في ظل أنباء عن تقدم ملحوظ في المفاوضات لتبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله"، وتوقعات بقرب اعلان رسمي في هذا الشأن، نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الطيار الاسرائيلي رون اراد المفقود منذ 17 عاماً ما زال حياً وأنه معتقل حالياً في سجن قرب طهران. وتكتمت الحكومة الاسرائيلية على نتائج الاجتماع الذي عقده أمس رئيسها ارييل شارون مع أربعة من أركانها، في اطار ما يعرف ب"المطبخ السياسي" والذي خصص للبحث في تطورات المفاوضات لتبادل الأسرى. واكتفت باعلان ان المجتمعين استمعوا الى آراء رؤساء اجهزة الاستخبارات والمسؤولين عن الملف، وقرروا مواصلة المفاوضات غير المباشرة مع "حزب الله"، وانه حين يتبلور اقتراح نهائي سيطرح على الحكومة لاقراره. وافادت مصادر صحافية ان المفاوضات مع "حزب الله"، بوساطة المانية، سجلت في الأيام الأخيرة تقدماً ملحوظاً قد يمهد للاعلان رسمياً عن التوصل الى اتفاق يقضي أساساً بافراج اسرائيل عن المعتقلين اللبنانيين في سجونها واعادة جثث مقاومين واطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين في مقابل استرداد العقيد في الاحتياط الحنان تننباوم وثلاثة جنود أسرهم "حزب الله". وقالت ان شارون سعى، خلال الاجتماع، الى اقناع وزرائه النافذين بقبول الصفقة، على رغم عدم شملها أي معلومات عن مصير الطيار اراد. ونقلت عنه صحيفة "معاريف" قوله في اجتماعات مغلقة انه "ينبغي تحرير كل يهودي أسير"، فمن غير المعقول أن تمنح الدولة العبرية الحق ل"حزب الله" في محاكمة تننباوم. وبثت اذاعة الجيش ان المفاوض الاسرائيلي الميجر جنرال ايلان بيران اطلع وزراء "المطبخ" على نتائج محادثاته الأخيرة في برلين مع الوسيط الالماني ارنست ارولاو، متوقعة ان يكون حمل معه جديداً، مما استدعى عقد اجتماع "المطبخ". وكانت محكمة اسرائيلية سمحت، بناء على الطلب وسائل اعلام عبرية، بنشر تفاصيل عن ظروف أسر تننباوم، رافضة ادعاء عائلته بأن من شأن الافصاح عنها تعريض حياته للخطر واجهاض صفقة التبادل المتبلورة. ونشرت الصحف العبرية ان الشرطة الاسرائيلية ستباشر التحقيق في شبهات بضلوع مواطنين عرب يحملون الجنسية الاسرائيلية في الايقاع بتننباوم. في موازاة ذلك، صعّدت عائلة اراد احتجاجاتها على الصفقة المتوقعة. وطالبت شارون بفحص ما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس ضمن معلومات عن مصيره، قبل أن يصادق على الصفقة. وأفردت الصحيفة الواسعة الانتشار صفحاتها الثلاث الاولى لافادات قالت ان ثلاثة ايرانيين في المنفى أدلوا بها لأوساط أوروبية. وما جاء في هذه الافادات ان اراد ما زال على قيد الحياة، وأنه محتجز في سجن سري أقيم شمال طهران. ورأت العائلة في هذه الافادات تأكيداً لما جاء في تقرير لجنة تحقيق اسرائيلية من انعدام أي معلومة تشير الى ان اراد قتل أو توفي في الاسر. ونسبت الصحيفة الى الايرانيين الثلاثة، وهم رجلا استخبارات وديبلوماسي سابقون، ان مصطفى الديراني الذي اختطفته اسرائيل قبل حوالى عشرة أعوام، وما زالت تحتجزه كورقة مساومة، باع اراد الى ايران ليتم نقله الى سورية حيث أجرى له طبيب لبناني عملية جراحية في ركبتيه "بهدف شل القسم الأسفل من جسمه لمنعه من الهروب". وقال هؤلاء انه تم نقل اراد العام 1998 الى أكثر السجون سرية في طهران حيث يجلس، مشلولا، على كرسي متحرك وقد اطلق لحيته، وشحب وجهه وأنه خضع مرتين لعلاج في مستشفى للامراض القلبية بعد اصاببته بنوبة.