قال الرئيس جورج بوش أمس إن الحرب على الإرهاب "لم تنته"، وتعهد تقديم مزيد من الدعم للحملة التي تقودها مانيلا ضد جماعات لها صلة بتنظيم "القاعدة". ووصف الفيليبين محطته الثانية في جولته الآسيوية التي تهدف الى مكافأة الدول التي ساندت الحرب على الارهاب، بأنها "نموذج" يتعين على دول جنوب شرقي آسيا الأخرى أن تحتذيه. فيما تظاهر الآلاف من الفيليبينيين في مانيلا احتجاجاً على الزيارة وسط إجراءات أمن مشددة، ونشر 11 ألفاً من رجال الشرطة وآلاف الجنود لحفظ الأمن. وقدم بوش الذي وصل إلى مانيلا أمس في إطار جولة يزور خلالها ست دول آسيوية الشكر لحكومة الرئيسة غلوريا آرويو لوقوفها إلى جانب الولاياتالمتحدة في الحرب على الإرهاب بما في ذلك الحرب في العراق، ووصف آرويو بأنها "زعيمة قوية ومتفانية". وقال إنه على رغم التقدم الذي تحققه حملة الحكومة ضد جماعة "أبو سياف"، إلا أن الجماعات المسلحة ما زالت تشكل خطراً "كبيراً" على البلاد. وأعلن بوش أنه سيذكر زعماء "أبيك" عند لقائه بهم في تايلاند هذا الأسبوع بضرورة عدم التهاون في الحرب على الإرهاب. وأضاف: "ما أحاول عمله هو تذكيرهم بأن الحرب على الإرهاب مستمرة، وبأن الولاياتالمتحدة لا تزال مهددة وأصدقاءها مهددون... لذلك يجب أن نستمر في التعاون معاً". وتابع أنه سيؤكد الحاجة إلى مواصلة الجهود لتحرير التجارة وذلك خلال محادثاته مع 20 من زعماء المنطقة في اجتماع المنتدى في بانكوك في 20 و21 الشهر الجاري. وعقب لقائه آرويو ألقى بوش كلمة في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ ليصبح ثاني رئيس أميركي يفعل ذلك بعد دوايت أيزنهاور في حزيران يونيو عام 1960. ووعد بوش أمام البرلمان بمساعدة مانيلا على احالة الاسلاميين في جماعة ابو سياف الى "القضاء" والعمل مع دول جنوب شرق آسيا ""لتفكيك شبكة الجماعة الاسلامية الارهابية ومجموعات اخرى تنشر العنف والفوضى". ومانيلا هي المحطة الثانية في جولة بوش الآسيوية التي تشمل ست دول وتتزامن مع قمة "أبيك". وترافقت الزيارة مع احتجاجات ضخمة وإجراءات مشددة. ونشر 11 ألفا من رجال الشرطة مدعومين بآلاف من جنود الجيش في الأماكن الاستراتيجية في مانيلا لمنع المتظاهرين من الوصول إلى أي مكان قريب من بوش. وما إن وصلت طائرة الرئاسة الأميركية إلى قاعدة فيلامور الجوية في مانيلا حتى أشعل متظاهرون 100 علم أميركي وهم يهتفون "إرحل يا بوش إرحل". واحتشد أكثر من عشرة آلاف من العمال والمزارعين والناشطين العماليين واليساريين على طريق سريعة مؤدية إلى مقر الكونغرس الفيليبيني الذي أحيط بإجراءات أمن مشددة. وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات معادية للولايات المتحدة مثل "إرحل يا بوش ومعك غلوريا". وأوقفت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين على مسافة لا تقل عن كيلومتر من مقر الكونغرس. وقالت الناطقة باسم منظمي المسيرة جولي ديتابلان: "نريد أن يعرف بوش أنه ليس موضع ترحيب. الفيليبينيون لا يثقون به وسئمنا وعوده التي يخلفها". وبلغت المسيرة ذروتها بحرق دمى تمثل بوش وأعلاماً أميركية قبيل إلقاء الرئيس الأميركي خطابه أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس. كما أقام المحتجون "غداء في الشارع" قرب قصر مالاكانانج الرئاسي فيما كانت آرويو تقيم مأدبة غداء رسمية لبوش والوفد المرافق له. وغادر بوش مانيلا بعد ثماني ساعات من وصوله اليها متوجهاً الى تايلاند اليوم في زيارة رسمية يعقد خلالها اجتماعا مع الزعيم الصيني هو جينتاو لبحث الازمة النووية في كوريا الشمالية. وتايلاند هي المحطة الرئيسية في جولة الرئيس الاميركي التي تضم ست دول، وستنال نصيب الاسد من الجولة اذ تستمر زيارته لها ثلاثة ايام ويجري خلالها محادثات على هامش قمة المنتدى الاقتصادي في اسيا-المحيط الهادىء ابيك.