حال فريق الهلال السعودي لكرة القدم باتت لا تسر أحداً من أنصاره المتحمسين، وما صرخة ذلك المشجع في وجه المدرب الهولندي اد دي موس عقب خسارة فريقه امام الطائي 1-2 الا مفاجأة من العيار الثقيل: "لقد اصابتني طريقتك وخططك وأداء لاعبيك بمرضي السكري وضغط الدم، وانا لم اتجاوز ال25 عاماً. يا أخي يجب أن ترحل، لو نزل أي مشجع هلالي الملعب وبملابسه التقليدية لاستطاع ان يوجد تشكيلة غير التي لعبت بها هذه المباراة المهزلة". ثم كان انهيار المشجع ذاته وكلماته الأخيرة قبل ان يفقد وعيه خير دليل على ما آلت اليه حال الهلال "والله حرام ما يحدث للهلال هذه الأيام، في الماضي كنا نتمنى ان يسجل المنافسون في مرمانا حتى نرى هذا الفريق على حقيقته حين كان اللاعبون ينتفضون ويقلبون النتيجة... والآن العكس هو الذي يحدث، نتقدم ثم نخسر"! هذه الكلمات التي لم تجد أي آذان صاغية من المدرب طبعاً، فتحت الباب على مصراعيه امام كثيرين من انصار الهلال لوصف مصيبتهم بصوت مسموع اتفق من خلاله الجميع على أن "هلال دي موس ليس هو الهلال الذي نعرفه من قبل". واللافت ان انهيار الجماهير الهلالية هذه الأيام بات ظاهرة ملموسة، لأن فريقهم لم يتمكن من حصد سوى 9 نقاط من 7 مباريات في سابقة لم يعهدوها من صاحب أكثر الفرق السعودية تحقيقاً للبطولات. الحكاية بدأت من مشهد ذلك الهلالي الذي انفجر باكياً بعد خسارة فريقه من الاتفاق في المباراة الودية في مرحلة توقف الدوري التي لم يستفد منها المدرب في تحسين أوضاع فريقه، ثم استمرت بمشهد ذلك الشاب "المنهار" بعد لقاء الطائي... وهي ستستمر حُكماً طالما بقيت الأمور على حالها. وتتلخص الملاحظات الهلالية على دي موس في أنه مدرب لا يغير من طريقته ابداً مهما تغير الفريق الذي يلعب امامه، فهو يواجه الفرق الصغيرة بذات الطريقة التي يواجه بها الفرق الكبيرة... وهو له رأيه الخاص في ذلك "فريقي لا يغير طريقته، الفرق الاخرى التي نواجهها هي التي يجب ان تغير طريقتها". وشكل المدرب حاجزاً بينه وبين اللاعبين وحرم بعضهم من اللعب كما فعل مع الدوخي العام الماضي وحسين العلي هذا العام، وهذا ما جعل الكثيرين منهم لا يرغبون فيه، ما انعكس سلباً على ادائهم داخل الملعب... كما انه لم تتح الفرصة للوجوه الواعدة من فريق الشباب الذين قدموا عروضاً جيدة في دورة الصيف، فضلاً عن ابقائه بعض اللاعبين المؤثرين الى جواره كما فعل مع عبدالله الجمعان في اكثر من مباراة، وفوق ذلك تحجيم دور ظهير الجنب. وما يدعو للاستغراب قوله: "في حال جهوزية الجابر والتمياط، فلن يستطيعا اللعب معاً لأنهما يؤديان الدور ذاته". ولم يعلق رئيس النادي الأمير عبدالله بن مساعد على خسارة فريقه مباشرة، وآثر مغادرة الملعب وهو أرجع هذا التصرف الى ان الجميع كان منفعلاً من الخسارة "ولهذا لم اتخذ اي اجراءات انفعالية". ولرئيس النادي فلسفة خاصة في التعامل مع المدربين، اذ انه يرى ان الأمور الفنية تخص المدرب وهو الأقرب للاعبين ومعرفتهم... وهو يردد في كل مرة انه لن يتدخل في عمل دي موس. لكن مصادر قريبة من البيت الهلالي أكدت ان الادارة طلبت من المدرب اجراء تغييرات كثيرة، والا فإنه لن يجد مكاناً له في الهلال. ويقول احد العارفين بشخصية دي موس "انه من نوعية المدربين الذين يتشبثون بآرائهم بمعنى انه عنيد، لكنه يتراجع عن عناده في حال الضغط عليه من الادارة. لذا أتوقع ان يتخلى عن قناعاته ويرضخ لمتطلبات الادارة كما فعل من قبل، وتحديداً بعد تعادله في اول المسابقة امام الاتفاق والشباب والنصر عندها استجاب دوموس للمطالب الهلالية". ولم تقتصر المطالبة بإقصاء المدرب على الجماهير الهلالية وحدها، بل ان غالبية أعضاء الشرف ابدوا حماسة كبيرة في تحقيق المطلب ذاته. وذهب بعضهم كما ذكرت الصحف السعودية الى ابداء استعدادهم لتحمل كل التكاليف المالية التي ستتبع هذا الإجراء ومن بينها كلفة عقد المدرب الجديد، بل انهم حددوا اسم المدرب الروماني انجيل يوردانيسكو لتولي المهمة، خصوصاً بعد خروج منتخب رومانيا من التصفيات الأوروبية، وبقاء يوردانيسكو بلا عمل في الوقت الحالي.