يحتل أبطال السينما الهندية مكانة كبيرة في قلوب مواطنيهم تقرب من درجة العبادة، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على ما يبدو على اللصوص والعصابات التي تنشط في مدينة مومباي بومباي سابقاً الواقعة شرق الهند. وتعاظمت الشكوى في الأونة الأخيرة من ارتفاع نسبة الجرائم التي ترتكب في الضواحي الغربية لمومباي حيث يقطن أغلب نجوم السينما والفن في الهند، إلى حد أن الشرطة لم تجد مفراً من الاعتراف بارتفاع نسبة الجريمة، واعدة ببذل مزيد من الجهد لاعتقال الجناة وتحييدهم. وتعتبر مومباي العاصمة المالية والصناعية والتجارية للهند، وفيها يمر أكثر من 40 في المئة من اجمالي صادرات الهند ووارداتها. إلا أنها مع ذلك تعتبر من أفقر مدن البلاد، وهي تضم ضاحية دارافي حيث يمتد أكبر أحياء الصفيح في كل القارة الآسيوية. وتملك مومباي، التي تلقى سواحلها مياه بحر العرب، مكانة الصدارة في الهند في مجالين اثنين: الأول كونها تملك أكبر مركز لصناعة السينما الهندية المسمى بوليوود أو هوليوود الهند، والثاني احتلالها المكانة الأولى كأكثر المدن عرضة للجريمة في الهند. ويبدو أن مستوى الحياة الراقي لنجوم السينما والفن ووجود عدد كبير من الفنادق ومحلات المجوهرات والمخازن الكبرى في الضاحية الغربية هو الذي أغرى المجرمين على توجيه نشاطهم إلى هذه المنطقة. وابتكرت العصابات وسائل جديدة لتنفيذ مآربها، إذ أنها تعتمد اعتماداً كبيراً على الخدم الذين يعملون لدى نجوم السينما من أجل جمع معلومات تتيح لهم استهداف ضحيتهم وسرقتها أو الاعتداء عليها. ودفع هذا الأمر الشرطة إلى الطلب من أصحاب المنازل والمحال التجارية الاحتفاظ بصور مستخدميهم الذين قد يكونون في الواقع مجرد معاونين دستهم العصابات في منازل الضحايا المستهدفة. وتشمل الجرائم المرتكبة عمليات ابتزاز وتهديد وسرقة يتعرض لها في شكل خاص نجوم بوليوود الذين يقطنون في شريط من الأرض في منطقة باندرا أندهيري في غرب مومباي. وتقول احصاءات الشرطة إن عدد سرقات السيارات في الشهور السبعة الأخيرة في هذه المنطقة بلغ 732 حالة وعمليات ابتزاز الأموال 79 وعمليات سرقة المنازل وخلعها 542. أما عمليات القتل فوصلت إلى 63 حالة بينما وصلت عمليات السرقة الموجهة ضد المارة إلى 1376 حالة. وتحاول الشرطة التصدي لظاهرة الجريمة المنظمة التي تشبه إلى حد كبير ما يحدث في كاليفورنيا ومنطقة هوليوود فيها. إلا أن زيادة عدد رجال الشرطة وحضورهم لن يكون كافياً. وتعاني قوى الأمن الهندية من استشراء الفساد والرشوة، وهي ظاهرة تسعى السلطات إلى تقليعها والتخلص منها. وكان آخر حادث عرفته مومباي أول من أمس، حينما عمد أحد كبار مسؤولي الشرطة إلى اقفال مطعم صيني فخم اعتاد الأكل فيه مجاناً من دون أن يدفع. وكان سبب الإقفال أن مسؤول الأمن طلب حجز طاولة، إلا أن صاحب المطعم اعتذر لأن كل الطاولات محجوزة، فما كان منه إلا أن ارسل قوة اقفلته لتأخره لمدة ربع ساعة بعد الموعد المحدد للاقفال وهو الواحدة والنصف فجراً. وينطبق الفساد على نواح كثيرة في الحياة العامة، ومن ذلك تحقيق تجريه الوحدة الخاصة في مكتب التحريات المركزي في الشرطة بعد سرقة 15 مليون دولار خصصت لإقامة شبكات هاتفية جديدة في الأحياء الفقيرة في الضواحي. ووجهت الشرطة اتهامات في هذا الصدد إلى 230 مهندساً في شركة هاتف محلية بعدما جمعت قرائن اثبتت ضلوعهم في اختلاس هذه الأموال.