمحاكمة في ايران بتهمة التعرض للمصالح الإيرانية، علماً أن طهران أبدت أعلنت استعدادها لتسليم المعتقلين من رعايا الدول التي تربطها بإيران اتفاقات أمنية. وترفض طهران تسليم أي من المعتقلين الى الولاياتالمتحدة. ولذا فإن تسليم القائمة الى الأممالمتحدة يراد منه إعطاء امتياز هذه القضية الى المجتمع الدولي مجتمعاً وليس الى الادارة الأميركية، تماماً كما حصل في الملف النووي الذي أعطت إيران امتيازه الى الاتحاد الأوروبي عبر موافقتها على المطالب الدولية خلال زيارة وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا الثلثاء الماضي. شيخ محمد وبن الشيبة الى ذلك، أوضحت "دير شبيغل" في عددها الذي يصدر غداً نقلاً عن خبراء أمن أميركيين وألمان ان شيخ محمد وبن الشيبة اعترفا للمحققين الأميركيين بأنه في أوائل عام 1996 رسمت خطط لضرب أهداف استراتيجية داخل الولاياتالمتحدة باستخدام طائرات. وذكرت أن خطة شيخ محمد الاصلية كانت تتضمن تحميل طائرات خفيفة عبوات ناسفة. لكن زعيم القاعدة أسامة بن دلان رفض الفكرة، وتساءل: "لماذا تستخدم فأسا صغيرة إذا كان يمكنك استخدام بلدوزر؟".