يبدو أن جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر اعتمدت اسلوباً يقوم على تجاهل الحديث عن الحوار الذي بدأه الحزب الوطني الحاكم مع قوى المعارضة، إذ خلا البيان الأسبوعي لمرشد الجماعة مأمون الهضيبي من أي اشارة الى اللقاءات التي بدأها الامين العام للحزب الوطني وزير الإعلام السيد صفوت الشريف مع قادة أحزاب المعارضة. كما لم يرد الهضيبي على تصريحات مسؤولين وصفت الجماعة بأنها "غير شرعية". وأكد وزير الشباب أمين التثقيف في الحزب الحاكم الدكتور علي الدين هلال جدية الحزب الوطني في التحاور مع القوى الفاعلة في المجتمع سواء الأحزاب السياسية او منظمات العمل الاهلي، لكنه شدد على أن الحوار لن يشمل أي فصائل اخرى، في اشارة الى "الاخوان المسلمين". وقال هلال، الذي كان يتحدث في ندوة في "مركز القاهرة لحقوق الإنسان" عن اسباب اقتصار حوار الحزب الحاكم على أحزاب الوفد والتجمع والناصري، واستبعاد 14 حزباً آخر الى جانب قوى فاعلة اخرى بينها "الاخوان المسلمين"، إن "الحوار سيشمل كل الاحزاب الا انه سيبدأ بالأحزاب الثلاثة لأنها الوحيدة التي لها تمثيل في البرلمان، مما يعكس قوتها"، مشيراً الى أن الحوار "سيشمل ايضاً هيئات القطاع المدني". لكنه عاد ليؤكد ان الحوار "لن يشمل اي فصائل اخرى"، في اشارة الى استبعاد "الجماعة". لكن الأمين العام المساعد لحزب التجمع اليساري المعارض حسين عبدالرازق الذي حضر الندوة شكك في رغبة الحزب الوطني في تحقيق اصلاح حقيقي. وقال "إن انهاء الطوارئ أو الأوامر العسكرية من الممكن أن يتم بقرار من الرئيس، ومن ثم يتم الافراج عن المعتقلين، وتعود الشرطة للعمل بالقانون. وعلى ذلك لا نحتاج الى التمهيد او التدرج الذي يدعيه الحزب الوطني. فالإصلاح من الممكن أن يتم بقرار". وأضاف: "في الوقت الذي ينادي فيه الحزب الوطني بالتغيير والاصلاح قامت قوات الامن المصرية بمنع مسيرة سلمية كان من المقرر لها ان تتحرك الاثنين الماضي الى قصر عابدين لتقديم وثيقة بمطالب بعض الاحزاب من النظام الحاكم، مما يعكس ان مصر دولة بوليسية، وهو اخطر ما تعانيه مصر، وتجب إزالته". أما الهضيبي فإنه اكتفى في بيانه بالحديث عن شهر رمضان المبارك وركز على الاشادة بالدور الذي لعبه "الإخوان" منذ تأسيس جماعتهم قبل نحو 75 عاماً.