وقعت مجموعة "روايال داتش شل" امس صفقة مع قطر بقيمة خمسة بلايين دولار لبناء اكبر مصنع لاسالة الغاز في العالم خطت شركة "قطر للبترول" و"شل قطر جي. تي. ال." المحدودة أمس أكبر خطوة من نوعها في مجال اسالة الغاز. ووقع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة القطري عبدالله العطية "اتفاق الشروط الأساسية لبناء أكبر مصنع في العالم لتحويل الغاز الى سوائل" في مدينة راس لفان الصناعية، ووقع عن شل فيليب واتس رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "شل الملكية الهولندية". وأعلن ان "شل" ستستثمر في المشروع خمسة بلايين دولار لتطوير منشآت إنتاج ومعالجة الغاز والسوائل وبناء مصنع لتحويل الغاز الى سوائل. وسينتج المشروع 140 ألف برميل يومياً من منتجات تحويل الغاز الى سوائل، وهي تتكون بشكل رئيسي من النافتا والديزل وكميات اقل من زيوت الأساس والبرافيتنا العادية، اضافة الى كميات كبيرة من المكثفات والغاز البترولي السائل. ووفقا للاتفاق سيتم تطوير المشروع بموجب اتفاق تطوير ومشاركة بالإنتاج تشمل قطاعات المشروع كافة، كما يتضمن المشروع تطوير احتياط الغاز من منطقة في حقل الشمال العملاق في قطر وإنتاج 1.6 بليون قدم مكعبة من الغاز يومياً. ونص الاتفاق على تطوير المشروع على مرحلتين، وستبدأ الأولى بالإنتاج بين عامي 2008 / 2009 بطاقة إنتاجية قدرها نحو 70 ألف برميل يومياً من منتجات تحويل الغاز الى سوائل، وستبدأ المرحلة الثانية بعد ذلك بسنتين. ورأى العطية أن توقيع الاتفاق يمثل خطوة مهمة لتحقيق قطر هدفها بأن تصبح "عاصمة العالم في صناعة اسالة الغاز" كما تمثل دعماً لعملية التنمية الاقتصادية المستمرة. وقال واتس "ان التكنولوجيا والخبرة التشغيلية التي تملكها شل ستجعل هذا المشروع المميز حقيقة واقعية". وأضاف: "اننا لا نقوم ببناء أكبر مصنع من نوعه في العالم بل سنقوم بإنتاج شريحة جديدة من المنتجات النظيفة ذات الاستعمالات المتعددة التي توفر مزايا عالية في الأداء والمحافظة على البيئة". وأكد أن هذا المشروع هو "شاهد جديد على الدور الرائد لشل في صناعة تحويل الغاز الى سوائل كما يوفر لقطر خياراً جذاباً لاستغلال الاحتياط الضخم من الغاز". وتزامن التوقيع على الاتفاق مع افتتاح وزير الطاقة القطري "مؤتمر جدوى الاستغلال التجاري لصناعة تحويل الغاز الى سوائل" ويشارك فيه ممثلون عن عدد من الشركات الدولية، وقال العطية في المؤتمر "إن قطر بدأت فعلاً بناء مصنع أوريكس لتحويل الغاز الى سوائل". وكشف أن هناك خمسة مشاريع أخرى يجري التفاوض في شأن بعضها فيما دخل بعضها مرحلة الأعمال الهندسية. ولفت الى أن احتياط بلاده من الغاز يبلغ 900 تريليون قدم مكعبة وشدد على ان تطوير هذا الاحتياط يمثل تحدياً كبيراً، لكنه أشار الى ان المنافذ المهمة لاستغلال الغاز في قطر تتمثل في تصديره عبر الأنابيب مثل مشروع "دولفين" الذي سيؤمن بيع بليوني قدم مكعبة من الغاز يومياً عبر الأنابيب البحرية الى الإمارات. وأفاد العطية ان الدوحة تطور حالياً مشروع غاز الخليج لتلبية احتياجات التنمية في قطر. وقال "إن الطاقة الإنتاجية لهذا المشروع ستسمح ببيع جزء من إنتاجه الى دول المنطقة".