"بوليوود" الهندية لا تنفك تشاكس "هوليوود" الاميركية في اختراق الاسواق، عبر الميلودراما ومشهديات الرقص والغناء وحكايات الحب التي لا تنتهي والحسناوات الوافدات من مسابقات الجمال العالمية وثلة الممثلين ذوي الوسامة الآسيوية. جديد "بوليوود" نيران الفضائح التي استعرت فيها. حبس النجوم انفاسهم ومثلهم التجار الكثر في اكبر صناعة سينمائية عالمية انتاجها السنوي 800 فيلم بمختلف لغاتها المحلية ومعدل ارباحها الداخلية السنوية 750 مليون دولار ويعمل فيها مليونان ونصف المليون شخص قبيل سماع الحكم الذي اطلقه احد قضاة بومباي في حق اغنى واكثر الخبراء الماليين سطوة فيها، بعد سنوات من التحقيقات الجنائية حول ملابسات علاقة هذا الثري المدعو بهارات شاه مع مافيات الجريمة المنظمة التي نجحت في اختراق الحياة الشخصية لمعظم النجوم، وابتزازهم او تهديدهم بالتصفية على الطريقة الاميركية. ما ان تسربت اخبار المداهمات الاولى في كانون الثاني يناير 2001 حتى حولتها الصحافة الى ظاهرة اعلامية غلفتها بالاقاويل والاشاعات و قصص الليالي الحمراء والغراميات المفترضة داخل الوسط الفني، مستقطبة بذلك اهتمام قراء شبه القارة المتعطشين الى حكايات النميمة. لكن هذه التغطيات مهدت لكشف المافيات التي ظلت لحقبة طويلة مسرفة في ابتزاز وجوه الشاشة الهندية. بهارات شاه 56 عاماً ممول شريط "ديفيداس" ترشيحات اوسكار 2001 الذي عوقب بالسجن سنة واحدة، لم يكن وحيداً، فمعه نسيم رضوي أحد ألمع مخرجي الشريط التجاري اشهر اعماله "خلسة خلسة بهدوء بهدوء" تمثيل النجم سلمان خان الذي حُكم عليه بالسجن ست سنوات. اتهم الاثنان بالتورط في علاقات مالية بملايين الدولارات مع تشوتا شاكيل الذي يعتبرالذراع الايمن لأشرس زعيم مافيوي هو داود ابراهيم كسكار 46 عاماً الذي تتهمه الدوائر الامنية الهندية بأن له علاقات مع اسامة بن لادن، وبأنه يقف مع ابو سليم الانصاري خلف تفجيرات بومباي التي ساعدته فيها اجهزة الامن الباكستانية انتقاماً لهدم مسجد بابري عام 1992 التي راح ضحيتها 300 شخص، اضافة الى اتجاره بالسلاح. وتعتقد الشرطة ان شاكيل الذي أفلح في الهروب من فخ أمني نصب له خلال احدى عملياته عام 1984، يقيم الآن في دولة خليجية يدير منها شؤون الامبراطورية عبر وسطاء متمركزين في باكستان، على رغم طلب مسؤولي تلك الدولة الخليجية التي شهدت تصفيات دموية بين اعوانه ومنافسيهم، بأن يكف عن نشاطاته او يواجه الطرد. اعتقد الجميع في بومباي بأن اختراقات المافيا ل "بوليوود" حقيقة، إلا ان الوصول الى تفاصيلها من المستحيلات، حتى جاء وقت كشف الحسابات بين العصابات المتنافسة. واتضح ان اشهر الافلام وأحبها الى الجمهور مدعوم بأموال مافيوية، خصوصاً نتاجات رضوي الذي قالت الشرطة ان امر ابتزازه عبر شاكيل وازلامه للنجوم الشباب افتضح بعد عمليات تنصت سجلت تهديداته لهم، ومنها مقايضته النجم هيرثك روشان العمل معه في شريط تموله مافيا شاكيل، أو تصفية والده، اضافة الى تورطه في ارسال "بلطجية" لترهيب زملائه من المخرجين والمنتجين في سحب افلامهم من السوق، او تأخير مواعيد عرضها لتبقى اشرطته في الواجهة، فيما اجتهد بهارات شاه، حسب تقارير صحافية، في تبييض اموال الثنائي داود - شاكيل وضمن انتاج 11 شريطاً بكلفة 30 مليون دولار. سجل جرائم مافيات بوليوود حافل، منه: تصفية المنتج النافذ موكيش دوقال في حزيران يونيو 1997، وبعد شهرين تصفية زميله غلوشام كومار، وفي كانون الاول ديسمبر فشلت عملية اغتيال منتج آخر. وفي العام 2000 احبطت عملية اختطاف مخرج معروف هو راجيف راي الذي هرب اثرها الى لندن. لاحقاً نجا آجيت ديواني بالصدفة، وهو صاحب اكبر سلسلة دور عرض سينمائية، من محاولة اغتيال بعدما قتلت سكرتيرته الشابة. ونجا المخرج راكيش روشان والد النجم هرثيك من محاولة تصفية في العام 2001، وفي تموز يوليو تعرض الممثل امريش بوري وثلاثة مخرجين لعملية ابتزاز مالية جماعية، وفي الشهر نفسه اعلنت الشرطة السرية تخصيص حمايات مسلحة على مدار الساعة لعدد من الممثلات وزملائهن ومنتجين نافذين بعد رسائل تهديد بالقتل. في خريف 2001 اعلنت الشرطة كشفها خططاً لتصفية نجم النجوم أمير خان.